ضرب الابن علي شنيف الشهري أروع أمثلة الوفاء وبر الوالدين، بتبرعه بكليته لوالده، منهياً بذلك معاناته الطويلة مع الغسيل الكلوي المتكرر، إثر إصابته بالفشل الكلوي. وكان مستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة شاهداً على إجراء عملية "زراعة كلية" الابن علي، التي تبرع بها لوالده عقب مطابقة جميع التحاليل والفحوص الطبية التي أجريت له، وقد تكللت العملية بالنجاح، حيث يتمتع الأب والابن بصحة جيدة.
وأوضح علي الشهري وهو من سكان مركز ثلوث المنظر التابع لمحافظة بارق في تواصله مع "سبق" أنه في سعادة تامة بعد نجاح عملية زراعة الكلية لوالده، مبيناً أن والده كان يعاني كثيراً من جراء الغسيل الكلوي بعد تعرضه لفشل في كليتيه السنوات الماضية.
وتمنى الابن أن يكون قد استطاع بتبرعه ردّ بعض فضائل والده عليه، سائلاً المولى عز وجل أن يلبسه ثوب العافية دائماً.
من جهته قال الوالد في اتصال مع "سبق" إن ابنه "علي" ضحى بكل شيء؛ لأجل حياته، "فقد تخلى عن مستقبله الوظيفي ليقوم بالتبرع بالكلية لي، وهو حديث التخرج من الثانوية العامة، وقد أصر أن يترك التقدم للوظائف بغية التبرع لي".
مشيراً إلى أن "علي يكافح كثيراً بعد أن أتعبني المرض للقيام بتأمين ما يحتاجه إخوته، حيث إن لديّ زوجتين، ويشرف عليهما، وهو الآن بجواري على الكرسي، بعد أن تبرع لي بكليته، وكنت أتمنى أن يحصل على وظيفة في إحدى القطاعات العسكرية أو الحكومية بعد حصوله على الثانوية العامة، ولكن أصر أن يتبرع بكليته لي، أسأل الله له التوفيق، وأن يحميه من كل شر، وأن يرضى عنه ويمتعه بالصحة والعافية؛ فقد كان سبباً في إنقاذ حياتي".