تسبّبت موجة الغبار التي تشهدها عددٌ من مناطق المملكة في إنعاش سوق الكمامات الطبية والمعقمات بشكلٍ كبير، حيث تشهد الصيدليات إقبالاً من المواطنين والمقيمين على شرائها، احترازًا للوقاية من أمراض الأتربة العالقة في الهواء، وسط تأكيدات بعض المتسوقين بوصولها في بعض المواقع في مدينة الرياض لنسبة 10 %، مُشيرين إلى أن الأسعار تتفاوت، والحاجة إليها تسببت في التلاعب بكمياتها. وقال أحدهم عُقب زيارته لإحدى الصيدليات ل"سبق": "اضطررنا اليوم إلى البحث عن الكمامات الطبية التي تقي من أعراض الإصابة بالأمراض التي تصحب الأتربة العالقة في الهواء, إلا أن تفاوت أسعارها يؤكد أن الحاجة إليها دفعت لاستنزاف المتسوقين بطرق متعدّدة".
وأضاف: "على سبيل المثال فصيدليات الرياض لا تتفق على سعر واحد في أسعارها, بل إن بعضها قامت برفع سعر الكمامة الواحدة إلى 20 %, وسط غياب الجهات المعنية عن مراقبة الأسعار في مثل هذا التوقيت التي تنتعش به الواقيات الطبية كالمعقمات والكمامات".
ومن جهة أخرى نفى مصدرٌ صحي ل"سبق"؛ علاقة وزارة الصحة بالأسعار التي تضعها الصيدليات أو عن كونها تدخل ضمن نطاقات مسؤولياتها، مُشيرًا إلى أن المنشآت الصحية تُوفّر تلك الخدمات لمراجعيها بطريقة مجانية، وأعدّت خطة مناسبة لاستقبال المراجعين في مثل هذه الظروف التي تستلزم ذلك".
وكان الناطق الإعلامي للدفاع المدني بمنطقة الرياض، الرائد محمد الحمادي؛ قد قال إن موجة الغبار سوف تستمر حتى الساعات المقبلة، داعيًا لاتباع إرشادات السلامة وتوخي الحيطة والحذر.
كما نصحت وزارة الصحة المواطنين والمقيمين؛ وخصوصًا مرضى الربو أو المصابين بالأمراض الصدرية بعدم التعرض للغبار والأتربة التي تمر حاليًا بالمملكة والبقاء في المنازل وعدم مغادرتها إلا عند الضرورة.
ونصح مركز معلومات الإعلام والتوعية الصحية بالوزارة أيضًا قائلاً: "ننصح بارتداء الكمامة الطبية أو استخدام فوطة أو شاش مبلل أثناء هبوب العواصف الرملية, إذا كان الفرد خارج المبنى أو عند الضرورة، مع التنبيه على ضرورة استبدال تلك الكمامات باستمرار, وبعدم مغادرة المنزل بالنسبة لمرضى الربو والجهاز التنفسي في مثل هذه الأجواء إلا للضرورة، واتباع إرشادات الطبيب بدقة واستخدام الأدوية لتجنب الإصابة بالأزمات الربوية وفق إرشادات الطبيب وكذلك الحرص من قِبل من أُجريت لهم عمليات جراحية أخيرًا في العين أو الأنف، تجنب الخروج في مثل هذه الأجواء.
وأضاف: "كما نؤكد ضرورة إحكام إغلاق الأبواب والنوافذ لمنع دخول الغبار إلى المباني والمنازل، وإعطاء مزيدٍ من الاهتمام بالنظافة الشخصية خلال هذه الفترة من السنة التي يكثر فيها هبوب الرياح, إضافة إلى أهمية تنظيف المنازل بشكلٍ جيد من آثار الغبار وخصوصًا غرف النوم والأغطية والفرش".
وكشف المتحدث الرسمي ومدير العلاقات العامة بمدينة الملك سعود الطبية ل"سبق" أن المدينة استقبلت 37 حالة خلال الساعتين الماضيتين لأمراض صدرية بسبب موجة الغبار التي ضربت العاصمة.
يُشار إلى أن الإقبال الكبير على شراء الكمامات الطبية والمعقمات؛ كان قد رفع أسعارها سابقًا في بعض المناطق، بعد انتشار عِدة أمراض مُعدية، قبل أن تعود اليوم للارتفاع من جرّاء تضرر بعض المناطق من منسوب الأتربة العالقة في الهواء.