رفض أغلبية المشاركين في استفتاء برنامج "البيان التالي", الذي بث بعد ظهر اليوم الجمعة على قناة "دليل", القول بوجود حوادث تعذيب شنيعة للخادمات في البيوت السعودية, حيث رفض 47% من المستفتين القول إن حادثة الخادمة الإندونيسية الأخيرة هي رأس جبل الجليد الطاغي لحوادث تعذيب أخرى, في حين أجاب بالإيجاب "نعم" 37%, وقال "إلى حد ما" 17%, من المشاركين, وهو الأمر الذي يظهر حالة من التباين حول وجود عمليات تعذيب شنيعة في المنازل للخادمات الإندونيسيات. وكشف الكاتب والإعلامي صالح الشيحي الذي استضافه مقدم البرنامج د. عبد العزيز قاسم, عن إحصائية خطيرة مستنداً فيها إلى تصريح "مسؤول أمني" فقال الشيحي: إن نصف مليون من الخادمات والعاملات في منازل السعوديين هن من خريجات السجون, مطالباً بتنظيم استقدام هذه العمالة, وشن "الشيحي" هجوماً عنيفاً على وزير العمل عادل فقيه, ووصفه ب"رجل الأعمال الذي له مآرب أخرى", وتساءل ماذا يعمل هذا الوزير؟ وماذا تعمل وزارته وأكثر من نصف العمالة الإندونيسية في منازلنا من أرباب السجون؟، مضيفاً "الوزارة في وادٍ آخر لا تعرف أي شيء عن العمالة الموجودة في المملكة؟, كما تساءل الشيحي عن دور مجلس الشورى في هذا الأمر بالمقارنة بالبرلمان الإندونيسي الذي أثار ضجة حول حالة تعذيب فردية لخادمة إندونيسية, وقال الشيحي- حرفياً- "لماذا لا يفيق مجلس الشورى السعودي من سباته, لو كان لدينا ربع اهتمام من البرلمان الإندونيسي!, مجلس الشورى ليس له دور فاعل, هو عبء على ميزانية الدولة, لا أدري ماذا دوره, وجوده بلا مبرر". وقد رفض الشيحي أي اعتداء أو أي تعذيب لأي شخص كان على أرض المملكة, مستهجناً ومديناً ما حدث للخادمة الإندونيسية, ووصفه بأنه "حادث فردي", ومؤكداً على رفض التعذيب لأي شخص كان, بقوله: هذا مجرم نظاماً ومرفوض شرعاً ولا يقبله أي سعودي, ومضيفاً أن هذا حادث مؤسف, ويجب أن ينال المعتدي جزاءه, ورفض- أيضاً- التضخيم الإعلامي من بعض الكتاب السعوديين للحادثة, مطالباً أن يكون الاهتمام بها "في حجم الواقعة", وقال: إذا كانت هذه الحادثة موجودة فهي فردية ولا تبرر أو تعمم, ويقدم الجناة للقضاء لينالوا جزاءهم. وتعرض صالح الشيحي إلى الجرائم المسكوت عنها التي ترتكب في حق الخادمات من اعتداءات لفظية, وتحرش جنسي من الشباب, وعدم تحديد ساعات العمل للخادمات في المنازل, ورد الشيحي على حادثة الخادمة السيرلانكية التي ادعت أن كفيلها دقّ المسامير في جسدها هو وزوجته, ووصفها بأنه حادثة مكذوبة, وغير حقيقية ولا يمكن تصديقها أبداً. وأشار إلى التصعيد الإعلامي ضد المملكة في إندونيسيا وسيرلانكا, مستغلين هاتين الحادثتين, ووصف هذا التصعيد بأنه يريد ابتزاز المملكة, وتساءل الشيحي: لماذا لا يتحدثوا عن جرائم السرقات والسحر والشعوذة وتعذيب الأطفال في المنازل وإثارة الفتن في البيوت, التي ترتكبها الخادمات الإندونيسيات في المنازل, وقال: من حقهم أن نقف مع الخادمة لتحصل على حقها وهو