توفي شاب سعودي صباح اليوم متأثرًا بإصابته بفيروس إنفلونزا الخنازير بعد أن كان منوماً لأكثر من أسبوع بمستشفى الملك فيصل بالطائف . وكان ما يزيد على 50 شخصاً من ذوي وأقارب الشاب المتوفى بفيروس إنفلونزا الخنازير عندما كان يرقد بالمستشفى بالطائف قد اعتصموا ظهر أمس مطالبين باستقصاء وبائي يقوم به الأطباء لبقية أفراد الأسرة التي ينتمي إليها الشاب في ظل الاشتباه القوي بخمس حالات أخرى تمثلت في إصابة والده وأحد أشقائه وعمه واثنين من أبناء عمومته، وذلك بعد أن كان ابن عمته قد توفي قبل شهر بالفيروس نفسه الذي عجز الأطباء عن تشخيصه حتى أثبتت التحاليل المخبرية صحة وثبوت الفيروس الوبائيH1N1 . الشاب المتوفى "ي.م." في منتصف العقد الثاني من عمره، وهو خريج جامعي قضى مع أسرته أيام عيد الأضحى الفائتة في إحدى الاستراحات بمكة المكرمة هرباً من الأجواء الباردة في الطائف باعتبارهم من سكانه، وبعد عودتهم ظهرت متاعب عليه بدأت بارتفاع في درجة الحرارة. وراجع الشاب مستشفى الملك فيصل وهناك طمأنه الأطباء وأعطوه بعض العلاجات التقليدية، مفيدين أن وضعه طبيعي نظرًا لتغير الأجواء، إلا أن حالته الصحية ساءت بعد عودته للمنزل حتى طالبت أسرته بتنويمه بالمستشفى. وأثناء بقاء الشاب منوماً بالمستشفى تدهورت حالته الصحية تدريجياً حتى بدأ في السعال ومعه قيء مصحوب بالدم، وحينها ذكر الأطباء لأسرته أن لديه فشلاً في إحدى الرئتين، وذكروا أن ذلك قد يكون بسبب التهاب رئوي حاد. وظل الأطباء يتناقلون التشخيصات غير الدقيقة؛ ما أدى لنقل الشاب للعناية المركزة بعد دخوله في غيبوبة تامة وفشل الرئة الثانية، حيث ظل بالعناية المركزة دون أن يدخل غرفة العزل بعد أن كانت التحاليل المخبرية التي أُجريت لعينات منه قد بينت إصابته بفيروس إنفلونزا الخنازير. وزادت مطالبات ذويه بعزله في غرفة مستقلة خوفاً من انتشار المرض باعتباره معدياً ، حيث إنه بداخل العناية المركزة وبرفقته مرضى آخرون ، إلا أن إدارة المستشفى وأطباءها لم يبدوا أي تحرك بحجة عدم وجود غرف عزل مهيأة، فيما كان المشرف على حالته أخصائي أنف وأذن وحنجرة؛ ما دفع ذويه للتوجه نحو مستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي، والمطالبة بنقله إليه كونه مؤهلاً لمثل هذه الحالات التي تحتاج للعزل، حيث تمكنوا من استدعاء استشاري تابع وضعه الصحي وشخص حالته بأنها إصابة ب"إنفلونزا الخنازير" وفقاً للأعراض التي وقعت، وتدهور حالته الصحية، وظل الوضع على ما هو عليه حتى توفي صباح اليوم. وأرسل عدد من ذوي وأقارب المريض المتوفى برقيات للمسؤولين للمطالبة بإجراءات تكفل تفعيل الطب الوقائي وحماية بقية الأسرة لاحتواء المرض، فيما ينتظرون تحركاً عاجلاً.