المصارعة والسياسة: من الحلبة إلى المنابر    فرصة لهطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    حلف الأطلسي: الصاروخ الروسي الجديد لن يغيّر مسار الحرب في أوكرانيا    لبنان يغرق في «الحفرة».. والدمار بمليارات الدولارات    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «آثارنا حضارة تدلّ علينا»    «السقوط المفاجئ»    الدفاع المدني: هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    التدمير الممنهج مازال مستمراً.. وصدور مذكرتي توقيف بحق نتنياهو وغالانت    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    أرصدة مشبوهة !    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    «المرأة السعودية».. كفاءة في العمل ومناصب قيادية عليا    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    «إِلْهِي الكلب بعظمة»!    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    فعل لا رد فعل    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    المؤتمر للتوائم الملتصقة    دوري روشن: الهلال للمحافظة على صدارة الترتيب والاتحاد يترقب بلقاء الفتح    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    الأمن العام يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية احتفاءً باليوم العالمي للطفل    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    مدير عام فرع وزارة الصحة بجازان يستقبل مدير مستشفى القوات المسلحة بالمنطقة    ضيوف الملك: المملكة لم تبخل يوما على المسلمين    سفارة السعودية في باكستان: المملكة تدين الهجوم على نقطة تفتيش مشتركة في مدينة "بانو"    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    «المرور»: الجوال يتصدّر مسببات الحوادث بالمدينة    «المسيار» والوجبات السريعة    أفراح آل الطلاقي وآل بخيت    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    رسالة إنسانية    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة للمدينة المنورة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بائع كباب تحول إلى شيخ يبرئ من المس في أبشع جرائم الدجل والشعوذة
نشر في عاجل يوم 15 - 03 - 2011

لم تعد أعمال الدجل والشعوذة محصورة في المناطق الريفية النائية، ولكنها امتدت بكل مساوئها إلى المدن، وإلى العاصمة اليمنية صنعاء بالتحديد، التي شهدت إحدى حاراتها "حارة الشغدري" بمنطقة دارس، الشهر الماضي، حادثة من حوادث الدجل والشعوذة الأكثر مأساوية، بكل تفاصيلها الدموية المؤلمة.
ففي ظل غياب الوعي الديني والصحي، وتفشي الأمية والجهل، تماهت الشعوذة والدجل بالطب عند الكثيرين، وتحول الدجالون إلى معالجين يقصدهم الكثيرون، من المصابين بالإيمان المفرط بالغيبيات، والذين قد يدفعون كل ممتلكاتهم وربما يفقدون حياتهم، بين يدي الدجالين، في ظل غياب الرقابة والمتابعة من الجهات الرسمية المختصة.
وفي وضع كهذا أصبح بائع الكباب "ح، ر" شيخ طريقة وطبيباً متمرساً، يقصده الكثيرون لعلاجهم من المس والسحر، بأساليبه التي تعتمد على وسائل تعذيب عدة، لمرضاه، بزعم أنه يعذب الجن الذين يسكنون في أجسادهم.
وتحت هذا المبرر، وبحسب صحيفة الحدث اليمنية لم يتورع عن ممارسة شتى صنوف التعذيب الجسدي على إحدى الحالات التي كان يزعم بأنه يعالجها، ما أدى إلى وفاتها بعد أكثر من شهر من التعذيب، فيما لا تزال حالة أخرى من ضحاياه تتلقى العلاج في إحدى مستشفيات أمانة العاصمة نتيجة الإصابات والجروح والحروق التي تعرضت لها على يدي الشيخ المدعي.
الفصل الأول من المأساة
بدأت حكاية هذه المأساة، عندما قرر الحاج "د، ر" البالغ من العمر 60 عاماً، السفر من مسقط رأسه في إحدى قرى مديرية كسمة بمحافظة ريمة، إلى صنعاء لعلاج ابنتيه، ووصل إلى منزل أحد أبنائه في منطقة دارس، ولم تكن ابنتاه تعلمان ما سيحل بهما خلال رحلة العلاج هذه.
