كشف مسؤول صومالي، أمس الجمعة، عن أن بلاده استعانت بشركة سعودية من خلال توقيع اتفاقية معها، لتخليص نحو 40 % من سكان بلاده من أيدي جماعات التطرف، التي وصفها بأنها تغريهم بالأموال، وبعدة معطيات أخرى من شأنها أن تقلق بلاده من الناحية الأمنية والسياسية. وقال السفير عبد الرزاق سياد عبدي، المندوب الدائم للمندوبية الدائمة لجمهورية الصومال الفدرالية لدى منظمة التعاون الإسلامي: "لقد استعنا بشركة "التعليم والتدريب عن بعد" السعودية، التي يتولى المهندس زهير بن علي أزهر، منصب الرئيس التنفيذي فيها، لتخليص نحو خمسة في المائة من أيدي جماعات التطرف خلال فترة من المتوقع ألا تتجاوز عشر سنوات من الآن".
وأوضح السفير "عبدي" على هامش المؤتمر الإسلامي السابع لوزراء التعليم العالي والبحث العلمي المنعقد في العاصمة المغربية، الذي اختتم فعالياته أمس، إن من المتوقع أن يبدأ التفعيل الحقيقي للاتفاقية مع الشركة السعودية، مطلع العام الميلادي المقبل، وذلك بعد أن دشن رئيس جمهورية الصومال الفدرالية، الاتفاقية رسمياً في عاصمة بلاده، مشيراً إلى إن رئيس جمهوريته يعد من أبرز ممن ساهموا في تطوير حركة التعليم في بلاده خلال العقدين الماضيين.
وأردف: " لا شك أن الحكومة الصومالية متمثلة في وزارة التعليم العالي، هي الجهة المخولة لتوقيع مثل هذه الاتفاقيات، وقد أحسن وزير التعليم العالي عندما أقتنع بالرؤية التي قدمتها شركة التعليم عن بعد السعودية، وبإنجازاتها، لافتا أن هذه القناعة جاءت بعد توصية من سفارة الصومال في الرياض، التي زارت مقر الشركة ميدانيا وأطلعت على الأنشطة والإمكانيات المتوفرة فيها، وهي الزيارة التي جاءت بعد لقاء السفير في مدينة جدة بمسؤولي الشركة أيضاً".
وتابع السفير "عبدي": " نتطلع أن يكون لشركة التعليم عن بعد السعودية التي تعد شريكاً استراتيجياً مع "إيسيكو"، دور بارز في الصومال، خاصة أن لديها كفاءات عالية وتستخدم تقنية حديثة لتنفيذ برامج التأهيل المهني والتدريب التقني"، متمنياً أن تحظى الشركة بالفرصة التي تمكنها من تأهيل أكبر عدد من الشباب الصومالي العاطل عن العمل، أو أولئك اللذين لم يلتحقوا بمقاعد الدراسة طوال حياتهم.
وأشار السفير الصومالي، إلى أن وجود شركة التعليم عن بعد في بلاده، سيعزز من فرصة مكافحة البطالة التي تعد من أحد أهم أسباب عدم الاستقرار الأمني في بلاده، لافتاً أن ال 20 سنة الأخيرة من الحروب الأهلية الطاحنة، كانت هي السبب خلف وجود ذلك العدد الكبير من الشباب العاطل عن العمل، واللذين يتجاوز عددهم في الوقت الحالي أكثر من 40 في المائة من إجمالي عدد السكان.
وأستدرك السفير "عبدي": نحن لا نقول هنا أيضاً إن ال 60 % الآخرين من أبناء الشعب الصومالي اللذين حصلوا على فرصة التعليم، هم بعيدون كل البعد عن الانجراف خلف أفكار المنظمات الإرهابية والجماعات المتطرفة"، مستشهداً بواقع الحال في حركة الشباب الصومالية، التي تعتبر من أبرز الحركات الإرهابية.
وزاد: "الذين لم ينعموا بالتعليم، يتعرضون للاستغلال من الجبهات المتطرفة والجماعات المسلحة، وذلك لأنهم يقعون تحت الإغراء المادي، حيث لم يحصلوا على الثقافة اللازمة التي تبين لهم نتائج أعمالهم الوخيمة"، متوقعا أن العاطلين في بلاده إذا صلحوا ونوروا بالتعليم سيتحلون من معاول هدم إلى لبنة بناء.
وشدد السفير الصومالي على أن الحل الحقيقي لمشاكل بلاده، يبدأ من التعليم لأبناء شعبه العاطلين عن العمل، وهو الحل الذي وفرته شركة التعليم والتدريب عن بعد السعودية، كاشفاً إن شباب بلاده يعانون في الوقت الراهن من حالة صراع بين الحكومة من جهة، وبين حركة شباب الصومالي المتطرفة التي تغذي بؤر الإرهاب من جهة أخرى، والتي هي نسخة من حركة داعش الإرهابية.
ولفت إلى إن الشركة السعودية قامت الآن بتنفيذ جميع أدوارها المطلوبة منها، وإن الدور المتبقي الآن لتنفيذ جميع بنود الاتفاقية التي تمت المفاهمة عليها، يقع على عاتق الدول المانحة والغنية من أعضاء منظمة التعاون الإسلامي، والتي وعدت بتقديم الدعم المادي لبلاده، بالإضافة إلى صندوق التنمية السعودية والبنك الإسلامي للتنمية، وجميع تلك الدول التي كانت وما زالت تنادي الصومال بضرورة تحسين وضع أبنائها من حيث الجوانب التعليمية.
وقدر السفير الصومالي نسبة الشباب العاطلين اللذين ستتمكن شركة التعليم والتدريب عن بعد السعودية، من انتشالهم من واقع البطالة، بنحو خمسة في المائة خلال 10 سنوات قادمة، وقال: "لو استطعنا الوصول إلى هذه النسبة فنحن أوجدنا نوع من الحل، حيث أننا لا نطالب بحل سحري في الوقت الحالي، خاصة بعدما تدمرت البنية التحتية التعليمية في الصومال، وأن إرجاعها لن يكون أمراً سهلا.