جمع «المؤتمر العالمي السادس لجراحة طب القلب»، الذي نظمه «مركز البابطين لجراحة طب القلب»، تحت سقف غرفة الشرقية في الدمام، في الأيام الماضية، ما لم يجمعه سقف المؤتمرات السياسية، إلا نادراً. وأسقطت الأوراق العلمية الحواجز النفسية، بين الأميركي والإيراني، وبعيداً عن الظروف السياسية، وجد أطباء من إيران وأميركا أنفسهم يتبادلون المعلومات والتجارب الطبية، متناسين لساعات، الصراع بين بلديهما. ووصف عضو «جمعية إيران للعلوم الصحية وكلية التمريض» مؤسس ورئيس «جمعية القلب» في إيران محمد صفداري مشاركته في محاضرة مع طبيب أميركي، ضمن فعاليات «المؤتمر»، بأنه «تبادل للعلم والخبرات بعيداً عن الاختلاف السياسي». وقال: «المؤتمر جمع أطباءً ومتحدثين عالميين، ما يعد دليلاً على الرغبة في التقدم وتطوير الخدمات التمريضية في العالم». ورأى أن «ذلك سينعكس على مستقبل التمريض في المملكة»، مضيفاً أن «التطور يحتاج إلى دعم مادي، وكفاءات عالية، لينهضوا بالمستوى العلمي للدولة». وعلى رغم «اختلاف العادات الاجتماعية بين إيران والمملكة، إلا أن التمريض يحمل جانباً إنسانياً، يراعي اختلاف العادات والتقاليد عند المرضى». من جهة أخرى، رأى رئيس قسم جراحة القلب والصدر والشرايين في جامعة لوفان في بلجيكا الدكتور جبرين الخوري أن «الجراح العربي يعمل بكفاءة عالية، تضاهي الغربيين»، مضيفاً أن حياته في الغرب لم تؤثر على هويته العربية وانتمائه. وأشار الخوري، الذي يعد أحد رواد عمليات إصلاح صمام الأبهر «الأورطي» في العالم، إلى «ضرورة إقامة مؤتمرات، تناقش مصير الطب في الدول العربية، والنظرة المستقبلية للطب»، مؤكداً «فتح المجال أمام العقول العربية واحتوائها بدلاً من هجرتها». وحاضر عن «تطور تقنية إصلاح الصمامات»، في المؤتمر»، وذكر أن «التقنية ابتكرها الطبيب المصري مجدي يعقوب، في مستشفى بريطاني»، مضيفاً «تابعت هذه التقنية بين عامي 94 و1995، ودرستها، وعملت على تطويرها، كما قسمتها إلى أربعة أنواع»، وتتلخص في «إصلاح تنفيس صمام الأبهر، حتى لا يعود الدم المضخ من القلب إلى الجسم في طريقة عكسية للقلب، ما يسبب مشاكل صحية، تسبب في عطل الصمام». وقال إن «تقنية إصلاح الصمامات، أفضل من استبدالها بالصمام الحيواني، كما تغني عن أدوية السيلان»، موضحا «يوجد نوعان من الصمامات، معدني وحيواني، ويستخدم مع الأول أدوية السيلان طوال العمر، وحين يمتنع المريض عن أخذ الدواء، يؤدي ذلك إلى الوفاة»، فيما «الصمام الحيواني، يصاب بالتكلس، ويحتاج إلى تغيير بعد فترة، وكلما كان عمر المريض أصغر، قل عمر الصمام الحيواني».