حضر الشيخ المعالج إلى المنزل، وتم عرض الشقيقتين عليه، ليصدر قراره بأنهما تعانيان من مس شيطاني، مؤكدا أن بإمكانه علاجهما، مستغلا بساطة هذه الأسرة، واعتقادها بأنه من الأولياء الصالحين، لكون والده كان يمارس هذه المهنة، وقد ورثها عنه، رغم كونه يمارس إلى جانبها مهنة أخرى، كبائع للكباب في أحد شوارع العاصمة.
ضحيته الأولى "زهراء" تبلغ من العمر 32 عاما، وهي أمية، وتعمل ربة منزل، ولديها أربعة أطفال، وكانت تعاني من الصرع، ووفقا لإفادة زوجها المغترب في دولة الكويت، فقد كانت تعاني أيضا من آلام متفرقة في جسمها، وتم عرضها على عدد من الأطباء دون جدوى، مشيرا إلى أنه وبعد عرضها على عدد ممن وصفهم بالمشايخ بدأت تتماثل للشفاء، غير أن المرض عاودها من جديد.
تلقى زوجها اتصالا هاتفيا من أحد أبناء عمه، قبل بدء طقوس علاجها على يدي هذا الشيخ، وقال له بأنه لا بد من استغلال فرصة وجوده في المنزل لعلاج زوجته، فأذن بذلك دون أن يعلم بأن العواقب ستكون وخيمة.
أما الضحية الثانية "نعمة" فتبلغ من العمر 17 عاما، وهي أمية أيضا، وليست متزوجة، وتعاني من التهابات في العظام، ورغم عدم وجود أعراض تدل على إصابتها بمس شيطاني، إلا أن الدجال أكد بأنها مصابة بالمس، وربما كان دافعه الأساسي هو الحصول على مزيد من المال نظير علاجها.
أكد هذا الدجال لأسرة ضحيتيه بأنه لا يمكن لأحد غيره أن يعالجهما، وبدأ فعلا في ذلك، ولطريقته في علاج ضحاياه، أسلوب خاص، تبدأ بعزل المريضة في غرفة مغلقة تماما لمدة أربعين يوما، مانعا عنها الزيارة حتى من قبل أولادها، كما يمنعها من القيام بأي عمل أو حركة في المنزل، سوى الدخول إلى دورة المياه.
أثناء هذه العزلة تقوم المريضة بدهن كامل جسدها بمرهم خاص، مكون من عدة مواد كزيت الزيتون، الصبر الحضرمي، والشذاب الأخضر، واللبان الشحري، والقطران، والعبب، والحلتيت الأسود، إضافة إلى مواد أخرى يقوم بطحنها وغليها كي تستخدم كمرهم لجسد المريضة، طيلة أربعين يوما.
كما يقوم هذا الدجال بقراءة القرآن على الضحية، من بعد العصر حتى المغرب أثناء فترة مضغه للقات، ثم يعاود القراءة عليها حتى الفجر، يوميا، ولا يغادر المنزل ويظل إلى جوار الضحية، فيما يقوم أهلها بخدمته وتوفير جميع متطلباته.
هكذا ظلت الأختان معزولتين كل على حدة في غرفتين متجاورتين، وفي الغرفة الثالثة كان يقيم أخوهما وابن عمهما، فيما عاد الأب إلى قريته، قبل أن يأتي لزيارتهما بعد مدة، دون أن يتمكن من الالتقاء بهما، وفقا لتعليمات الدجال الذي منع أي زيارة لهما.
أسلوبه في العلاج لا يقتصر على هذا الحد، فقد كان يستخدم أساليب وحشية، تعتمد على إمساكه بمقدمة رأس ضحيته، وأعصاب عنقها، حتى يغمى عليها، ولا تفيق إلا بعد ساعتين.
