اتهم عضو مجلس الشورى عبد الوهاب آل مجثّل الجهات المعنية بحقوق الإنسان في السعودية، والسفارة الإندونيسية، باستغلال حادثة الاعتداء على العاملة المنزلية الإندونيسية في المدينةالمنورة أخيراً، بهدف جعلها وسيلة ضغط ورفع أسعار استقدام العاملات، مستغرباً الهجمة الإعلامية التي شنها بعض الكتّاب في وسائل إعلام سعودية على المواطنة التي اعتدت على عاملتها المنزلية. وقال ل»الحياة»: «للأسف بعض الكتّاب لم يكونوا موفقين في هجومهم على الجانية، فليس لدى الجميع خلفية عن أسباب ودوافع الجريمة». وأضاف: «لماذا لم يتم سؤال الجانية عن الأسباب وتوضيح ذلك في وسائل الإعلام»، مستشهدا بحادثة للخليفة الراشد عمر بن الخطاب عندما جاءه شخص خطفت عينه فرد الخليفة بأن ينتظروا لأن من الممكن أن تكون عينا الشخص الآخر (الجاني) خطفت. واعتبر آل مجثّل أن أكثر الجرائم التي ارتكبت في حق مواطنين على مدى أكثر من 20 عاماً من العاملات الاندونيسيات، وتنوعت جرائمهن بين السحر والشعوذة، والسرقة، والهروب. وتابع: «ندرك ما قامت به المواطنة في حق العاملة الاندونيسية، إذ تعتبر جريمة يعاقب عليها القضاء، ورصدنا جرائم عدة لم يتم تضخيمها إعلامياً، منها مجرم الشرقية الذي اغتصب فتيات، وسفاح ينبع، لذا يجب معرفة هدف بعض الجهات المستفيدة من تضخيم مثل هذا الأمر». وعن دور مجلس الشورى ومناقشة مثل هذه القضايا الطارئة، أوضح أن «المجلس ليس مسؤولاً عن تلك القضايا وليس شمساً تشرق على الجميع»، متمنياً من الكتاب الصحافيين ووسائل الإعلام «جلد الذات». وأكد أن مواطنين يرتكبون أخطاء، لكن ذلك لا يعني الإساءة لجميعهم، ووصفهم بالمخطئين، مشيراً إلى أن المجتمع غاضب من الإساءة لهم بسبب تلك الحادثة «وهو ما تبين لي خلال لقائي بهم». السويد: المشكلة ليست في النشر الخبري اعتبر الكاتب الصحافي في جريدة «الحياة» الزميل عبدالعزيز السويد أن تعاطي الصحافة السعودية مع الحادثة انقسم إلى قسمين، الأول يتعلق بمستوى النشر الخبري، وهذا طبيعي ومطلوب، والثاني بالكتّاب الذين بالغ بعضهم في عرض رأيه في القضية، والتعميم على أفراد المجتمع السعودي، مشدداً على أن ذلك يضر أكثر مما ينفع ويسبب ردود فعل سلبية. وأكد السويد الذي تطرق في إحدى مقالاته إلى حادثة «عاملة المدنية»، أهمية استشعار روح المسؤولية تجاه القضايا المحيطة بالمجتمع، مضيفاً أن ذلك لا يعني أن يخفي الكاتب الظواهر السلبية ولا يناقشها بل أن يناقشها بعقلانية. واستشهد بحوادث مشابهة للعاملات في الكويت والأردن في الآونة الأخيرة: «الصحف الكويتية والأردنية لم تهتم بتلك القضايا كما حدث لدينا، وأكرر أنه ليس لدينا مشكلة في نشر الخبر وأبعاده، بيد أن المشكلة تكمن في الآراء والخط العاطفي الذي ينهجه بعض الكتاب وتعميم المسألة».