ما حدث بالفعل, ومن حقنا كسعوديين أن نأخذ حقوقنا ممن أساؤوا لنا, ومن عذبوا الأطفال, وأثاروا الفتنة في البيوت, وسرقوا المنازل, مستشهداً بما جاء على لسان مسؤول أمني أن معظم العاملات في المنازل السعودية من خريجات السجون الإندونيسية ومن أرباب السوابق في بلادهم. وأشار إلى أن السعودية تحركت للانتصار للخادمة قبل أن يعرفها الإعلام الإندونيسي, وتحدى إن كانت العاملات الإندونيسيات في بلادهن كما يتعاملن في بيوت السعودية من العيش مع العائلة والأكل من نفس طعامها وتلقي العلاج في المستشفيات. وطالب الشحي بتنظيم عمل العاملات في المنازل, وتطبيق نظام العمل عليهن, ومنحهن إجازة أسبوعية, وقال: لا نريد أن نحمل العاملات الإندونيسيات كل المشكلة, معترفاً بإجحاف البعض في حق الخادمات بتحميلهن أكثر من طاقاتهن, فالخادمة أول من تستيقظ وآخر من تنام, ولا تحصل على أي إجازة . وتداخل في الحلقة عضو مجلس الشورى عبدالوهاب آل مجثل وتعرض لجهل الكثير من السعوديين لثقافة العمل ولنظام العمل والعمال, في التعامل مع الخادمات, وهناك من تتفاخر من السعوديات بأعداد الخادمات في منازلهن, فنرى السعوديات وهن ذاهبات إلى الأفراح وخلف كل منهن جمع من العاملات والخادمات, وهناك من يحرمن العاملات من حقوقهن في النوم والراحة. وقال آل مجثل: إن مجلس الشورى أعد نظاماً خاصاً ينظم حقوق العمالة المنزلية ورفع إلى المقام السامي لدراسته وإقراره, وأنه سيحل الكثير من المشكلات. وهاجم الدور السلبي لمكاتب الاستقدام, وكشف عن مفاجأة من العيار الثقيل عندما طلب استقدام خادمتين للعمل لديه في المنزل, ففوجئ بإحضار فتاتين لا تتجاوز أعمارهما العشرين, وكانتا تعملان في ملهى ليلي في بلادهما, وأخبرتا بأنهما قادمتين للعمل في ملهى ليلي برواتب مجزية, فمكاتب الاستقدام هناك تقوم بدور خطير, وهناك عصابات منظمة تديرها, وهي تهدف إلى الإساءة للمملكة. وحمل آل مجثل سفارات المملكة في الخارج جزءاً من المسؤولية ووصف دورها ب"السلبي", وأعد "آل مجثل" قائمة طويلة بالجرائم التي ترتكبها العاملات والخادمات الإندونيسيات في المنازل السعودية من سرقات منظمة, وتعذيب وتحرش جنسي, وممارسة الرزيلة, وتعذيب وسحر وشعوذة . واستنكر الإعلامي والكاتب خالد السليمان في مداخلته بالبرنامج التعامل الإعلامي مع القضية, الذي وصل إلى حد كاتب- وصف بالساذج- أن كتب مسجلاً اعتذاره نيابة عن الشعب السعودي للشعب الإندونيسي عن الحادث, متسائلاً: من وكله ليتحدث نيابة عن الشعب السعودي؟ مضيفاً أن الذي ارتكب جريمة الخادمة التي نرفضها جميعاً قدم للجهات المختصة ليأخذ جزاءه, مضيفاً أن هناك كتابات ساذجة من كتاب سعوديين تستغل من الإعلام الخارجي للإساءة إلى المملكة وشعبها, وهؤلاء الكتاب يشوهون صورة البلاد. وتعرضت عضو مجلس إدارة جمعية الشقائق الماس الهجن إلى دور العاملات والخادمات في الإساءة للأطفال في المنازل, وتسببهن في الخلافات الزوجية, وإحداث الوقيعة بين الزوج والزوجة .