على رغم انخفاض أمراض صمّامات القلب في أوروبا، إلا أنها تتزايد بقوة في المنطقة العربية حاضراً، خصوصاً في مصر. وبحسب بحوث نوقشت في «المؤتمر الدولي الثالث عشر لهبوط عضلة القلب» الذي استضافته أخيراً الإسكندرية، يرجع سبب هذه الزيادة إلى حمى الروماتيزم «روماتيك فيفر» Rheumatic Fever عربياً. وتصيب هذه الحمى أطفالاً كثراً في الوطن العربي في سن مبكرة، ولا يهتم بها الأهل. وأشارت بحوث في هذا المؤتمر إلى أن تدني الثقافة الصحية لدى المُصابين بأمراض في صمّامات القلب، يساهم في زيادة حالات الهبوط الحاد في عضلة القلب، ما يؤدي الى الوفاة. وأشار الدكتور سامح زغلول إستشاري أمراض القلب في كلية الطب في القصر العيني، إلى حدوث مضاعفات خطيرة بسبب عدم إدراك المريض للمضاعفات التي قد تحدث بعد عملية تركيب صمّام إصطناعي. وتحدث عن أحدها وهو التهاب ينجم عن هجوم بكتيريا معيّنة على هذا الصمّام، ما يؤدي إلى خلل في وظائفه، بل تَحطّمه أحياناً. ومع خلل الصمّام، تتضخّم عضلة القلب إلى حدّ تعذّر علاجها. وأشار زغلول إلى أن هذه البكتيريا قد تدخل الى القلب أثناء عمليات بسيطة، مثل حشو الأسنان. وأكّد أن المريض يمكنه تجنب الخطر إذا استشار طبيب القلب بصفة مستمرة. ولفت إلى أن الصمّامات الإصطناعية غالباً ما تصنع من أنسجة بشرية، كما أن استبدالها أصبح عملية سهلة. فبفضل استخدام لقسطرة، تجرى هذه العملية تحت مُخدّر موضعي، وتستغرق أقل من نصف ساعة. ويخرج المريض بعد العملية بيوم. وفي أوقات سابقة، اعتُبِرت عملية استبدال صمّام القلب خطيرة جداً، لأنها كانت تستلزم إجراء جراحة قلب مفتوح. إبحث عن الشحم المُضِر في سياق متّصل، افاد الدكتور وجدي عيّاد أستاذ القلب بكلية الطب في جامعة الإسكندرية، بأن زيادة الشحم حول منطقة الخصر تأتي في رأس أسباب هبوط عضلة القلب. إذ أكدت دراسات حديثة أن «الكرش» يفرز هرموناً يؤدي إلى تصلّب الشرايين. وترتفع نسبة البدانة لدى الاطفال في المنطقة العربية، باطّراد، بل تجاوزت نسبتها 70 في المئة، ما يجعلهم أكثر عرضة لإصابة بأمراض القلب. وأكّد عيّاد أن هناك عشرة عوامل اذا اجتمعت ثلاثة منها فإنها كفيلة بإحداث السكتة القلبية، تشمل الكرش والتوتر والتدخين ومرض السكري ومرض ارتفاع ضغط الدم وزيادة الكولسترول وارتفاع نسبة الدهون الثلاثية والعوامل الوراثية والتقدّم في السن وعدم ممارسة الرياضة. وأوضح عيّاد أن هبوط القلب مرض مزمن، ومضاعفاته حادة، وتنتهي بالسكتة القلبية. ولفت إلى أهمية الوقاية باتباع الغذاء الصحيح، والامتناع عن تناول الدهون الحيوانية، ومحاولة الوصول للوزن المثالي، والامتناع تماماً عن التدخين، والإكثار من تناول الخضراوات والفواكه الطازجة، واستخدام طرق الطبخ الصحية، وقياس ضغط الدم دورياً، ومراقبة نسبة الدهون في الدم. وأفاد بأن المصاب بهبوط في عضلة القلب يُنصح بالتقيّد بكمية السوائل التي يتناولها يومياً، إضافة إلى تناول الأطعمة السهلة المضغ والبلع والهضم، شرط أن تكون خالية من المواد الكيماوية والصبغات الإصطناعية، وألا تحتوي سوى القليل من الملح والدهون. في سياق متّصل، أكد الدكتور سمير مرقص رفلة، أستاذ أمراض القلب، أن البحوث الحديثة تشير إلى أن مرض فقر الدم يزيد في هبوط القلب. ونصح بعلاج فقر الدم أولاً، مشيراً إلى أن الأدوية الموسعة للشعب الهوائية التي تستعمل في علاج الربو، لا تتعارض مع أدوية القلب كما كان يعتقد سابقاً، بل تعضدها. وتحدث عن دراسة حديثة أكّدت أهمية إيقاف العلاج الكيماوي لمُصابي السرطان، إذا شعر المريض بأعراض هبوط في عضلة القلب، مشيراً الى ان هذا العلاج يحتوي على مواد تقلّل كفاءة عضلة القلب وتسبب هبوطاً حاداً فيها، قد ينتهي بسكتة قلبية.