تعد جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي "كلانا"، التي تأسست بمبادرة من ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز، عندما كان أميراً لمنطقة الرياض عام 1401ه، من أرقى المراكز الطبية، حيث نافست المراكز العالمية في مجال أمراض الكلى والغسيل الكلوي، وفقاً للمعايير الطبية والفنية، فضلاً عن تقديمها لخدمات اجتماعية ونوعية للمستفيدين، مع مراعاة المعايير العلمية، لضمان جودة الخدمة، وعدم نزولها عن مستوى معين. وعلى الرغم من أن الجمعية، تعتمد على دعم أصحاب الخير، من الموسرين ورجال الأعمال، إلا أنها أكدت تمسكها بمبادئها ومعاييرها في تقديم خدمة نوعية تتساوى في نوعية الخدمة المقدمة في دول أوروبا وأمريكا، ما جعلها تحظى بإعجاب آلاف المتابعين لمسيرتها.
ومن أبرز المعايير التي أعلنتها الجمعية أنها لن تقبل أي مريض ما لم يكن لديها القدرة على القيام بخدمته وتأمين الموارد المالية المستدامة والكافية لتغطية احتياجاته، معلنة أن كلفة المريض الواحد سنوياً تتراوح بين 100 و115 ألف ريال، تشمل خدمات الغسيل الكلوي، بما فيها الأدوية الوريدية والأساسيات والفحوص الدورية وعلاج الحالات الطبية الطارئة التي تحدث مع المريض أثناء جلسة الغسيل الكلوي، بالإضافة إلى خدمة النقل "المواصلات" من وإلى مركز الغسيل الكلوي، وتكاليف إجراء العمليات الجراحية وعمليات زراعة الكلى وأدوية ما بعد الزراعة.
وأعلنت الجمعية العام الماضي أن أمراض الكلى في المملكة قد زاد انتشارها في السنوات الماضية، وهناك مخاوف من ارتفاع معدلات الزيادة إلى معدلات حرجة مستقبلاً، خصوصاً مع وجود أكثر من 400 ألف مريض مصاب بالسكر مسجل لدى وزارة الصحة، مشيرة إلى أن هناك نحو 25 ألف مريض فشل كلوي بزيادة سنوية قدرها 10 % تقريباً.
مبادرة التأسيس وتأسست الجمعية بمبادرة من ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز، عندما كان أميراً لمنطقة الرياض، بعد أن لاحظ سموه ازدياد أعداد مرضى الفشل الكلوي النهائي بشكل مطرد، حيث تجاوز عددهم عند التفكير في المبادرة 9400 مريض، وكان العدد عند تأسيس الجمعية في 1401ه 83 مريضاً. وتشدد الجمعية، التي ترعى أكثر من 1000 مريض وتقدم لهم الغسيل الكلوي، على أن دورها مكمل لدور قطاعات صحية مختلفة، وتعتمد في تأمين مواردها على دخل أوقاف خصصتها لدعم أنشطتها، إلى جانب تبرعات رجال الأعمال والمواطنين بشكل مباشر، أو غير مباشر عن طريق رسائل الجوال (5060).
