يحتضن سوق عكاظ برامج ثقافية متنوعة ترتكز في المقام الأول على جذور السوق الضاربة في التاريخ، حيث لا تقتصر أنشطته على إلقاء الشعر والمعاكظة، وإنما تشمل عرض البضائع والاتجار بها. ووصف المدير التنفيذي لسوق عكاظ الدكتور راشد الغامدي، الحرف اليدوية التي خُصص للفائزين بها نصف مليون ريال موزعة على خمسة فائزين، بأنها أحد أهم الأنشطة التي تحظى بالاهتمام، خاصة أن الموروث بكافة أنواعه يشكل امتداداً للمخزون الثقافي والتاريخي الذي تتمتع به المملكة.
وقال الدكتور الغامدي: "تولي الهيئة العامة للسياحة ممثلة في رئيسها الأمير سلطان بن سلمان، الحرف اليدوية أهمية كبرى، فخلال الدورة الماضية أعلن الأمير سلطان رفع جائزة الحرف اليدوية إلى نصف مليون ريال بهدف إحياء المهارات النادرة وإيصالها للأجيال".
وأضاف: "ترمي الهيئة من خلال الجوائز المقدمة للفائزين إلى تشجيع الحرفيين وتحفيزهم على الإبداع، واستمرار العطاء وتنمية مهاراتهم في مجال الحرف والصناعات اليدوية، كذلك التعريف بأعمال المتفوقين من الحرفيين والحرفيات وتقدير جهودهم وإعطائهم المكانة اللائقة التي يستحقونها لتحفيزهم على تطوير منتجاتهم عبر سوق عكاظ".
من ناحيتها؛ قالت رحمة الغامدي التي برزت موهبتها في حياكة الأثواب النسائية التراثية بمنطقة الباحة: "وجدنا في سوق عكاظ أرضاً خصبة، تقدر الحرف اليدوية وتفتح للمشاركين من الجنسين أفقا أوسع، من خلال توفر فرص حقيقية في سوق العمل، فالمشاركة في السوق تشجّعهم على الكسب من عرق الجبين وتحفز لديهم الاعتماد على النفس في زيادة دخلهم".
وقالت الفنانة التشكيلية خديجة صباحي والتي سبق لها المشاركة بسوق عكاظ في دورة سابقة: "باستطاعة المرأة السعودية إبراز موهبتها وإظهار إبداعها شريطة أن تجد الفرصة، وقد مكّن "عكاظ" المرأة السعودية من وضع بصمتها على خارطة الحرف اليدوية والثقافية جديرة بالاحترام والتقدير".
وقالت زيفة الشمري المهتمة بالحرف اليدوية: "سوق عكاظ فرصة سانحة لتحول المرأة السعودية من مستهلكة إلى منتجة، ونافذة للمشاركات ليصبحن أسراً منتجة وقادرة على تأمين مصدر دخل يؤمن لها حياة كريمة".
وقالت حاصدة المركز الأول عن الحرف اليدوية خلال سوق عكاظ في دورته السابعة مقبولة الثبيتي: "يعكس عكاظ اهتمام الجهات ذات العلاقة بالأسر المنتجة، والمشاركة في السوق تهدف إلى إبراز التراث السعودي الأصيل من جهة وكسب الرزق من ناحية أخرى".
يذكر أن ترتيبات سوق عكاظ تسير على قدم وساق لإكمال جاهزية الموقع لاحتضان المناسبة التي تنطلق في 23 صفر الجاري برعاية "سبق"، فيما كان أمير منطقة مكةالمكرمة مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز رئيس اللجنة الإشرافية قد وجه بتسخير كافة الإمكانات لإنجاح المناسبة وتوفير كل الدعم للمشاريع التي تخدم السوق وتسهم في تطويره، مشيراً إلى أن الطائف تسعد باستقبال زوارها وضيوفها من المثقفين والأدباء والمفكرين والإعلاميين.