وصف العم "رشيد بن عبدالمحسن العتيبي" (90 عاماً)، وهو أحد أقدم المزارعين في المملكة، الأوامر الملكية الأخيرة ب"المبهجة للجميع، وغير المستغربة على حكام هذه البلاد الذين عاصرهم منذ عهد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- حتى العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز". وروى "العتيبي" في حديثه ل"سبق" قصة تحوله إلى الزراعة منذ عام 1379ه، بعد مرحلة التوطين، وبداية الدعم الحكومي للمزارعين، وذلك عقب مشاركته ضمن لواء الفدائيين السعوديين في حرب فلسطين الأولى عام 1368ه تحت إمرة الأمير محمد الأحمد السديري، وما أشار به الملك فيصل على والده -رحمهم الله- في شأنهم، وما تلا ذلك من مراحل في خدمة الوطن.
وقال العم رشيد العتيبي: "انطلقنا ضمن لواء الفدائيين السعوديين في حرب فلسطين تحت إمرة الأمير محمد الأحمد السديري عام 1368ه، من الرياض حتى أقمنا في عرعر ثلاثة أيام، ولم يكن في عرعر آنذاك إلا مبنى واحداً، ثم أشار الملك فيصل -الأمير آنذاك- على والده الملك عبدالعزيز بإعادتنا إلى سكاكا لنكون دعامةً خلف من سبقنا من زملائنا الأكثر تدريباً وتمرساً منا أبناء البادية في مثل تلك الحروب، وأن نشكل أيضاً صفاً دفاعياً عن الوطن تجاه أي ردة فعل قد تكون غير متوقعة".
وأضاف "العتيبي": "مكثنا في سكاكا عاماً، ثم عدنا بعد استقرار الأوضاع للعمل ضمن رجال الملك عبدالعزيز، فحججنا معه ثلاث سنوات متتالية، قبل أن يتم إلحاقنا في السنة الرابعة بأفواج الحرس الوطني".
وتابع: "عدت بعد التحاقنا بالحرس الوطني إلى مدينتي ساجر بعد مرحلة التوطين واستقرار أوضاع الوطن، ومكثت ما يربو عن 45 عاماً ما بين العمل في السلك العسكري، ثم العمل موظفاً في إمارة ساجر، قبل أن أحال للتقاعد، كنت خلالها من أول المبادرين في المملكة للعمل في مجال الزراعة، حيث زرعت ثلاث سنوات بطرق بدائية باستخدام الآبار السطحية".
وأردف العتيبي: "استبشرنا كمزارعين في شهر رمضان من العام 1382ه بانطلاق الدعم الحكومي للزراعة عن طريق صرف أول قروض صندوق التنمية الزراعية للمواطنين، فبادرت بالتقديم على الصندوق، واستفدت من خدماته، فطورت مزرعتي بالآبار الارتوازية، والمعدات الزراعية، وامتهنت إنتاج القمح لسنوات طويلة، عاشت فيها زراعة القمح في المملكة أوج عصورها قبل أن تبدأ في الانحدار بعد نزول سعر القمح المفاجئ".
وأشار العتيبي إلى أن تصريحات وزير الزراعة السابق الدكتور فهد بالغنيم، بأن هذا العام الحالي سيكون آخر عام يتم فيه استلام القمح من المزارعين، والتحول إلى استيراد القمح من الخارج بنسبة 100 بالمائة بدءاً من العام المقبل، لم يراع فيها التزامات المزارعين القدامى تجاه مديونيات صندوق التنمية، داعياً إلى إعادة النظر في هذا القرار.
ونقل "العتيبي" آمال قدامى المزارعين في منحهم الفرصة لتسديد الديون التي على عاتقهم للدولة، والمساهمة في دعم اقتصاد الوطن، وذلك برفع سعر القمح إلى 2 ريال وتمديد فترة زراعته خمس سنوات قادمة، أو إعفاؤهم من تلك المديونيات تقديراً لخدمتهم للوطن طوال سنوات عمرهم، لافتاً إلى أن نزول سعره قبل عدة سنوات من 3.5 ريال إلى ريال واحد، قد ساهم في تراكم ديون صندوق التنمية الزراعية على معظم المزارعين، مما جعلها ديوناً صعبة التحصيل.