أهداف استراتيجية وتهدف الجمعية إلى خدمة مرضى الفشل الكلوي ومساعدتهم صحياً واجتماعياً، وبناء على ذلك صدرت موافقة وزير الشؤون الاجتماعية رقم 19078 و تاريخ 19 / 6 / 1421ه بإنشاء الجمعية الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي، وانعقد الاجتماع التأسيسي للجمعية في الأحد الحادي عشر من ربيع الأول لعام 1422ه. ومن الأهداف الاستراتيجية للجمعية إجراء مسح ميداني بالتعاون مع الجمعية والقطاعات الصحية المختلفة، شملت تقييم مراكز الغسيل الكلوي، والناحية الصحية والاجتماعية لمرضى الفشل الكلوي النهائي لمعرفة وتحديد الاحتياجات الفعلية الحالية والمستقبلية لهذه الشريحة من المجتمع. وتم اعتماد نتائج تلك المسوحات الميدانية، من قِبل المقام السامي كبرنامج وطني لرعاية مرضى الفشل الكلوي بالمملكة، بموجب قرار مجلس الوزراء. وبناء على نتائج تلك المسوحات، عملت الجمعية من خلال برامج متعددة تتضمن برامج صحية وعلاجية وأخرى اجتماعية وإعلامية، إضافة إلى برامج تعليمية وتدريبية، وأخيراً برامج تأهيلية. وتدعو الجمعية إلى أهمية تضافر الجهود الوطنية كافة للحد من انتشار أمراض الكلى ومرض الفشل الكلوي على وجه الخصوص عبر البرامج الطبية والتوعوية للوقاية من تلك الأمراض، وهو ما بادرت إليه الجمعية، حيث عملت منذ سنوات على تبني مشاريع وبرامج الشراكات مع مختلف المؤسسات العامة والخاصة والأهلية، التي تهدف إلى توفير العلاج والرعاية الشاملة لمرضى الفشل الكلوي المحتاجين وذويهم، بجهود المحسنين وتبرعات المواطنين.
معايير وثوابت ونجحت الجمعية في وضع معايير مهمة تضمن تقديم خدمات على مستوى عالٍ، وتشمل هذه المعايير الكوادر البشرية، والأجهزة العاملة في الغسيل الكلوي، وراعت هذه المعايير كل الإجراءات المنصوح بها للكوادر البشرية (الطبية، والفنية، والإدارية)، وكذلك أجهزة الغسيل الكلوي الدموي، في دول أمريكا، وأوروبا، وأستراليا، آخذة في الاعتبار، متطلبات رعاية مرضى الفشل الكلوي، في المملكة العربية السعودية.
وينص أحد المعايير على توفر طبيب استشاري كلى لكل 50 مريضاً، وطبيب اختصاصي كلى لكل 25 مريضاً، وطبيب مقيم لكل 25 مريضاً وما دون، وجهاز غسيل كلوي دموي لكل 4 مرضى بحيث يكون عمل مركز الغسيل الكلوي لفترتين (صباحية ومسائية) وبمعدل 8 ساعات يومياً، وبهذا يكون كل جهاز غسيل كلوي يومياً يستخدم لمريضين (مريض في الفترة الصباحية، ومريض في الفترة المسائية) بمعدل ثلاثة أيام في الأسبوع (السبت، الاثنين، الأربعاء)، وكذلك لمريضين آخرين للأيام الأحد، والثلاثاء، والخميس، وبهذا يكون لكل جهاز غسيل كلوي4 مرضى، وممرض، ممرضة لكل 3 مرضى. كما أن كل مركز غسيل كلوي، يحتاج إلى صيدلي أو فني صيدلي، ورئيس تمريض، ومهندس/فني أجهزة طبية، وفني مشغل وحدة معالجة المياه، وفني صيانة (غير طبي) اختصاصي/ اختصاصية اجتماعي، واختصاصي/ اختصاصية تغذية، سكرتارية، وموظف سجلات طبية، وموظف استقبال، ومراسل، وسائقين، وحراس أمن، وعمال نظافة.
جودة الخدمة ولم تنس الجمعية أن تضع معايير ضرورية لتحسين وتطوير، مراكز الغسيل الكلوي، القائمة حالياً بهدف تحديث الأجهزة الطبية، والعلاجية، والحفاظ على كفاءتها، وبالتالي الاستمرار في تقديم الخدمة العلاجية، المقبولة لمرضى الفشل الكلوي. وتشدد الجمعية على أنه يجب أن يكون مبنى مركز الغسيل الكلوي، قابلاً للتحسين، والترميم، وغير متهالك، ويجب أن تكون هناك إمكانية لتوسعة المبنى، بإضافة مساحات، أو غرف مجاورة، وإضافة مخارج مياه جديدة، كما وضعت الجمعية معايير أخرى لمركز الغسيل الكلوي، ولبعض المواصفات الأساسية، التي يحتاج إليها مركز الغسيل الكلوي، بالنسبة للاحتياجات المقبولة المطلوبة، لمركز الغسيل الكلوي، ومعايير لاستبدال مراكز الغسيل الكلوي القائمة حالياً، بمراكز جديدة، في حالات سوء بيئة مركز الغسيل الكلوي، وضيق المكان المخصص للخدمات الصحية، والاجتماعية، لمرضى الفشل الكلوي، وعدم توفر المرافق الضرورية. الدعم المادي وتلقى "كلانا" دعماً معنوياً ومادياً كبيرين من مشرفها الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، الذي لا يترك مناسبة ما، إلا ويدعو فيها رجال الأعمال والموسرين إلى زيارة مناشط وبرامج الجمعية، والاطلاع عن قرب حول ما تقدمه من رعاية واهتمام لهذه الفئة من المرضى، والتواصل معه شخصياً أو مع القائمين على الجمعية، في خطوة تهدف إلى إعطائهم فكرة عن هذه الفئة من المرضى مستفيدة ومستحقة لهذه البرامج.
