قالت الجمعية الفلكية بجدة، إن الكرة الأرضية تشهد، غداً الثلاثاء، أول قمر عملاق من ستة أقمار تحلّ خلال العام الجاري، موضحة أن هذا القمر هو الأول من ثلاثة أقمار سوف تحل في مرحلة المحاق، ويكون ضائعاً في وهج الشمس. وأفادت: "أول "قمر عملاق" لن يتم رصده، لكونه سيكون في المحاق واقعاً قريباً من الشمس وضائعاً في وهج ضوئها طوال النهار، حيث يشرق مع الشمس ويغرب معها، لذلك يجب عدم توجيه المنظار الثنائي العينية أو التلسكوب والبحث عن القمر أو أي جرم سماوي قرب الشمس؛ لأن ذلك قد يتسبب في حرق شبكية العين فوراً".
وبيّنت: "سيقع القمر في مرحلة المحاق عند الساعة 4:14 عصراً بتوقيت مكةالمكرمة، وبعد ذلك بنحو 21 ساعة يصل القمر أقرب نقطة للأرض "الحضيض القمري"، ويكون على مسافة 359.656 كيلومتراً".
وأشارت إلى أن القمر العملاق مصطلح غير فلكي، إلا أنه أصبح شائع الاستخدام منذ عدة سنوات ماضية ويشير لوقوع القمر في نقطة قريبة للأرض، وفي العادة يستخدم مصطلح "قمر الحضيض" وكلاهما يشير إلى القمر سواء كان في المحاق أو في البدر، ويكون ضمن مسافة 361.836 كيلومتر من الكرة الأرضية؛ ذلك بحسب المسافة بين مركز القمر ومركز الأرض عندها يطلق عليه قمر عملاق.
وقالت: "من ناحية أخرى يحدث في بداية كل شهر أن تتحد قوة جاذبية القمر في مرحلة المحاق مع الشمس وينتج ظاهرة مد وجزر غير عادي، ولكن عندما يكون القمر سواء كان المحاق أو البدر في الحضيض يكون التأثير على المد والجزر أكبر من ذلك، وينتج ما يسمى "المد والجزر الربيعي"، حيث يحدث أعلى مد بحري وفي نفس اليوم أخفض جزر".
واستطردت: "بالنسبة لقمر المحاق في 20 يناير سيكون أقرب بشكل أكبر، وسوف يبرز المد والجزر الربيعي، ويعطينا ما يسمى "المد والجزر الربيعي الحضيضي"، ولذلك سيلاحظ القاطنون على طول السواحل أعلى مد بحري، ولكن من غير المحتمل حدوث فيضانات أو ظواهر غير اعتيادية".
يُذكر أن هذا التوقيت من الشهر العربي يُعتبر الأفضل لرصد الأجرام السماوية الخافتة مثل المجرات والعناقيد النجمية والمذنبات؛ لأن القمر لن يكون موجوداً في قبة السماء.