انطلقت قبيل الفجر القوات المشاركة في تتبع المخالفين وأماكن سكنهم؛ للقضاء على تجمعاتهم، والحد من وجودهم غير النظامي، بعد أن جمعت المعلومات عن أماكن وجودهم، وذلك برفقة "سبق". وقامت الفرق بالتجمع بأحد المواقع بالجميزة، ومراجعة الخطة المعدة بقيادة العقيد مصلح العلياني، ومتابعة مدير شعبة الضبط الإداري العقيد خالد الحارثي، ويرافقها عدد من قوات الطوارئ ودوريات الأمن والمجاهدين ومندوب شركة الكهرباء، وتوجهت إلى بعض المنازل بحي الخانسة. وفي التفاصيل، بعد جمع معلومات الرصد من فرق البحث والتحري بوجود عدد من المخالفين، تقدمت فرق البحث والتحري السرية قبل الفرق، التي سلكت طرقاً مختلفة لحين الوصول للموقع الأول بحي الخانسة، وتم التأكد من وجود المخالفين، وقامت الفرق بتأمين المواقع التي من المحتمل أن يستخدمها المخالفون للهرب. وتبين من خلال عملية الدهم أن جميع المجهولين يسكنون في منازل ضيقة المساحة، وبأعداد كبيرة من جنسيات مختلفة، واجتمعوا على مخالفة النظام.
وانتقلت الحملة إلى حي العتيبية المعروف بأسواقه الشعبية، ورصدت وجود عمالة مخالفة، استخدمت أحد المنازل الشعبية التي تقع في ممرات ضيقة، ويصعب الوصول إليها، وجهزته بمكائن خياطة وحياكة لفساتين السهرات، ويقومون بوضع شعارات لماركات شهيرة، وتكتب عليها أنها صُنعت في أماكن الماركات نفسها، وعُثر بالموقع على قرابة عشرين ماكينة خياطة ومئات الفساتين الجاهزة والمعدة للتصريف، يديرها خمسة عمالة، كلهم مخالفون، كما تبين من خلال المعلومات المسبقة وجود مجهولات يعملن في فنادق أو خادمات في المنازل بأجور عالية بعد فرارهن من كفلائهن. ثم انطلقت الحملة بعد أن نجحت في القبض على جميع من تم التحري عنهم.
ومن سمات أماكن وجود المجهولين في منازل عشوائية شعبية أنها تشكّل خطراً حقيقياً في حال حدوث حريق في أحدها؛ إذ من الصعب دخول معدات الدفاع المدني إلى تلك المواقع، وتقديم المساعدة إلى المتضررين، كما أن العمالة المخالفة تستخدم كيابل كهربائية، وتقوم بسحب الكهرباء من أحد المنازل التي يعيش فيها أقوام من بني جلدتهم، متسترين عليهم.
وأشاد كثير من المواطنين والمقيمين بالحملة، وكشفوا لها عن منازل يقطن فيها مخالفون، وتم القبض عليهم، وقبيل الفجر بدأت الحملة بالانسحاب من مواقعها، وأنهت مهمتها، التي تكللت بالنجاح، بعد أن سجلت جميع أرقام المنازل من خلال أرقام عدادات الكهرباء عن طريق مندوب الكهرباء تمهيداً لتطبيق العقوبات على أصحاب المنازل بسبب إيوائهم المخالفين رغم التحذيرات التي أصدرتها وزارة الداخلية، وفرضت عقوبات على المخالفين لها.
من جانبه، أوضح الناطق الإعلامي بشرطة منطقة مكةالمكرمة، المقدم دكتور عاطي بن عطية القرشي، أن الجهات الأمنية في شرطة العاصمة المقدسة ترصد تحركات المخالفين مسبقاً في مواقع وأحياء مختلفة في مكةالمكرمة، لافتاً إلى أنه جرى عمل التحريات اللازمة وفق خطط اشتملت على عمليات بحثية ونقاط تفتيش، مؤكداً أن الحملات الأمنية لضبط مخالفي أنظمة الإقامة والعمل ما زالت مستمرة.