نفى الدكتور محمد الشمراني، مساعد المدير العام للتربية والتعليم للبنين للشؤون التعليمية بمنطقة مكةالمكرمة، تدخل مديري المدارس في عمليات نقل المدرسين، وتقليص أو زيادة عدد الفصول الدراسية بالمدرسة. وأكد الدكتور الشمراني ل"سبق" أن الصلاحيات الممنوحة لإدارة المدرسة تنحصر في إعداد تقرير حول مدى الاحتياج إلى زيادة عدد الفصول أو تقليصها، ثم تقوم لجنة من قِبل إدارة التربية والتعليم بدراسة التقرير، والوقوف ميدانياً على ما ذُكر فيه؛ لتقرير الزيادة أو النقص، ويؤخذ في الاعتبار مساحة المدرسة والفصول وعدد الطلبة، اللذين يختلفان من عام لآخر. جاء ذلك توضيحاً لقضية نقل مدرس الدراسات الإسلامية، التي انفردت بتفاصيلها "سبق"، الذي نقله مديره في مدرسة متوسطة بحي "النكاسة" إثر مشكلة بينهما، واتهام المعلم للمدير بالتزوير والتزييف، مؤكداً أن أحد المعلمين كان يقوم بالتوقيع عن المدير في دفتر الدوام الرسمي، رغم سفره خارج المملكة. مشيراً إلى أن هناك وثائق تتمثل في برنت من جوازات مطار الملك عبدالعزيز بجدة تُثبت الخروج والعودة للمدير في فترات التواقيع المزورة. وتشير التفاصيل والمعلومات، التي حصلت عليها "سبق"، إلى أن مدير مدرسة متوسطة بحي "النكاسة" سافر إلى خارج المملكة ما يقارب 20 يوماً متفاوتة، وكلّف أحد المعلمين المقربين منه ليوقع بدلاً منه في دفتر الدوام؛ فكان المُعلّم الذي يوقّع عنه يوقّع حضوراً، وإذا جاء المدير من السفر وقّع انصرافاً، وذلك غالباً في الأيام التي تسبق الإجازات الرسمية أو نهاية دوام الأربعاء، وعلى مدار عام ونصف العام. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى يأتي إلى المدرسة متأخراً جداً، ويثبت في دفتر الدوام أنه أتى مبكراً، وذلك بأساليب عدة، منها أنه يُترك له مكان للتوقيع من بداية الدوام، وأسلوب آخر أنه يكتب اسمه بعد نهاية أسماء المعلمين. وقد انكشفت القصة عندما تم نقل أحد المدرسين من المدرسة؛ بحجة أنه زائد عن حاجة المدرسة، وخفض عدد الفصول من 10 فصول إلى 9؛ وذلك حتى تتحقق أمنيات مدير المدرسة بنقل المعلم غير المرغوب فيه. مع العلم أن المدرسة لا يزال عدد فصولها 11 فصلاً؛ فكان القصد هو نقل المدرس فقط، الذي لم يكن يخضع لأوامر المدير. وقد رفع المعلم المنقول خطاب تظلم إلى إدارة التربية والتعليم في العاصمة المقدسة، وعندما لم يتم البت في القضية من قِبل "التعليم" تم رفعها للجهات الأمنية. وأكد المعلم (ف) - تحتفظ "سبق" باسمه كاملاً والمدرسة التي يعمل بها - أنه تقدم بخطاب شكوى رسمية وتظلم لإدارة التربية والتعليم من جراء الإجحاف والتعامل السيئ من المدير، وذلك منذ عام ونصف العام، ولم يهتم أحد بقضيته. مؤكداً أنه عندما كشف حقيقة المدير وما يحصل بالمدرسة تمت مجازاته بلفت نظر ونقل، بزعم أن للمدير "حصانة" وجيشاً من الوساطات والمحسوبية - على حد قوله -؛"ما اضطرني إلى رفع شكاوى عدة، وفي جهات عدة؛ لرفع الظلم عني، وإرجاع حقي المسلوب ومعاقبة المقصر". مشيراً إلى أن لديه إثباتات وبراهين وأدلة؛ حيث إن التوقيع في دفتر الدوام الرسمي يؤكد حضور المدير صاحب الحظوة، وهناك سجلات في جوازات مطار الملك عبدالعزيز بجدة تؤكد خروجه خارج المملكة في هذه التواريخ، وهو الأمين على الرسالة التعليمية، والأجدر به أخذ راتبه بالوجه الشرعي، وليس بالظلم وقهر الرجال الذين لم يرضخوا لبطشه وجبروته. هذا، وقد تدرجت القضية في إدارات ودوائر حكومية عدة متخصصة بالتزوير والتزييف. من جانبها حاولت "سبق" الاتصال بالمدير العام للتربية والتعليم بمنطقة مكةالمكرمة بكر بصفر، إلا أنه لم يرد على الاستفسار عن القضية؛ للتأكد مما أثاره المدرس. فيما لا تزال تحقق شعبة البصمات والأدلة الجنائية العامة في وزارة الداخلية بالرياض في قضية تزوير وتزييف قام بها أحد مديري مدارس مكةالمكرمة؛ حيث كان خارج المملكة، وكان يقضي سفرياته المتقطعة خارجياً، بينما أحد المعلمين بالمدرسة يوقع عنه في دفتر الدوام الرسمي. وقد أشار الدكتور الشمراني في آخر تصريحه إلى "سبق" إلى أن نقل المعلم تم من قِبل إدارة التربية والتعليم، وليس للمدير صلاحيات في نقل أي مدرس، كما أكد أن قضية المعلم والمدير المذكورين أخذت أبعاداً كبيرة، وخرجت من أروقة التربية والتعليم إلى جهات أمنية مختصة، "وننتظر نتائج التحقيق فيها حتى يتم اتخاذ الإجراء المناسب من قِبلنا بعد اتضاح كل الحقائق".