كما كان يقوم بضرب ضحيته الأولى بعصا صغيرة وبأسلاك كهربائية، بعد سماعه للشيطان يتكلم من جسدها كما يزعم، مؤكدا بأن هذا الشيطان يقول بأنه يحب المريضة ولن يخرج منها، ولهذا فإنه كان يقوم بضربه، ويشاركه في ضربها شقيقها طيلة فترة العلاج ، فضلا عن قيام هذا المدعي بكيها في الرأس والرقبة، والدوس على بطنها وعلى مناطق مختلفة في جسدها.
ليلة النهاية
لم تكن ليلة الثلاثاء 15 / 1/2011 كباقي ليالي العذاب التي عاشتها الضحية الأولى، ففي تمام الساعة الثانية عشرة من تلك الليلة الكئيبة، انتهت فصول معاناة الضحية واستراحت بخروج روحها البريئة بدلاً عن خروج ذلك الجني أو الشيطان المزعوم.
فخلال قراءة الدجال القرآن عليها، غابت عن الوعي، فيما استمر هو بالقراءة، حتى بعد أن فاضت روحها، لأنه كان يظنها في حالة إغماء كالعادة، فظل يقرأ حتى الصباح، دون أن تحرك ساكنا، ليتأكد بعدها بأنها قد فارقت الحياة، وبعد أكثر من ست ساعات طلب من أخيها وابن عمها أن يأخذاها إلى المستشفى لكونه قد بذل جهده ولم يعد بوسعه المزيد.
بعد ذلك قام بإبلاغ أقاربها ووالدها الذي كان في قريته، مبديا في تلك اللحظة ندمه على ما اقترفت يداه، وبأنه لن يعاود ممارسة هذه المهنة ، وبأنه سيعود إلى مهنته الأصلية وهي بيع الكباب.
شهود عيان
أفاد صاحب وايت الماء أنه قبل حوالي ثلاثة أسابيع من الحادثة وفي تمام الساعة العاشرة صباحاً بعد انتهائه من تفريغ الماء إلى خزان العمارة التي وقعت الحادثة في إحدى شققها، تفاجأ بانفتاح النافذة المطلة على حوش العمارة بشكل هادئ وحذر من قبل امرأة في متوسط عمرها، ولا يظهر منها سوى وجهها، وإذا بها تكلمه بصوت خافت وتطلب منه أن يخبر مشرف العمارة بأنها محبوسة في الغرفة بدون أكل أو شراب منذ أسبوع، وقد قام بتوصيل الرسالة وعلى ضوئها تفاعل مشرف العمارة وأخذ والدته إلى نفس الشقة لتتبين الحقيقة، غير أن والدته عادت لتخبره أن في تلك الشقة امرأة تعاني من مرض نفسي.
امرأة زارت الضحية بعد وفاتها، أفادت بأنها دخلت غرفتها ووجدتها مغطاة ببطانية، وعندما فتحت وجهها رأت فيها ثلاثة (أشخاط) في خدها وثلاثة أخرى في ذقنها، إضافة إلى ثلاثة مكاوي في كتفها الأيسر، وانتفاخ جثتها، خصوصاً في منطقتي البطن والصدر، وتفوح منها روائح كريهة، إضافة إلى وجود دماء على فراشها لأنها كانت تنزف دماً من أنفها وفمها.
أما المرأة التي قامت بتغسيلها فقد أكدت بأنه وبعد خلعها لملابسها شاهدت أن بها اثنين من مكاوي في احد سواعدها، بالإضافة إلى حروق مسودة وجروح سطحية في أنحاء جسمها، وأنها كانت منتفخة.. بينما يؤكد أهل الحارة احتمال قيام ذلك الشيخ المدعي بالضغط على رقبة المجني عليها حتى اختنقت وفارقت الحياة، ويرجحون أنها توفيت خنقاً بحسب طريقة الشيخ في إخراج المس.
