طالب الشيخ صالح بن محمد اللحيدان، عضو هيئة كبار العلماء رئيس مجلس القضاء الأعلى الأسبق، رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ب"الاحتمال" و"الصبر" و"الرفق" و"اللين" و"التصرف حسب الموقف". وأكد في محاضرته، التي ألقاها مساء اليوم ضمن فعاليات ملتقى "خير أمة"، الذي ترعاه "سبق" إلكترونياً، بعنوان "هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لأنه مصدر خيرية. وتناول الشيخ اللحيدان الفضائل التي حث عليها الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بما جاء في القرآن والسنة، وذكر النصوص الدالة على ذلك، مؤكداً أن الرسول قدوتنا جميعاً في ذلك وفي جميع أمور حياتنا؛ وعلينا تعلم الأخلاق الفاضلة التي تعزز اتباعنا للرسول - صلى الله عليه وسلم - في كل ما جاء به تأكيداً لحديثه عليه الصلاة والسلام "مَنْ رغب عن سنتي فليس مني"، وقد حث صحابته وجميع أُمته على الاتباع والقدوة الحسنة، وتحكيم كتاب الله والسُّنة في كل الأعمال التي نعملها في حياتنا. ودعا فضيلته الذين يعملون في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى الاحتمال والصبر والرفق والستر والتسامح، وقال: "لكل مقام مقال في الشدة والحزم في المسائل التي تحتاج إلى ذلك، ويحسن بمن ينتسب إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر العلم ومعرفة الأمور المنكرة، وكيفية معالجتها". مشيراً إلى أن ولاة الأمر في المملكة والناس قد توارثوا العقيدة الصحيحة كابراً عن كابر، وقال: "إن الناس لا يزالون بخير ما أقاموا شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإن ذلك من آثار النِّعَم التي نعيشها، وإن الدولة مستمرة بعزة ما استمر إعزازها للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وجعلوا شجرته ممتدة الجذور، ويفوح أريجها". وأضاف: القائمون على الأمر بالمعروف يحصلون على أجور من اقتدى بهم؛ فلا بد على الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر التصرف حسب ما يلزم الموقف، وبيان ما يستدعيه من شدة وحزم أو رفق ولين. مشيراً إلى ضرورة أن يعرف الناس كيف يتحمل رجال الحسبة هذه المسؤولية الكبيرة، التي يتحقق من خلالها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وقال: إن من أهم الأمور التي ينبغي أن يعتني بها رجال الهيئة المواظبة على أداء الصلاة وحث الناس عليها؛ لعظم أمرها، وأن الصحابة كانوا يرون كُفْر تاركها. وقال الشيخ اللحيدان: إن في الشريعة شمولاً لكل ما يُجلّي كثيراً من الغموم، وإنه لا يسعنا إلا تهنئة الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر على عملهم، وعلى الدور الجليل الذي يقومون به، ونحمد الله أننا في هذه البلاد التي تُطبّق هذه الشعيرة وتدعمها. وقد شهد اليوم الخامس لفعاليات "خير أمة" توافد الكثير من زائري الملتقى، وقد سجّل طلاب بعض المدارس حضوراً مميزاً، وكذلك منسوبو بعض المؤسسات الحكومية والخاصة.