ألقى الكاتب والمفكر نجيب الزامل، أمس، الاثنين، محاضرة في النادي الأدبي بالرياض، تحت عنوان "المدارس الفكرية التي غيّرت العالم"، مجدداً تأكيداته بأن الفكر الإنساني مفتوح، وأن هناك بعض القيم الإنسانية لا يمكن تفسيرها مثل "الحب"، بخلاف الأشياء التي لها تفسير علمي . قدم للمحاضرة عضو مجلس إدارة النادي، الدكتور صالح بن معيض الغامدي، وبدأ "الزامل" محاضرته ساخراً من نفسه إذ نقل عن والدته استغرابها من اهتمام وسائل الإعلام به وأنه لا يستحق الاهتمام!
تحدث "الزامل" عن المدارس الفكرية قائلاً: "إن المدارس الفكرية تسميتها خاطئة؛ لأن الفكر لا يمكن أن يقبض عليه ضمن حدود معينة، وأن المدارس ليست لها قوانين؛ لأننا لم نر شيوعياً كاملاً ولا ليبرالياً كاملاً ولا حداثياً كاملاً وأن هناك مدارس فكرية تنبع من الفكر الإنساني من شخص واحد تخاطب فكره على أن هناك فكراً إنسانياً علمياً) ومن العلمي الرياضيات وغيرها وهذه لها قوانين".
وأشار إلى أن الفكر الإنساني مفتوح، مؤكداً أن أي قيمة إنسانية لا يمكن أن تفسر، ولنضرب مثلاً الحب لا يمكن أن يفسر، ثم تحدث عن أن العقول الإنسانية تخفق في أشياء وتكسب بأشياء وذكر أن أعظم فكر في القرن التاسع عشر إلى يومنا هذا هم الأيرلنديون الذين أحبوا اللغة الإنجليزية.
وذكر أن أوسكار وايلد مؤلف مسرحي وروائي وشاعر إنجليزي إيرلندي، احترف الكتابة بمختلف الأساليب خلال ثمانينات القرن التاسع عشر، وأصبح من أكثر كتاب المسرحيات شعبية في لندن في بدايات التسعينات من نفس القرن، أما في وقتنا الحاضر فقد عرف بمقولاته الحكيمة ورواياته .
ثم تحدث عن جيمس جويس ووصفه بأنه هو من غيّر منهج الفكر، ظهر بكتاب بلغة إنجليزية غريبة وأول مرة يكون فيها سيناريو، وذكر أن جيمس جويس اشتهر باستخدامه التجريبي للغة واكتشافه للمناهج الأدبية الجديدة، واستخدامه للأسلوب الأدبي الذي كشف عن مسار الانطباعات، وإنصاف الأفكار، وتداعيات المعاني، والشكوك، والدوافع، إضافة إلى الأفكار العقلانية لدى شخصياته.
بعدها بدأت المداخلات من الحضور، وممن شارك بالمداخلات: عبدالواحد الأنصاري، والدكتور إبراهيم الشتوي، والدكتورة منى البليهد، والدكتور عبدالرزاق اليوسف، ومحمد السحيمي، ونورة اللحيدان، وغيرهم.
عقب ذلك كرّم رئيس مجلس إدارة النادي الدكتور عبدالله الحيدري الكاتب والمفكر نجيب الزامل، بدرع تذكاري.
يشار إلى أن "الزامل" ذكر أنه كان يظن أنه سيتحدث إلى مقاعد فارغة؛ نظراً لمصادفتها موسم الامتحانات كما عبر من خلال حسابه في "تويتر"، وداعبه صديقه الكاتب محمد السحيمي عقب المحاضرة وقال: جئت لدعمك هذه الليلة وخفت ألا يحضر أحد إلا أنا، وكانت المفاجأة أن القاعة امتلأت تماماً، ولم يجد بعضهم كراسي للجلوس، وحين عاد الزامل في ليلته إلى مقر سكنه في الدمام كتب في حسابه في تويتر: تفاجأت بأن الحضور كان كثيفاً، وأن الأعداد كما وصفهم محمد السحيمي فاضت عن الكراسي.