المؤسسة اليمنية للدراسات الاجتماعية "نهوض" أدانت في بلاغ صحفي لها صادر بتاريخ 24/2/2011 الحادث الذي وصفته بالإجرامي بحق الإنسانية، مستغربة من صمت المجتمع على جرائم هؤلاء الدجالين الذين يعبثون بأرواح الناس باسم العلاج بالقرآن وطب الأعشاب، والذين يستغلون مهارات الدجل والشعوذة للإيقاع بضحاياهم دون رقيب من الجهات المختصة، وأن المؤسسة ومن منطلق مسؤوليتها الوطنية والأخلاقية تبنت تكليف فريقها القانوني بالترافع في القضية ومتابعتها أمام الجهات المختصة، وطالبت المؤسسة في ختام بلاغها الصحفي الجهات المختصة بإغلاق أوكار الدجالين وحماية المواطنين من استغلالهم، كما تدعو وسائل الإعلام وخطباء المساجد والمثقفين وقادة الرأي في المجتمع للقيام بدورهم الفاعل في توعية الناس وفضح وسائل الدجل التي تتستر باسم المعالجة بالقرآن وطب الأعشاب وكشف زيفها حتى لا يقع الناس ضحايا الوهم والدجل.
وأوضح رئيس المؤسسة أحمد السودي في تصريح ل"الغد" أنهم أبلغوا بالجريمة من قبل أهالي الحي الذي حصلت فيه الحادثة، والذين تفاجئوا بانتشار روائح عفنة لم تفارق المسجد عند صلاتهم على الجنازة، مما جعلهم يبلغوا عاقل الحارة والذي قام بدوره وأبلغ البحث الجنائي، وعندما جاء رجال الأمن تفاجئوا بأن هناك فتاة أخرى عمرها 17 عاماً ما زالت محجوزة في الشقة، وعليها آثار تعذيب شديد جداً، بينما أختها الكبرى فارقت الحياة، وقد تم دفنها قبل وصول والدها وزوجها.
نقلت الفتاة التي تم العثور عليها إلى مستشفى المجد ببني الحارث، ثم نقلت بعدها إلى المستشفى الجمهوري بصنعاء، وعلل السودي انبعاث تلك الرائحة من جثمان المجني عليها بشدة الحرارة والتعذيب الذي تعرضت له، لأنهم اضطروا أن يقوموا بتبخيرها بجلد كلب وأضلاف الحمار طيلة الليل من أجل أن تعود الروح إليها بعد موتها، وهذه المسألة لا يصدقها عاقل أبداً، وقال: لقد قابلنا هذا الذي يدعي أنه يعالج بالقرآن واكتشفنا أنه في الحقيقة بائع كباب ليس لديه أي مؤهل دراسي ولا يحفظ القرآن الكريم، وإنما ورث هذه المهنة عن والده، ونتيجة لجهل الناس أعتقد أن هناك الكثيرين قد اكتووا بنار هذا المدعي الذي اعترف أنه يمارس هذه المهنة لمن يأتون إليه، ويدعي أن هناك أناساً قد شفيوا على يده وهو في الحقيقة يمارس الدجل والضرب ولديه دهانات ومساحيق مع أنه ليس متخصصاً في طب الأعشاب ولا يحفظ شيئاً من القرآن، وأضاف: إن ما يجعل الناس يستشفون بما يسمى بالعلاج بالقرآن الكريم من هؤلاء نتيجة لأننا شعب متدين ومسكين، بالإضافة إلى اتساع حالتي الجهل والفقر، فالحالة المادية الصعبة عند البعض تجعلهم لا يستطيعون دفع تكاليف العلاج في المستشفيات الخاصة أو العامة، بالإضافة إلى غلاء الأدوية، كل ذلك يجعلهم يتجهون إلى هؤلاء الدجالين والمشعوذين باسم القرآن والأعشاب لعلهم يجدون الشفاء بأرخص الأثمان.
