أغلقت شرطة محافظة الطائف ملف واقعة مقتل الوافد البنجلاديشي منتصف الأسبوع الماضي عقب تسليم القاتل نفسه البارحة بعد أن أحضره والده لمديرية الشرطة وبحوزته السلاح المستخدم في الجريمة. وكان قسم التحريات والبحث الجنائي قد بدأ جهوده بقيادة مدير البحث الجنائي، العقيد خالد بن خميس النفيعي، بعد البلاغ الذي ورد لغرفة عمليات الأمن ليلة الثلاثاء الماضي عن مقتل وافد بنجلاديشي يعمل حارس عمارة بطلقة نارية مجهولة صدرت من مركبة نقل من نوع "دباب" وفقاً لما ذكره اثنان من أبناء جلدته كانا معه في السكن، وبعد خروجه منه سمعا الطلقة النارية وخرجا ليجدا صديقهما ملقى على الأرض، حيث توفي لاحقاً عند وصوله للمستشفى، كما شاهدا الدباب أثناء هروبه دون أن يتمكنا من التقاط رقم لوحته أو حتى تحديد موديله. وبدأت فرق البحث والتحري في تتبع المعلومات واستيقاف عدد من الدبابات المشتبه بها وبعض الأشخاص والتعرف على الاتصالات التي أجريت على جوال المجني عليه. وربطت فرق البحث هذه الحادثة بمضاربة جماعية وقعت قبلها بيومين في الحي نفسه، وهو حي السحيلي، حيث كان أفراد الطرف الثاني في المضاربة قد ذكروا لرجال البحث أن خصومهم يتحرشون بهم ويتجولون بالحي فيما تعاونهم مجموعة أخرى لم تكن أصلاً موجودة في المضاربة، مشيرين إلى وجود دباب من بين السيارات التي تستقلها هذه المجموعة. وحينها كثفت مهام الرقابة على هذه المجموعة ليلقى القبض على اثنين منهم عصر أمس وهما مخموران في الحي نفسه الذي شهد واقعة القتل، وبالتحقيق معهما أكد أحدهما أنه لم يقتل الوافد دون أن يسأل عن الحادثة نفسها، ما دفع رجال البحث للضغط عليهما فاعترفا بأن أحد أصدقائهما هو من أطلق النار على الوافد دون أن يكون بينه وبين المجني عليه أي علاقة أو خلافات. وكشفت مصادر أمنية ل "سبق" أن القاتل الذي كان يستقل مركبة النقل "دباب" ومعه أربعة من أصدقائه كانوا بالقرب من سكن الوافد وهم تحت تأثير المسكر، وارتفعت أصواتهم؛ ما أخاف المجني عليه؛ فخرج من سكنه حاملاً سلاحاً أبيض بيده ظناً منه أنهم لصوص، وحين رآه القاتل أطلق عليه عياراً نارياً أودى بحياته، فيما لاذ هو ورفاقه بالفرار. وشعر القاتل بتضييق الخناق عليه بعد القبض على اثنين من رفاقه؛ ما دفعه لإبلاغ والده بما ارتكبه من جريمة، فما كان من والده إلا أن اصطحبه وبحوزته السلاح الناري المستخدم في الجريمة، وسلمه مع السلاح لمديرية شرطة الطائف في ساعة متأخرة من البارحة، فيما يجري حالياً استكمال مجريات التحقيق والتأكد من وضع رفاقه بالقضية. واستكملت فرق البحث الجنائي عملية العثور على الدباب في حي العقيق الذي كان أحد أشقاء رفاق القاتل يحاول إخفاءه وهو تحت تأثير المسكر فيما ضبط مع المركبة وجرى تسليمهما ضمن القضية. وقال الناطق الإعلامي بشرطة الطائف، الرائد تركي الشهري، في تصريح أمني: "سبق أن ورد بلاغ لغرفة العمليات عن إصابة مقيم من جنسية آسيوية بعيار ناري بأحد أحياء المحافظة توفي على إثرها بالمستشفى، وقد قام المتهم بتسليم نفسه للجهات الأمنية مقراً بجريمته، كما أرشد على مرافقه الذي كان معه حيث تم ضبطه، وهما يخضعان حالياً للتحقيق لمعرفة كل ملابسات القضية، وبمتابعة من مدير شرطة المحافظة اللواء مسلم بن قبل الرحيلي".