شيّعت جموع المصلين بعد صلاة عصر اليوم الثلاثاء بجامع الراجحي بالرياض الحدث "مالك"، الذي راح ضحية لجريمة بشعة وقعت أمام منزل أسرته، وجرى بعد ذلك مواراته الثرى في مقابر حي النسيم، وسط حشود كبيرة من أقاربه وجيرانه ومعارف أسرته، الذين ودّعوا مالك بالدموع والدعوات. وبدأت أسرة مالك في استقبال المعزين داخل منزلها في حي النسيم؛ حيث توافدت الجموع لمشاطرتها أحزانها. وكان مالك ابن الأربعة عشر ربيعاً قد راح ضحية واحدة من أبشع جرائم القتل، بالقرب من منزله على شارع النخيل بحي النسيم في العاصمة الرياض، عندما أقدم مواطن متهور على طعنه ونحره أمام منزل أسرته، وعلى مرأى من أقرانه، قبل أن يسارع إلى تسليم نفسه للجهات الأمنية، كاشفاً أنه أقدم على طعن عمّه - عمّ القاتل - قبل أن يقدم على طعن ونحر الحدث. تفاصيل الجريمة المروعة كانت لها خلفيات أكثر ترويعاً ومرارة؛ حيث كان القاتل - وحسب روايات أقارب القتيل - يقتحم منزل الأسرة ليلاً دون وعي، ويتم إخراجه بالقوة؛ لوجود محارم رب الأسرة. وقد حاول القاتل قبل أيام قليلة دخول منزل الأسرة أيضاً، إلا أنه تم إخراجه بالقوة؛ فحدث نقاش حاد بينه وبين رب الأسرة؛ جعل القاتل يتوعد الأخير بالقتل. والد القتيل أبلغ أشقاء القاتل بالأحداث، وطالبهم بالتدخل، فيما أصرّ القاتل على الصراخ والتهديد والوعيد الذي راح ضحيته الحدث ظهر أمس. ويقول أحد أقارب القتيل شارحاً تفاصيل الجريمة المروعة: "قبيل ظهر أمس اتجه القاتل إلى منزل شقيق والده، وطلب منه السيارة بالقوة، وعند رفض عمّ القاتل أقدم على طعنه في الكتف قبل أن يغادر متوجهاً إلى منزل جيرانه حاملاً في يده ساطوراً، ثم طرق القاتل الباب، وعندما فتح رب الأسرة الباب وشاهد الساطور في يد القاتل تراجع وأغلق باب المنزل". وقف القاتل قليلاً أمام باب المنزل، وخلال ذلك شاهد الحدث "مالك. م"، ابن رب الأسرة، قادماً من الخارج باتجاه منزله، وعلى الفور لاحق الحدث وسدّد له طعنتين في الظهر قبل أن يقدم على نحره في الشارع على مرأى من المارة وزملاء القتيل، ثم اتجه بعدها القاتل لتسليم نفسه للجهات الأمنية". ويكشف أقارب القتيل أن دماءه غطت الشارع، فيما أُصيب أفراد أسرته بهلع وحالات إغماء؛ للمنظر المروّع الذي شوهد عليه مالك ممداً وسط الشارع، ودماؤه تغطي المكان؛ نتيجة نحره بطريقة مروعة. ويؤكد أقارب القتيل أن القاتل، الذي يبلغ من العمر "38 عاماً"، من مدمني المخدرات، وكان طوال الفترة الماضية يضايق جيرانه، ويحاول اقتحام المنزل، قبل أن يختتم هذه المضايقات بجريمة بشعة، راح ضحيتها الحدث مالك. ولا تزال أسرة القتيل تتلقى العزاء في ابنها مالك في منزل الأسرة الكائن بحي النسيم، فيما اختلطت مشاعر أسرته ما بين خوف وهلع وأحزان وأسى. وكان الناطق الإعلامي في شرطة الرياض العقيد ناصر القحطاني قد قال: "إنّ شخصاً قضى أمس متأثراً بجراحه إثر تعرضه للطعن من آخر، وإنّ الجاني سَلّم نفسه لمركز شرطة النسيم، واتُّخذت الإجراءات اللازمة في الحادث".