ضبطت الجهات الأمنية بالعاصمة المقدسة، مساء أمس، خادمات هاربات من كفلائهن، بعضهن إثيوبيات، داخل عمارة سكنية اتخذنها وكراً للفاحشة مع آخرين، وأطاحت ب 255 مجهولاً ومخالفاً لنظم الإقامة في مناطق متفرقة وبعدة مواقع. وتشير التفاصيل التي حصلت عليها "سبق" إلى أن القوات الأمنية انطلقت في ساعات متأخرة من الليل، في تتبّع المخالفين وأماكن سكنهم؛ للقضاء على تجمعاتهم، والحدّ من وجودهم غير النظامي، بعد أن جمعت المعلومات عن أماكن وجودهم، وقامت الفرق بمداهمة الموقع الأول بعد التجمع بأحد المواقع القريبة من جبل الشراشف، ومراجعة الخطة المعدّة بقيادة وبتوجيه من مدير شرطة العاصمة المقدسة العميد سعيد بن سالم القرني، ومتابعة من مدير شعبة البحث والتحري، ومدير شعبة الضبط الإداري، ومدير الدوريات الأمنية، ورافق القوة عدد من قوات الطوارئ ودوريات الأمن والمجاهدين ومندوب شركة الكهرباء.
وبعد جمع المعلومات ورصدها من قبل فرق البحث والتحري بوجود عدد من المخالفين، تقدمت فرق البحث والتحري السرية قبل الفرق، التي سلكت طرقاً مختلفة لحين الوصول للموقع الأول بحي المسفلة بالشراشف، وتم تأمين الموقع وإغلاق الطرق البديلة من المداخل والمخارج للحي والتأكد من وجود المخالفين، وقامت الفرق بتأمين المواقع التي تم رصدها سابقاً من قبل رجال البحث والتحري، وتبيّن من خلال عملية المداهمة أن جميع المجهولين يسكنون في منازل ضيقة المساحة وبأعداد كبيرة من جنسيات مختلفة، واجتمعوا على مخالفة النظام، وتم إلقاء القبض عليهم وهم يغُطّون في سبات نومهم العميق، وتم تأمين خروجهم إلى الباصات المعدة لذلك.
ثم انتقلت الحملة إلى الموقع التالي بحي الحفائر، ورصدت وجود عمالة مخالفة، يبرزون بطاقات إقامة مزورة، ولكن يتم التعرف عليها بواسطة رجال البحث والتحري الذين يمرّرون البيانات إلى وحدة التحكم المتخصصة؛ للكشف على البطاقة المزوّرة في دقائق، ويتم الرد سريعاً بالتوجيه بالقبض عليهم، وبلغ عدد المقبوض عليهم 145 مجهولاً؛ تمهيداً لترحيلهم لمخالفة النظام، ولأن ما يحملونه إقامة مزوّرة.
وفي نهاية الحملة تم الانتقال لعمارة في شارع المنصور، وألقي القبض على 110 مجهولين قبيل الفجر، اتخذوا من مقر سكنهم، والذي يتميز بثلاثة مداخل ومكون من ثلاثة أدوار بها أكثر من عشر شقق، وتمت المداهمة بنجاح والإطاحة بالمجهولين وغالبيتهم من الجنسية الإثيوبية، وعدد من الخادمات الهاربات من كفلائهن من منطقة عسير ومنطقة الرياض، ويسكنون مجاميع بالعمارة، ولا تربطهم أي علاقة قرابة، والبعض اتخذها بيوت دعارة.
ثم بدأت الحملة بالانسحاب من مواقعها، وأنهت مهمتها، التي تكللت بالنجاح، بعد أن سجلت جميع أرقام المنازل من خلال أرقام عدادات الكهرباء عن طريق مندوب الكهرباء؛ تمهيداً لتطبيق العقوبات على أصحاب المنازل؛ بسبب إيوائهم المخالفين رغم التحذيرات التي أصدرتها وزارة الداخلية، وفرضت عقوبات على المخالفين لها.
وكشفت مصادر "سبق" أن عدد المخالفين للأنظمة والإقامة، والذين تم إلقاء القبض عليهم خلال الأربعة أشهر الماضية في العاصمة المقدسة فقط، يُقدر عددهم بأكثر من ستة وعشرين ألفاً وستمائة وثمانية وعشرين مخالفاً ومخالفة من عدة جنسيات، وتم تحويلهم لمركز الإيواء بالشميسي؛ للعمل على ترحيلهم بعد أخذ بصماتهم، وإنهاء كل إجراءات الترحيل.
وأوضح الناطق الإعلامي بشرطة منطقة مكةالمكرمة، المقدم دكتور عاطي بن عطية القرشي، أن الجهات الأمنية في شرطة العاصمة المقدسة ترصد تحركات المخالفين سلفاً في مواقع وأحياء مختلفة في مكةالمكرمة، لافتاً إلى أنه جرى عمل التحريات اللازمة وفق خطط اشتملت على عمليات بحثية ونقاط تفتيش، مؤكداً أن الحملات الأمنية لضبط مخالفي أنظمة الإقامة والعمل ما زالت مستمرة وعلى مدار الساعة.
يُذكر أن الجهود المضنية التي تقوم بها الجهات الأمنية بالعاصمة المقدسة ممثلة في شعبة الضبط الجنائي، وشعبة التحريات والبحث الجنائي، والدوريات الأمنية، وقوة الطوارئ والمجاهدين، تتواصل لإلقاء القبض على المجهولين والمخالفين لأنظمة الإقامة، بعد جمع المعلومات عنهم ورصد أماكن تواجدهم بعدة أحياء في مكةالمكرمة.