أكد الباحث الفلكي، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء الدكتور شرف السفياني، أن بعض الأحداث الفلكية لها طابع مميز عن غيرها، والبعض له أهميته لدى الهواة والمهتمين بالفلك. وقال: من أبرز الأحداث الفلكية التي يُستفاد منها هو ما يسمى الاقتران الفلكي، أو التجاور وهو أن يصير جرمان أو أكثر بجوار بعضهم بعضاً لا يفصل بينهم سوى مسافة يسيرة تُقدر بالدرجتين أو أقل للناظر أو الراصد لهم من الأرض لكن في الحقيقة هما يبعدان كثيراً عن بعضهما.
وأضاف: من هنا فإن يوم أمس الاثنين واليوم الثلاثاء، سيكونان بإذن الله الأنسب لمشاهدة اقتران كوكبي الزهرة وعطارد في الناحية الغربية لسماء السعودية والمغرب العربي من بعد غروب الشمس مباشرة إلى قبيل العشاء، حيث سيظهر للراصد نجم شديد اللمعان لا يمكن أن تخطئه عين يطلق عليه أهل البادية نجمة المساء لكن في الحقيقة ليس بنجم بل هو كوكب الزهرة، بجواره إلى الأسفل مباشرة نجم أقل لمعاناً ويميل لونه للأحمر وهذا هو كوكب عطارد، ومن هنا جعلنا كوكب الزهرة علامة للاهتداء بها إلى كوكب عطارد.
وبين أنه تكمن أهمية هذا الحدث في سهولة التعرف على الكوكبين بالوصف والمشاهدة بالعين المجردة دون الحاجة إلى تلسكوب، وخصوصاً كوكب عطارد الذي يجهله الكثير من الناس لأنه كوكب خافت الضوء يدور قريباً من الشمس والأيام التي يرتفعها قليلاً عن الشمس معدودة، الأمر الآخر كثير من الناس يعد مثل هذه الأخبار فارغة، ولا جدوى لها وهو بذلك يتحدث عن نفسه بينما هناك من يستفيد من هذه الأخبار، وخصوصاً الطلاب والدارسين الذين لم يسبق أن شاهدوا هذه الأجرام الفلكية على الطبيعة.
وأردف: فما أجمل أن تأخذ بيد ابنك وتحاول أن تساعده في المشاهدة وتعطيه بعض المعلومات عما يشاهده وتربطها بعظمة الخالق وقدرته، وقال: أنا متأكد أنها سوف تكون معلومات خالدة في ذهنه وسوف تجده منبهراً مما شاهد يتحدث بها اليوم التالي مع أصدقائه بما رأى وسمع.
يُذكر أن المُتابعين الفلكيين كانوا قد رصدوا الكوكبين "الزهرة" و"عطارد" مساء أمس الاثنين، في السماء، من جهة الغرب.