وأوضح أن الوسائل التي يستخدمها هؤلاء تتمثل بتلاوة القرآن وممارسة الضرب بالعصي، كما يقومون بالدخان والكي الذي يحدث جروحاً شديدة في الجسم، بالإضافة إلى وضع اليد على الرقبة "الخنق" حتى الإغماء، وهنا يخال للحاضرين بأن هناك مساً جنياً بينما هو في الحقيقة ناتج عن انقطاع الأكسيجين عن المخ، فمن الطبيعي الإغماء كما يفيد الأطباء المتخصصون، وقال: إن هؤلاء يدلسون على الناس بهذه الطريقة ليجنوا من خلالها أرباحاً طائلة، ونحن نعرف أناساً منهم أصبح لديهم بيوت كبيرة فيها غرف متعددة ولديهم من عشر إلى خمس عشرة غرفة يمارسون فيها معالجة الناس، بل وأصبح لهم مريدون وزائرون من دول الخليج بالرغم من عدم حصولهم على أي مؤهلات وعدم خضوعهم لأي اختبارات ولا حتى إجازة القرآن الكريم.
وأضاف بأن هذه الجريمة التي حصلت في حارة الشغدري بمنطقة دارس تم دفن ضحيتها دون حضور أهلها، حيث أن أباها أتى بعد دفنها بساعة كما تقول محاضر التحقيقات، أما زوجها فقد أتى في اليوم الثاني لدفنها.
وأكد أن نساء الحي شهدن بأن الأختين الضحيتين لا يوجد فيهما أي مس أو مرض، كما لم يتم عرض المتوفية على طبيب جنائي لأنه تم دفنها قبل مجيء الأمن، وقال: نحن حاولنا أن يتم عرض المتوفية على طبيب جنائي ولكننا لم نستطع لأننا وجدنا الأسرة غير متفاعلة معنا، وشعرنا أن عندهم خوفاً ورعباً من هذا المعالج، فقد ربما يمسهم بضرر إن تحدثوا عنه، إضافة إلى أن هناك ضغوطاً كبيرة تمارس على الأسرة المتمثلة بالأب والزوج من قبل أناس كثيرين من أجل أن يتنازلوا عن القضية، ونحن نحاول أن لا يتنازلوا حتى تتكشف الحقائق بكاملها.
وأشار إلى أن المتهم موجود الآن في نيابة بني الحارث بعد أن ألقي القبض عليه وبحوزته مبالغ مالية كبيرة بعملتي الدولار والسعودي، وقد قام الأمن بتحريزها، واختتم الشغدري بقوله: هناك تقصير كبير من الجهات الرسمية لأن الأصل أن تكون هناك جهة تمنح ترخيصاً لمن يعالجون بالأعشاب بعد أن يثبتوا مؤهلاتهم ويتم اختبارهم، ولكننا نسأل: إلى متى يسرح هؤلاء ويمرحون في المجتمع دون ضوابط أو حتى متابعة صحة ممارساتهم في هذا الجانب؟ داعياً كل شرائح المجتمع إلى القيام بدورها في توعية المجتمع وتحصينه من هؤلاء الأدعياء.
