هزت جميع الأوساط التكنولوجية والعالمية عملية الاختراق التي وصفت أنها الأخطر والأقوى في التاريخ التي تتعرض لها شركة "سوني" اليابانية واستوديوهاتها في هوليوود يوم الجمعة. كما قالت الشركة اليابانية إن موظفيها تلقوا أيضاً تهديدات إلكترونية من قِبل منفذي الهجوم الإلكتروني الشامل على الشركة، بحسب ما نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وقال المتحدث باسم سوني إنه لم يتم الكشف عن هوية منفذي الهجوم، ولكن مجموعة تطلق على نفسها "حراس السلام"، والتي سبق وأعلنت مسؤوليتها عن القرصنة على سوني في 24 نوفمبر الماضي.
ذكرت رسالة حصلت رويترز عليها أن خبراء الطب الشرعي الذين تعاقدت معهم شركة سوني للتحقيق في الهجوم الإلكتروني الضخم الذي تعرضت لها استديوهاتها في هوليوود أبلغوا الشركة أن هذا الاختراق "غير مسبوق في طبيعته".
وكتب كبير المسؤولين التنفيذيين في وحدة مانديانت للطب الشرعي التابعة لشركة فاير آي للأمن الإلكتروني كيفين مانديا هذا التعليق في رسالة إلى رئيس شركة سوني بكتشرز انترتينمينت مايكل لينتون.
وقدم لينتون هذه الرسالة إلى موظفيه السبت قائلاً إن هذه المذكرة "مفيدة في تفهم طبيعة ما نتعامل معه".
قال مانديا، الذي حققت شركته في بعض من أكبر وأعقد الهجمات الإلكترونية التي عرفت حتى الآن، للينتون في رسالته عبر البريد الإلكتروني إن "حجم هذا الهجوم يختلف عن أي هجوم قمنا بالرد عليه في الماضي لأن غرضه كان تدمير الممتلكات ونشر معلومات سرية". وأضاف في رسالته "في الواقع هذا الهجوم كان جريمة لا نظير لها ومخططة بشكل جيد ونفذتها مجموعة منظمة لا يمكن سواء شركة سوني أوبكتشرز انترتينمينت أو أي شركة أخرى الاستعداد له بشكل كامل".
وكشفت تقارير عديدة عن أن كوريا الشمالية وحكومتها قد تكون متورطة في الهجوم، بحسب مصدر في وكالة الأمن القومي الأمريكي.
ولكن نفت حكومة بيونج يانج بدورها أي مسؤولية لها في هذا الهجوم، وقالت إن ربط وسائل إعلام بينها وبين عملية القرصنة "افتراء محض" وإن المجموعة من المتعاطفين مع سياسات كوريا الشمالية فقط.
وتسبب الهجوم الإلكتروني الشامل في شلل شبكة الحاسوب الرئيسية في "سوني" والكشف عن بيانات حساسة؛ ما دفع مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "إف بي آي" يتدخل للتحقيق في العملية.
وأشار خبير أمني "مارك ميفريت" إلى أن رسائل البريد الإلكتروني والتهديدات ربما يكونون حصلوا على عناوين البريد الإلكتروني الخاصة بموظفي "سوني" عن طريق البيانات السرية المسربة عبر الإنترنت، بحسب شبكة "بلومبرج" الأمريكية.
وضمت البيانات المسربة أرقام الضمان الاجتماعي ورواتب وعناوين بريدية ومعلومات سرية عن عمليات شركة "سوني"، ولكن لم يتضح إن كان تم تسريب أي بيانات لعملاء الشركة أم لا.