اتهم مواطن، مستشفى الأطفال وبعض المسئولين بقسم الإحالات بصحة الطائف، بالتسبب في وفاة طفله حديث الولادة والذي لم يبلغ من العمر ستة أيام؛ حيث ولد وهو يعاني من تشوهات خلقية بالحلق والقصبة الهوائية وكان يحتاج إلى تدخل جراحي عاجل ولكن الإمكانيات بمستشفى الأطفال بالطائف ومستشفيات المنطقة الغربية بشكل عام حالت دون إنقاذ حياة هذا الطفل حتى وافاه الأجل. وأكد المتحدث الرسمى لصحة الطائف ابراهيم ناجي الغامدي أن التوجيهات صدرت لنقل الطفل لمستشفى الولادة والأطفال بجدة فرع المساعدية بغض النظر عن عدم توفر سرير شاغر لكون حالة الطفل تندرج تحت حالات "إنقاذ حياة"، إلا أنّ الأب للأسف رفض الموافقة على نقل الطفل إلا في حالة توفر سرير شاغر بالرغم من معرفته بخطورة الحالة.
وأوضح المواطن محمد بن محسن البقمي والد الطفل المتوفى ل"سبق" قائلاً: "نؤمن بالقضاء والقدر والحمد لله على كل حال ولكن رغم الدعم المستمر من ولاة أمرنا لوزارة الصحة وحرصهم على توفير أفضل الخدمات وااحتياجات الصحية للمواطنين إلا أننا ما زلنا نعاني في مستشفياتنا بشكل عام من نقص كبير في الخدمات الطبية والصحية الضرورية التي هي حق من حقوق المواطنين لحفظ أرواحهم وأرواح أبنائهم ويجب توافرها في جميع المستشفيات فكيف وهي لم يتم توفيرها في المستشفيات الكبيرة والمتخصصة".
وواصل البقمي قائلاً: "لقد رزقني الله بطفل يوم 1435/10/14 بأحد مستشفيات الطائف الخاصة وتم تحويله إلى مستشفى الأطفال بالطائف في نفس اليوم واتضح أنه يعاني من تشوهات خلقيه بالحلق والقصبة الهوائيه وتم تنويمه بمستشفى الأطفال بالطائف، وبحسب قول الأطباء أنه يحتاج إلى عملية عاجلة جدا لفتح مجرى للتنفس بالحلق وعلى الفور تم أخذ موافقتي ووقعت على جميع الأوراق المطلوبة والاستمارات المعده لمثل هذه الحالات".
وتابع: فوجئت أن الجراحين اعتذروا عن إجراء العملية لعدم توفر أجهزة لديهم وأنه يجب تحويله بأسرع وقت إلى المستشفيات المتقدمة والمتخصصة فتم تحويل طلب إحالة إلى أغلب مستشفيات الطائفوجدةومكة ولكن للأسف رفضت استقبال الحالة والبعض منها لم يرد على الخطابات إلا بعد فوات الأوان وبعضها لم يرد نهائياً وكان ذلك تحت مظلة عدم وجود إمكانيات وعدم وجود أسرة شاغرة.
وواصل: "لقد كان ابني يعاني من فتاق بالحجاب الحاجز وتشوه بالحلق والقصبة الهوائية وضمور بالرئة اليسرى بحسب التقرير الذي حصلنا عليه من مستشفى الأطفال بالطائف، وأتعجب كل العجب من عدم توفر أجهزة وإمكانيات بجميع مستشفيات المنطقة الغربية تخدم المواطنين وتلبي احتياجاتهم ويكون لها بعد الله الفضل في حفظ أرواح المواطنين سواء كبار السن أو الأطفال الذين تزهق أرواحهم أمام أعين ذويهم وهم لا حول لهم ولا قوة".
وأكد البقمي أنه تقدم بشكوى عبارة عن برقية برقم 1407032334366 لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عبارة عن نداء واستغاثة يطالب من خلالها بمحاسبة كل من تسبب في وفات ابنه ومحاسبة كل من تسبب في نقص الإمكانيات وعدم توفيرها بالمستشفيات رغم الدعم المستمر لوزارة الصحة، وبعث صورة من البرقية لوزير الصحة بنفس الرقم 1407033344367.
وقال متحدث صحة الطائف المكلف ابراهيم ناجي الغامدي في رده على استفسار "سبق": "إشارةً إلى الاستفسار المشار فيه بشكوى المواطن الكريم محمد محسن البقمي، والتي يتهم فيها مستشفى الأطفال وبعض المسؤولين بقسم الإحالات بالتسبب في وفات ابنه حديث الولادة - رحمه الله- فإنّا نقدم أحر التعازي إلى والد الطفل المتوفى ونسأل الله العظيم أن يجعله شفيعاً لوالديه وأن يعينهما على مصابهما ويلهمهما الصبر والسلوان".
وأضاف: "مستشفى الأطفال بالطائف متخصص بالعلاج الباطني ويتم الاستعانة بالتخصصات الأخرى كجراحة الأطفال والصدر والأنف والأذن والحنجرة من مستشفى الملك فيصل أو مستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي بالطائف، ولا يوجد بمستشفى الأطفال غرفة عمليات جراحية أو تخدير، وعليه يتم تحويل الحالات للمستشفيات المنوه عنها بعاليه وأيضاً بعض المستشفيات الخارجية بحسب الحالة.
وبين: "تم استقبال الطفل محولاً من مستشفى العدواني بتاريخ 1435/10/14ه الساعة السادسة مساءً، وتمت معاينة الحالة في الحال من قبل استشاري الحضانة المناوب ونظراً لصعوبة "التنبيب" تم استدعاء أخصائي التخدير والجراحة والأنف والأذن والحنجرة من مستشفى الملك فيصل بالطائف، كما تمت معاينة الطفل من قبل استشاري القلب، ونظراً لوجود عيوب خلقية في الجهاز التنفسي العلوي، كان القرار الطبي أن الطفل يحتاج إلى شق حنجري؛ حيث أفاد أخصائي الأنف والأذن والحنجرة بضرورة تحويل الحالة إلى مستشفيات تخصصية لعدم توفر منظار حنجري مرن للأطفال وبناءً عليه تمت مخاطبة أكثر من مستشفى متخصص لقبول الحالة، ولكن وبكل أسف اعتذرت بعض المستشفيات عن استقبال الحالة إمّا لعدم توفر سرير أو عدم توفر طبيب، والمستشفيات هى: مستشفى الملك فيصل بالطائف، ومستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي بالطائف، ومستشفى الولادة والأطفال بمنطقة مكةالمكرمة، ومدينة الملك عبدالله الطبية بمنطقة مكةالمكرمة، ومستشفى الملك عبدالعزيز ومركز الأورام بجدة، ومستشفى الولادة والأطفال بالمساعدية بجدة، ومستشفى الولادة والأطفال بالعزيزية بجدة.
واختتم: "في تاريخ 1435/10/16ه صدرت توجيهات مساعد مدير عام الإدارة العامة للطوارئ والأزمات بخطاب رقم 386233 بضرورة نقل الطفل إلى مستشفى الولادة والأطفال بجدة فرع المساعدية بغض النظر عن عدم توفر سرير شاغر لكون حالة الطفل تندرج تحت حالات "إنقاذ حياة"، إلا أنّ الأب للأسف رفض الموافقة على نقل الطفل إلا في حالة توفر سرير شاغر بالرغم من معرفته بخطورة الحالة.