أوصى الباحث والمدرب في سلامة المرضى "سلطان المطيري"؛ بأهمية استخدام أجهزة الهواتف الذكية في تقديم الرعاية الصحية للمرضى؛ لتجنيبهم مشاقَّ السفر؛ مما يؤثر في حالتهم الصحية. وقال "المطيري" في تصريح ل"سبق": "يعاني بعض سكان المناطق النائية في المملكة من السفر بحثًا عن العلاج في المستشفيات والمراكز المتخصصة؛ حيث إنهم يضطرون للسفر من مواقعهم إلى المدن التي توجد بها المستشفيات أو المراكز المتخصصة؛ فمنهم من يستطيع السفر وقد يستغرق ساعات، وربما ينتج من هذا السفر مشقة تزيد من معاناة المريض".
وتابع: "أما البعض الآخر لا يستطيع السفر، وهذا بدوره يؤدي إلى مضاعفاتٍ للحالة الصحية؛ لعدم حصولهم على الرعاية الصحية المتخصصة، ومثال على ذلك مرضى السكري، فهم في حاجة إلى متابعة مستمرة؛ تفاديًا للمضاعفات الناتجة عنه، مثل الفشل الكلوي، أو تلف خلايا الشبكية في العين".
وبيَّن "المطيري" أن التكنولوجيا قدمت خدمات هائلة للتغلُّب على هذه المشاكل من خلال الصحة الإلكترونية، والتي تعرف باستخدام الاتصال الإلكتروني المتقدِّم لتبادل المعلومات الصحية، وتقديم رعاية صحية لا تتأثر بالمعوقات الجغرافية، أو الزمنية، أو الاجتماعية أو الثقافية. وقال الباحث: "من الأمثلة على تطبيقات الصحة الإلكترونية: استخدام أجهزة الهواتف الذكية، والتي أصبحت في متناول أغلبية الناس؛ حيث إنه باستطاعة هذه الأجهزة أن ترسل بيانات عن حالة المريض الصحية إلى المستشفيات المتخصصة في المدن، بدون سفر المريض للمدن التي فيها تلك المستشفيات، ويتم ذلك من خلال توصيل أجهزة الجوالات الذكية مع أجهزة طبية، فمثلاً هناك قطعة صغيرة توصل بجهاز الهاتف يضع عليها المريضُ قطرةً من دمه، وتقيس مستوى سكر الدم، ثم ترسله إلى ملفه الإلكتروني في المستشفى المتخصص".
وواصل: "هناك أيضًا أجهزة أخرى توصل بأجهزة الجوال الذكية، مثل أجهزة السماعة الطبية الإلكترونية، وجهاز قياس الضغط، وقياس تشبع الأكسجين، وجهاز لتخطيط القلب؛ حيث إن هذه الأجهزة ترسل بيانات إلى المستشفيات المتخصصة، وتحفظ في ملف المريض الإلكتروني، ثم يطلع عليها الطبيب المختص".
واختتم المطيري حديثه قائلاً: "إننا في المملكة في أمس الحاجة إلى هذا النوع من التقدم في الرعاية الصحية؛ حيث إن هنالك مركز رعاية صحية في كل قرية، ولكن هذه المراكز لا تقدم رعاية صحية متخصصة، وقد لا يحتاج أن يتم تكليف استشاري في تلك المراكز بسبب قلة عدد المرضى المحتاجين للرعاية التخصصية، أو قد لا يوجد عددٌ كافٍ من الاستشاريين لتغطية احتياجات جميع المراكز في المناطق النائية".