وسط حشدٍ كبير من المبدعين والمخترعين والعلماء ورجال أعمال من عدة دول، وبحضور نائب الأمين العام للجامعة العربية، الدكتور محمد إبراهيم التويجري، انطلقت صباح اليوم، الثلاثاء، بمقر جامعة الدول العربية، ورشة العمل الخامسة تحت عنوان "النهوض بالمخترع العربي"، والتي تقيمها الجامعة العربية بالشراكة مع النادي العلمي العربي، الذي يعد أحد مشاريع المركز العربي للثقافة والإعلام الذي أسسه الشاعر عبدالله الخشرمي . وتأتي هذه الفعالية المهمة والكبيرة ترجمة للاتفاقية الرسمية التي أبرمها المركز العربي للثقافة والإعلام مع جامعة الدول العربية، وتناقش هذه الفعالية - التي تستمر لمدة يومين متتاليين – عددًا من المحاور التي تنهض بالمخترعين العرب وتربطهم مع المستثمرين لتحويل اختراعاتهم إلى منتجات وخدمات صناعية على أرض الواقع .
وأشاد الدكتور "التويجري" بالدور الهام الذي يضطلع به النادي العلمي العربي، في خدمة المخترعين والموهوبين العرب، وترجمة تلك المواهب والاختراعات إلى أرض الواقع، ونوه إلى أن الأمة اليوم بحاجة لصقل المواهب التي تزخر بها الكثير من العقول العربية في المنطقة، مؤكداً في ذات الوقت على أن جامعة الدول العربية لن تألو جهداً في دعم كل مبدع ومبتكر عربي .
من جهته أشار رئيس النادي العلمي، عبدالله الخشرمي، إلى أن إطلاق أعمال هذا المنتدى للمخترعين يعتبر امتداداً للمنتدى الأول الذي أقيم في جامعة الدول العربية في مارس 2013، بحضور ورعاية الأمين العام لجامعة الدول العربية، الدكتور نبيل العربي .
وأشاد "الخشرمي"، برجال الأعمال العرب الذين يدعمون هذا التوجه الذي يعتبر بورصة الأمة في الحاضر والمستقبل على السواء .
وقال رئيس النادي العلمي: "إن الخوف اليوم في واقعنا لم يعد على ضياع النفط والماء بقدر ما هو على ضياع العقول العربية التي الأمة بحاجة ماسة لها في الوقت الراهن .
وأضاف قائلاً: "أمتنا العربية غنية بالعقول المبتكرة والمبدعة، لا سيما في جيلنا الحاضر، لكن مشكلتنا اليوم عدم الاهتمام بهذه العقول التي أبدعت وابتكرت، بل والكثير منها هاجرت بسبب غياب الاهتمام والدعم، وأضحت تلك العقول محل اهتمام الدول الأوروبية وغيرها من الدول.
وشدد على لملمة العقول العربية المبدعة والمبتكرة في أي مجال كان في بوتقة واحدة تحت مظلة جامعة الدول العربية، وبمتابعة واهتمام من النادي العلمي العربي والمركز العربي للثقافة والإعلام، الذي تحتضنهما جامعة الدول العربية، لتكون بالفعل هذه الجامعة حافزاً مهماً للعقول المبتكرة والمبدعة في المنطقة العربية .
ودعا رئيس النادي العلمي الجانب الحكومي في المنطقة، وكذلك القطاع الخاص على دعم العقول العربية التي لديها ملكة الابتكار والإبداع في أي مجال كان .
من جانبها أكدت، مدير إدارة الملكية الفكرية بجامعة الدول العربية، الدكتور مها بخيت، على أهمية هذا التوجه الحساس الذي تبناه النادي العربي وجامعة الدول العربية، لأنه يعد مفتاح التطور والتقدم للأمة العربية، منوهة إلى الدور الكبير الذي يقوم به النادي العلمي العربي والمركز العربي للثقافة والإعلام .
وبدوره قال المدير التنفيذي للنادي العلمي، المهندس عبدالله الشمرا: "إن دعم رجال المال والأعمال لشريحة المخترعين والمبدعين العرب يعد الرافعة الحقيقية لتقدم ونهوض المنطقة العربية ككل، منوهاً إلى أن غياب الدعم المالي والمعنوي لهذه العقول هو السبب الرئيسي في تركها المنطقة العربية وتفضيلها لبلدان الأجنبية، كون تلك البلدان تمنحهم امتيازات كبيرة لم يجدوها في بلدانهم .
الجدير بالذكر أن الاحتفال الرسمي حضره إلى جانب نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، عدد من المسئولين بالجامعة، وكذلك يحيى سعيد بن لوتاه، نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة سعيد لوتاه وأولاده عضو مجلس إدارة بنك دبي الإسلامي، نجيب الزامل رئيس مجلس إدارة شركات الزامل للتجارة والنقل، ومحمد علي الثوباني، مدير المشاريع الخارجية بمجموعة لوتاه وعدد من الإعلاميين والمهتمين بهذا الشأن.
وفي نهاية الجلسة الافتتاحية قام نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية بتكريم عدد من الشخصيات التي سعت وقدمت دعماً لهذا التوجه العلمي.