اتهم المواطن علي بن لاحق القوزي، مستشفى القنفذة العام بالتسبُّب في وفاة والده بغرفة العمليات بالمستشفى؛ إثر خطأ طبي نتج من عدم إجراء الإجراءات والفحوص اللازمة لتلافي تداعيات المرض؛ ما أدّى إلى وفاة والده. وقدّم "القوزي" شكوى إلى ادارة الشؤون الصحية بالقنفذة تتضمّن دخول والده المستشفى وهو يعاني ضيقاً في التنفس استُوجب العناية المركزة، مشيراً إلى العجز الطبي وإهمال الأطباء – حسبما جاء في شكواه – الذين لم يقدموا ما يجب فعله في هذه الحالات أو حتى محاولة إحالته الى مستشفى أفضل بمكة أو جدة.
واضاف: "أجمع الأطباء على إجراء العملية في الحلق لعمل فتحة للأنبوب في مدة لا تتجاوز الساعة؛ حيث كان دخوله غرفة العمليات الساعة 11 صباحاً، لتستمر العملية حتى 3 عصراً؛ ليتم بعدها إبلاغنا بالوفاة بسبب هبوط حاد في الدورة الدموية.
وحسب تقرير استشاري التخدير والعناية المركزة - حصلت "سبق" على نسخة منه - أن الجهاز التنفسي تحسّن في الرئتين والارتشاح بالجنب، لكن لم تكن هناك استطاعة لفصله من الجهاز الصناعي، بينما كانت العلامات الحيوية مستقرة دون رافعات الضغط؛ حيث إن مَن أجرى عملية الجراحة طبيب عربي استشاري أذن وأنف وحنجرة – تحتفظ "سبق" باسمه.
وأشار التقرير إلى أنه بعد مرور أسبوعين على وضع المريض على تنفس صناعي من خلال التنبيب للقصبة الهوائية تم أخذ إقرار بضرورة إجراء عملية شق قصبة هوائية؛ ذلك لتلاشي المضاعفات الناتجة من التنبيب؛ حيث جاء التقرير أن الحالة كانت مستقرة تماماً منذ دخوله غرفة العمليات حتى وضع أنبوب القصبة الهوائية؛ لكن المشكلة التي واجهت الجرّاح كانت التشوّه التشريحي للقصبة الهوائية؛ حيث كان بها انحرافٌ للجهة اليمنى وللخلف نتيجة تشوّه القفص الصدري والالتهابات الشديدة في الرئة. وبيّن التقرير أن الجرّاح استغرق قرابة ساعتين يحاول الوصول الى القصبة الهوائية؛ حيث أبلغنا بأن إحساسه للقصبة الهوائية والأنسجة المحيطة بها كان غريباً, وأبلغنا بأن التشريح في ساحة العمل الجراحي كان غير طبيعي، وبعد وضع أنبوب القصبة الهوائية وجد صعوبةً في إغلاق الجرح وتثبيت الأنبوب نتيجة عُمق الجرح, وفي أثناء محاولته لوضع بدائل لأنبوب القصبة الهوائية حدث توقفٌ في القلب.
وطالب ورثة المتوفى لاحق القوزي – رحمه الله – الشؤون الصحية بالقنفذة، بفتح تحقيقٍ عاجلٍ في ذلك وإعطائهم حقوقهم كاملة دون بخسٍ وإيقاع أقسى العقوبة على المتسبّب في هذا الخطأ الطبي الذي أودى بحياة والدهم.
وأوضح الناطق الإعلامي بصحة القنفذة ابراهيم المتحمي، أن المتوفى - 76 سنة - تم تنويمه بقسم العناية المركزة؛ ذلك بعد مراجعته قسم الطوارئ، وكان يعاني عدة أمراض، كما تم عمل كل الفحوص اللازمة لحالته الصحية من قِبل الفريق الطبي المشرف علي الحالة علماً بأنه كان يُعالج في إحدى المدن التخصّصية.
وبيّن: "بناءً على شكوى ذويه المقدمة لمدير الشؤون الصحية سيتم التحقيق في الحالة من قِبل لجنة المراضة والوفيات مع الفريق المعالج للحالة واستكمال الإجراءات اللازمة حسب نظام مزاولة المهن الصحية".