أبرز رئيس هيئة محافظة جدة سليمان علوة، دور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في التصدي لظاهرة الابتزاز ونجاحها في إنقاذ العديد من ضحايا الابتزاز من النساء والفتيات، وإيقاف تهديد وتلاعب المبتزين بهن، وقال: "أنقذت الهيئة سيدة خليجية تعرضت للابتزاز من شاب سعودي هدّدها بنشر صورها، واضطرت لدفع مبالغ مالية وصلت إلى مليون و300 ألف ريال". وأشار، في حديثه لبرنامج "الثامنة" على قناة mbc، إلى أن الستر والخوف من الفضيحة وتشويه سمعتها وأسرتها دفع هذه المرأة الخليجية لتحويل تلك المبالغ الكبيرة من أجل أن تستر نفسها وأبناءها.
"نوف" و"فتاة الفيسبوك" وعرض البرنامج لحالة المبتزة "نوف" التي أكدت أن هناك شخصية على موقع تواصل اجتماعي تنتحل صفة "فتاة"، استطاعت إقناعها بالتواصل معها لخطبتها لشقيقها، وطلبت منها التواصل مع شقيقها، ولم تشعر أن من يحدثها شاب وليس فتاة.
وقالت "نوف": "طلب مني رقم المنزل ورقم والدي، وقمت بتوفيرهما له، وبعدها أخبرني "الشاب" بأن شقيقته مريضة وتحتاج إلى مبالغ للعلاج، وقمت بتحويل مبالغ بشكل شهري، وبعدها أخبرني بأن شقيقته توفّيت، وقرّرت التخلص من العلاقة، ولكن بعدها بدأ يقوم بتهديدي، فتوجّهت لمركز الهيئة".
1834 بلاغ ابتزاز وكشف مدير إدارة التدريب بالرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر محمد المباركي، ارتفاع وزيادة معدلات حالات الابتزاز العاطفي خلال الثمانية أشهر الماضية، والتي وصلت إلى 1834 حالة بلاغ ابتزاز، في مقابل 204 حالة فقط خلال سبع سنوات بين عامي 1421 و1428ه.
وأرجع "المباركي" هذه الزيادة لتفنن الشباب في طرق وأساليب الابتزاز في مقابل خوف وضعف النساء المبتزات، مشيراً إلى أنه في عام 1430ه وصلت حالات الابتزاز إلى 373 حالة، محذراً من خطورة إرسال الصور أو أرقام الجوالات والعناوين الشخصية والخاصة.
وقال ل"الثامنة": "لاحظنا في السنتين الأخيرتين تفنّناً من المبتزين وضعفاً من المبتزات بسبب الخوف من الفضيحة، وضعف الوازع الديني، مما ساهم في زيادة وارتفاع حالات الابتزاز".
وأوضح "المباركي" أن مواقع التواصل الاجتماعي كما فيها خير ففيها جانب مظلم؛ لكون بعض الشخصيات الموجودة فيها وهمية وغير حقيقية كحال تلك الفتاة التي أوهمها شاب بأنه صديقتها وهو رجل، لافتاً إلى أن هذا الوضع منتشر في هذه المواقع، محذراً من أن أخطر شيء في هذا الأمر هو إرسال الصور أو أرقام الجوالات والعناوين لها أو لأهل الفتاة أو تفاصيل حياتها، والتي تعدّ ورقة رابحة في يد هؤلاء المبتزّين.
المعاكسات ومواقع التواصل وأرود برنامج "الثامنة" نسباً مئوية عن أسباب منشأ علاقات الابتزاز، ومنها 22% لمواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك - تويتر- إنستاجرام"، و21% الجوال و12% عن طريق صديقة و14% البلاك بيري، و9% الاتصال بالخطأ و8% المعاكسات. تغليظ العقوبة وطالب الإعلامي داوود الشريان، بضرورة تغليظ العقوبة على المبتزين والتشهير بهم؛ ليكونوا عبرة لمن يفكر في هذا الأمر، مشدداً على أن تهاون بعض الأسر في مراقبة أبنائها ساهم بشكل كبير في ازدياد قضايا الابتزاز.
كانت الحلقة التي تحدثت عن "ابتزاز النساء" قد بدأت باستعراض تقرير أعدّه محمد التركي وراشد إبراهيم، كشف عن قصص ابتزاز فتيات، داهمت خلالها فرق الهيئة عدداً من المبتزين والقبض عليهم. السرية التامة وبيّنت الحلقة، التي عُرضت أمس، أن "الهيئة" تتعامل مع قضايا الابتزاز بسرية تامة، حتى ولي الأمر لا يتم إبلاغه بالقضية إذا ما رغبت المبتزة في ذلك، وأكدت الحلقة وجود ارتفاع كبير في قضايا الابتزاز، وأن تفنّن المبتز وضعف المبتزة؛ خوفاً من الفضيحة، ساهما وبشكل كبير في ازدياد بلاغات الابتزاز.
وأكدت أنه في الأشهر الثمانية الأخيرة تلقت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أكثر من 1834 بلاغاً عن قضايا ابتزاز نساء، مبينة أن غياب العطف الأسري والثقة المفرطة في الأبناء ساهما وبشكل كبير في تنامي هذه القضايا والوقوع فيها.
لقاء بالمنزل وبيّن رئيس مركز "هيئة المربع" بمدينة الرياض محمد الفيفي أن هناك امرأة تعرف عليها شاب، وحصل لقاء في منزلها في غياب زوجها، وطلب منها صورة، وطلبت بعد أشهر قطع العلاقة، فأخذ يهددها بالصور التي يملكها، رفضت الاستجابة له جسدياً، وحولت له مبالغ وما زال يستمر في الطلب، وكان يطالبها بأن توقظ ابنها وتقوم بضربه ليؤكد هيمنته عليها. تنامي الظاهرة وأكد رئيس هيئة محافظة جدة أن الابتزاز بدأ صغيراً وأصبح يتنامى، وإذا لم تكن هناك عقوبة صارمة ستصبح ظاهرة في المستقبل القريب، مشيراً إلى أن وحدة الابتزاز مدعومة من الرئيس العام وهي تعمل بدقة في مكافحة الابتزاز.
يُذكر أن هئية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد وضعت رقماً للتواصل لطلب المساعدة في حال التعرض للابتزاز عبر: (0114908666).