مدير مركز شرطة 30 نوفمبر بأمن منطقة بني الحارث الرائد/ خالد القوسي، أوضح أنهم تلقوا بلاغاً من عمليات المنطقة في تمام الساعة الثانية عشرة من يوم الأربعاء الموافق 17/2/2011 عن وجود مصابة بمستشفى المجد بدارس، وقال: بعد انتقال مناوب المركز إلى المستشفى تبين إصابة المدعوة (نعمة،د،ر) بعدة إصابات جسيمة مختلفة الأحجام وفي أماكن متفرقة في أنحاء جسمها نتيجة حجزها في غرفة منعزلة لمدة خمسة وعشرين يوماً حتى أن بعض جروحها بدأت تتعفن، بالإضافة إلى ضربها من قبل المتهمين (حسن.ي.ه) وأخاها (سليمان.د.ر) وبمساعدة وعلم ابن عمها المدعو (صادق.أ.ر) وذلك أثناء مزاولة علاجها من المس الشيطاني، وفور البلاغ تم حجز المتهم الأول والثاني كما أبلغنا في نفس اليوم عن طريق عاقل حارة الشغدري بمنطقة دارس وبعض الأهالي في الحارة عن وفاة ودفن المدعوة (زهراء.د.ر) في اليوم السابق للبلاغ في ظل ظروف غامضة ومشبوهة وكانت رائحتها مرتفعه، وقد انتقلنا إلى منزل المجني عليهما لمعاينته ومشاهدة تلك الغرف اللتان كانتا محجوزتين فيهما لممارسة العلاج المزعوم، وتم استدعاء المعمل الجنائي بالمنطقة لاتخاذ إجراءات المعاينة اللازمة.
وقال: من خلال محاضر جمع الاستدلالات تبين أن المتهم أول (حسن) والذي يعمل بمحل كباب يمارس الدجل والتضليل بما يسميه العلاج بالرقية بالقرآن الكريم، وزعمه تدربه على علاج المصابين من المس الشيطاني بدافع الحصول على المال، موضحاً أن هذه القضية تحمل عدة تهم للثلاثة المتهمين السابق ذكرهم، وتتمثل بإيذاء عمدي جسيم، بالإضافة إلى اشتباه في تسبب وفاة، والتهمة الثالثة ادعاء معرفة العلاج بدون دراية، حيث قام المتهم الأول بممارسة الدجل والتضليل بزعمه تدربه وخبرته على علاج المصابين من المس الشيطاني دون دراية أو علم، بل تعمد التضليل على الآخرين، رغم أن مؤهلاته لا تتجاوز الإعدادية، كما أنه لا يحفظ القرآن الكريم سوى بعض السور القصيرة والتي لا يجيد حتى تلاوتها، وأضاف أنه تم دفن المجني عليها قبل حضور زوجها وأبيها بهدف لملمة الموضوع بدون علم أحد.
واستغرب القوسي من أن أهل المجني عليهما لم يقوموا بإبلاغ الشرطة و متابعة القضية بل أنهم حاولوا التستر على المتهم الأول لاعتقادهم أنه ولي من الأولياء الصالحين، حتى أنه كان حاضراً في مجابرة وفاة المجني عليها في اليوم الثاني لوفاتها وكان يحظى باهتمام أقاربها جميعا ، وكأن شيئاً لم يحصل، وأوضح أن الثلاثة المتهمين موجودون في السجن المركزي وأنه تم إحالة القضية إلى النيابة فور الانتهاء من محاضر جمع الاستدلالات، مشيراً إلى أن النيابة صنفت القضية قتل، مختتماً بنصيحة وجهها لكل الأهالي بضرورة الانتباه لهؤلاء المحتالين.
من جانبه رفض وكيل نيابة بني الحارث أحمد القيز الإدلاء بأي تصريح أو معلومات حول القضية، معللاً ذلك بأن لديهم توجيهات من النائب العام بعدم الإدلاء بأي تصريح لأي صحيفة في القضايا المنظورة لديهم، غير أنه أكد أن القضية ستحال إلى المحكمة الأسبوع القادم.
إنا لله وإنا إليه راجعون
إلى متى هذا التخلف
بعدين الأخ أو الأخت اللي طبع الخبر كلمة مكاوي مو زينه الله يعطكم العافية ^_^
قل ثلاثة حروق من اثر الكوي وليس المكاوي
حشى هذا ريا وسكينه لو قاموا بذبحه بالسكين امام المشعوذين كان قضوا على الشعوذه عن بكرة ابيها لكن عندما يصل الى القاضي يقول انا اعالج بالقران بعدها القاضي يحكم عليه بدل الموت بسنتين مع العلم ان هذا المشعوذ مجرم وقاتل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.