تلقّت "سبق" عدداً من شكاوى أولياء أمور طالبات الابتدائية الثامنة للبنات بحي الفيصلية بمحافظة القريات، طالبوا خلالها إدارة التربية والتعليم بالقريات بسرعة حماية نحو 500 طالبة ومعلّمة وإدارية، من تهالك مبنى المدرسة وخطورة وضعه الحالي على حياتهن. وتعتبر المتوسطة الثامنة من مدارس البنات القديمة بالمحافظة ويبلغ عمرها أكثر من 35 عاماً؛ حيث تم إنشاؤها عام 1402ه ويعاني مبناها من خطر تهاوي جدرانه وتصدّع أسقفه بسبب استمرار تسرّب المياه عليها بالإضافة لتلفيات في توصيلاته المائية وأسلاكه الكهربائية التي ينتشر عدد منها في جنبات المدرسة بطريقة مكشوفة وغير آمنة ما يهدّد حياة الطالبات ومعلماتهن والهيئة الإدارية بالمدرسة بالخطر وتعرّضهن لحوادث الحريق في حال حدوث تماس كهربائي أو ملامسة الطالبات له أو من خلال تعرضه للماء الذي يأتيها من أسقف المبنى أو من الأمطار التي تشهدها القريات هذه الأيام.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي عدداً من الصور ومقاطع الفيديو التي تظهر حالة مبنى المدرسة الحالية والتي توضّح سوء حالته الراهنة ومخاطرة؛ حيث تقوم إدارة المدرسة والمعلمات بجهود ذاتية لحماية الطالبات منها وضعهن لعدد من الأواني تحت أسقف الفصول المتصدعة لاحتواء كميّة المياه المتساقطة منها بالإضافة إلى كتابة عبارات تحذيرية للطالبات على أبواب وجدران بعض فصول المدرسة ومرافقها التي تعرّضت للتلف والتهالك بعدم الاقتراب منها نظراً لخطورتها.
وقال أحد أولياء الأمور المهندس علي الأشجعي ل"سبق": لدي أربع بنات بالمدرسة وفي كل يوم يذهبن به للمدرسة أخشى ألّا يعدن لي سالمات بسبب حالة الخوف والقلق النفسي التي تنتابني ووالدتهن طيلة ساعات الدوام لحين عودتهن للمنزل والذي سببه معرفتي بحالة المدرسة الخطرة، فمهمّة سلامة الطلبة في المدارس إذا لم يتم مواجهتها والعمل على حلّها وإيجاد سبل منع وقوعها لا يمكن لنا أن نعرف مدى سوء نتائجها سواء على المدرسة أو الأسرة أو المجتمع".
وبين: "لهذا يجب علينا مناقشتها ووضعها موضع المواجهة وإيجاد الحلول لها وهنا يجب أن تتخذ إدارة التربية والتعليم بالقريات بعض الخطوات العاجلة لعلاج مثل هذه الحالات الخطرة والتي هي أساس مقومات الأمن والسلامة ومنها معرفة مفهوم الأمن والسلامة وتقدير وتخمين الأخطار من حيث تحديد مصادرها والتأكد من أن الإجراءات المتخذة تجاهها ملائمة لها وعمل مراجعه دوريه ووضع خطة سلامة وتحديد المسؤول عن السلامة في المدرسة وتكليفه بمهامها، كما استغرب ولي أمر إحدى الطالبات عدم سرعة تحرّك الجهه المسؤولة تجاه هذا الأمر مطالباً إيّاها بسرعة إغلاق المدرسة واستبدالها بمبنى آخر مؤقت يتم استخدامه لحين معالجتها وتأمينها".
وشهدت مدارس البنات بالقريات خلال السنوات الأخيرة أكثر من عدد من حوادث الحرائق والتماسات الكهربائية كحريق الثانوية السابعة والمتوسطة الخامسة عشر وآخرها، صباح أمس الأربعاء؛ حيث تعرّضت المتوسطة الثانية عشر لتماس كهربائي وجميعها استدعى إخلاء الطالبات من المدرسة وتدخّل أفراد الدفاع المدني دون حدوث إصابات خطرة والذي صدر في حينه بياناً من إدارة التربية والتعليم بالقريات يوضّح ملابسات الحادث.
وقال المتحدّث الرسمي بتعليم القريات علي العطشان ل"سبق": "بتوجيه من مدير التربية والتعليم محمد الثبيتي قامت لجنة مختصة بزيارة المدرسة والوقوف ميدانياً على المبنى؛ حيث تم عمل الصيانة اللازمة فيما تم الرفع للوزارة عن وضع المدرسة للتوجيه في ذلك".
ورجّح مختصون وأولياء أمور أن عيوباً وأخطاء عمرانية تعاني منها المباني الحديثة الإنشاء تقف وراء هذه المشاكل والذين وجّهوا فيه أصابع الاتهام لبعض المقاولين المنفّذين لهذه المشاريع الذين يعتقد أنهم لم يلتزموا ببنود العقد المبرم بينهم ووزارة التربية والتعليم والتي في مقدمتها عدم تطبيقهم للمواصفات المطلوبة والنظامية عند البناء وعدم مراعاتهم لضوابط الأمن والسلامة.