وفي العام الماضي، توج دعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز جهود القائمين على جمعية الأمير فهد بن سلمان لرعاية مرضى الفشل الكلوي «كلانا»، وذلك بعد اعتماد مؤسسة الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للأعمال الإنسانية مشروع المؤسسة لرعاية مرضى الكلى في مختلف مناطق المملكة، بتكلفة سنوية تتجاوز 400 مليون ريال. ووفر هذا الدعم خدمات لمرضى الفشل الكلوي التي ترعاها "كلانا"، إضافة إلى ما يقوم به المشرفون على الجمعية.
177 مليون ريال ومن الدعم الذي أعلن عنه الأمير عبد العزيز بن سلمان لدعم الجمعية، إقامة أوقاف خيرية بحي السفارات بالرياض عبارة عن مبنيين يعود ريعها لتغطية المصارف التشغيلية للجمعية، ويقدر حجم الاستثمار نحو 177 مليون ريال، واصفاً أن هذه الأوقاف معززة لدور الجمعية في دعم الموظفين بعمل مؤسسي.
ويؤكد أن التبرعات التي ترد للجمعية محددة لبرامج معروفة، ولا يمكن أن تذهب إلى أمور إدارية أو تشغيلية, وقال إن في الجمعية عدداً من الموظفين لا يتجاوزون ال11 موظفاً, وبالتالي هي تعتمد على عمل المتطوعين الأخيار وجميع المصروفات السنوية للأمور التشغيلية لا تتعدى مليوني ريال في أي سنة من السنوات.
المساهمة باقتراحات وساهمت اقتراحات تقدمت بها "كلانا" في تعزيز مرضى الفشل الكلوي، وتقديم المساعدات المادية والمعنوية لهم، على أعلى مستويات في الدولة، إذ وافق المقام السامي على اقتراح الجمعية بصرف مكافأة للمتبرع بعضو من أعضائه أو جزء منه، قدرها 50 ألف ريال، كما وافقت وزارة الشؤون الاجتماعية على اقتراح الجمعية بشمول مرضى الفشل الكلوي بنظام رعاية المعوقين في المملكة العربية السعودية، من حيث الإعانات وبطاقات التخفيض وكل الخدمات التي تقدمها وزارة الشؤون الاجتماعية لفئات المعوقين، هذا بخلاف المساعدات والدعم الذي تمنحه الدولة لمرضى الفشل الكلوي، ومنه على سبيل المثال قرار مجلس الوزراء بمنح مريض الفشل الكلوي الذي يعمل في القطاع الخاص إجازة مدفوعة الأجر في اليوم الذي يجري فيه الغسيل الكلوي ويتحمل صندوق تنمية الموارد البشرية أجر هذا اليوم، وصرف إعانة مادية سنوية لمرضى الفشل الكلوي الفقراء وخصوصاً المحتاجين منهم مبلغ وقدره 10 آلاف ريال، ومنح الموظف المصاب بالفشل الكلوي إجازة براتب كامل عن الأيام التي يتم إجراء الغسيل له بالتنقية الدموية بموجب تقرير من الجهة الطبية التي تتولى علاجه.