خُيّرت مواطنة في الخمسين من عمرها وابنها بين دفع مبلغ 700 ألف ريال أو تنفيذ عقوبة السجن والجَلْد التي أصدرتها محكمة الرياض، بعدما تم تنفيذ حكم الحق العام قبل أشهر عدة، وذلك في دعوى تقدمت بها إحدى المعلمات ضد المواطنة وابنها، تتهمهما فيها بالاعتداء عليها داخل المدرسة، فيما نفى زوج المواطنة ووالد الشاب دعوى دخول الشاب أو علاقته بالقضية، مشيراً إلى أن الكدمة التي تعرضت لها المعلمة كانت نتيجة تشابكها بالأيدي مع زوجته. القضية الشائكة كانت قد حدثت في إحدى مدارس البنات شرق الرياض؛ حيث يشير زوج المُدّعى عليهما إلى أن ابنته البالغة من العمر 17 عاماً تعاني الفشل الكلوي، وخرجت من مدرستها المتوسطة قبل خروج شقيقتها من الثانوية المجاورة، ولجأت لفناء مدرسة شقيقتها لتنتظرها من أجل العودة سوياً للمنزل، وأثناء ذلك حضرت المعلمة المعنية وبدأت في توبيخ الطالبة المريضة، وطردتها، كما بدأت في ضربها والضغط على قسطرة وريدية في يد الطالبة التي بدأت تصرخ من الألم حتى حضرت شقيقتها وأبلغت المعلمة بأنها مريضة. ويضيف المواطن بأن الطالبتين عادتا إلى المنزل وأبلغتا والدتهما التي راجعت المدرسة للتفاهم مع المعلمة ومعرفة سبب ضرب الطالبة، وخلال ذلك حدث تشابك بالأيدي أسفر عن تعرض المعلمة لكدمة في المرفق، اقتضى الشفاء منها 5 أيام. ويشير المواطن إلى أن ابنته المريضة تضررت من ضغط المعلمة على القسطرة، وتمت مراجعة المستشفى الذي أصدر تقريراً طبياً بحالتها، وأن مدة الشفاء ثلاثة أيام. ويكمل المواطن سرد معاناته وأسرته قائلاً إن المعلمة قابلت في اليوم التالي ابنته الأخرى وسألتها عن حالة شقيقتها فأبلغتها بمراجعتها المستشفى والحصول على تقرير طبي عن حالتها، عندها ثارت المعلمة وبدأت بالصراخ في وجه الطالبة وإرهابها بأنها ستُفصل هي وشقيقتها، وستتم إحالتهما للسجن؛ ما عرض الطالبة للإغماء وقيام المعلمة ب"تبصيمها" على ورقة لا تعلم فحواها - على حد تعبيره -. ويؤكد المواطن أنه تقدم بشكوى في هذه الأحداث، كما تقدمت المعلمة أيضا وأحيلت القضية للمحكمة التي أصدرت حكمي الحق العام والخاص ضد زوجته وابنه ، حيث اشتمل الحكم الحق الخاص على سجن الشاب 5 أشهر وجلدة 200 جلدة وسجن زوجته 4 أشهر وجلدها 160 جلدة. وتابع : تم تجاهل حق ابنتي المريضة حيث إكتفى القاضي في الجلسة الأخيرة بالاستفسار من المعلمة عن التحقيق معها من عدمة، فنفت التحقيق ما دفعه لصرف النظر. ويقول المواطن: إن القاضي رفض شهادة زملاء ابني لأنهم كانوا معه وقت القضية، وتجاهل حق ابنتي المريضة التي تحمل تقارير توضح الاعتداء الذي تعرضت له. وكشف المواطن أن المعلمة طلبت 700 ألف ريال للتنازل عن الحق الخاص، وهو المبلغ الذي لا تستطيع الأسرة توفيره. وأكد المواطن أن أسرته تعاني منذ ثلاث سنوات هذه القضية التي أثرت في نفسيات الأسرة وحالتهم المعنوية وتحصيلهم الدراسي، كما أن زوجته الخمسينية معرضة للسجن والجَلْد رغم أن الطرف الآخر خرج من القضية دون أي عقوبة، وانطبق عليه المثل القائل "ضربني وبكى، وسبقني واشتكى". المواطن ناشد أهل الخير والمسؤولين التدخل وإنقاذ ابنه وزوجته من السجن والجَلْد وإنهاء هذه المعاناة التي تعانيها الأسرة؛ حيث لم تعد تريد سوى الراحة ونسيان هذه المأساة. وكانت المعلمة قد قالت في دعواها إن ابن المواطن انتهك حرمة المدرسة واعتدى عليها داخل مقر عملها وهي لا ترتدي الحجاب، إضافة إلى اعتداء والدته؛ ما أثر فيها نفسياً وجسدياً وعملياً وصحياً، حسب دعواها. "سبق" حاولت الوصول إلى المعلمة وقاضي المحكمة، ولكن تعذر عليها ذلك، وسنكفل حق الرد لأي طرف في حال وروده للصحيفة.