واصلت وزارة الداخلية السعودية إثبات قدرتها على قتل الإرهاب قبل ولادته في المملكة العربية السعودية بصورة تنم عن وجود قيادة قادرة ومتمكنة من حماية أمن الوطن ومواجهة المتربصين به. وقد بعثت الداخلية السعودية برسالة تحوي مفردات أصبح يدركها كل من يحاول النيل والمساس بأمن الوطن، وذلك من خلال قيامها بتفكيك شبكات إرهابية والإطاحة بمشتبه في تورطهم في هذه الجرائم، وذلك عبر مجموعة عمليات نفذتها بسرعة غير مسبوقة.
خبرة "الداخلية" مكنتها من النجاح لا شك أن خبرة الداخلية السعودية في التعامل مع العمليات الإرهابية كانت أحد العوامل المساعدة على رفع قدراتها على التصدي لهذه العمليات ووأدها في مهدها، وذلك بعد أن شهدت المملكة عمليات تفجير إرهابية كلفتها الكثير من الأرواح، ثم تمت السيطرة على هذه العمليات في زمنٍ قياسي مقارنةً بدول ما زالت تعاني من هذا الخطر.
فمنذ العام 2003 وحتى عامنا الحالي راح ضحية هذه الجرائم العشرات من رجال الأمن والمواطنين والمقيمين، إلا أن وزارة الداخلية استفادت من تلك الحوادث وتمكنت من تضييق الخناق على هذه الجماعات الإرهابية.
وقد حققت الداخلية إنجازات في الإطاحة بالمخربين في بلدة العوامية بمحافظة القطيف في المنطقة الشرقية منذ أن اندلعت شرارة الفتنة، وما زالت تواصل مهامها في تأمين بلدة العوامية من المخربين.
ولم يقتصر دور وزارة الداخلية على إطلاق الرصاص فقط، فقد استهدف مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، كشف الشبهات وتوضيح المنزلقات الفكرية التي يتبناها أصحاب الفكر الضال الذي يقود إلى الإرهاب، من أجل إعادة الموقوفين إلى رشدهم وتصحيح مفاهيمهم من خلال الاستعانة بعلماء الشريعة والمختصين في العلوم الاجتماعية والنفسية والمثقفين وإتاحة الفرصة لمقابلة أفراد تلك الفئة ومناقشتهم بكل حرية والرد على شبهاتهم وانتهاج أسلوب الحوار والإقناع مع بعض أتباع هذا الفكر، حتى نجح المركز في تحقيق هدفه مع كثير من الحالات.
وكانت جهود الدولة المتواصل ممثلة في وزارة الداخلية قد اتسمت بأنها متكاملة فيما يخص رفع معنويات رجال الأمن في الدفاع عن بلدهم ومحاربة أصحاب الفكر المنحرف منذ سنوات؛ حيث قدمت لهم الدعم المادي والمعنوي ومنحت أسر الشهداء منهم والمصابين والمتضررين ما يعينهم على مواجهة أعباء الحياة، كما استشعر المواطنون مدى فدائية رجال الأمن في سبيل دينهم ثم حفظ أمن وطنهم، ومدى اهتمام الدولة بذوي شهداء الواجب وحرصها على تلبية مطالبهم.
السعوديون يطمئنون لجهود الداخلية وقد بعثت الأرقام التي أعلنتها وزارة الداخلية اليوم ممثلة في القبض على مشبوهين بالمساس بأمن الوطن؛ الأمان في أنفس السعوديين وحتى بعض العرب، ومكملة لما وسمته في نفوس السعوديين من أمان واطمئنان، في وقت تصاعدت فيه وتيرة الدمار وسفك الدماء في عدد من الدول العربية المجاورة.
وقد أصبح السعوديون يدركون قدرات الجهات الأمنية في المملكة وما لها من أثر وتأثير بالغ في قتل الإرهاب قبل ولادته، وتجلى ذلك في كشف وتفكيك مخططات إرهابية قبل شروعها في التخريب.
وجاءت عملية إلقاء القبض على 77 من المتورطين في جريمة الدالوة في وقت قصير مقارنة بعدد المتورطين في العملية الإجرامية، وقلة عدد المنفذين لها وعدم توفر معلومات كافية، وكان لخبرة الداخلية والجهات الأمنية في المملكة دور في التعامل بشكل أسرع وأذكى مما توقعته الجماعة واستطاعت الإطاحة بهؤلاء المتورطين، وتكون الرسالة الموجهة إلى المواطنين هي "اطمئنوا".
وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت القبض على 135 مشبوهاً حاولوا النيل من أمن الوطن، مبينة أنهم أطيح بهم في مناطق مختلفة وقضايا متنوعة، وبينهم 26 أجنبياً.
وصرح المتحدث الأمني بوزارة الداخلية بأنه وعلى ضوء المحاولات المتكررة للنيل من أمن الوطن واستقراره من قبل فئات حاقدة لها ولاءات خارجية، فقد تمكنت الأجهزة الأمنية بعد توفيق الله من متابعة مجموعات مشبوهة فرقها الانتماء الفكري ووحدها الإرهاب، ويقف من خلفهم أولئك الحاقدون الذين خيب الله بمنه وفضله آمالهم في النيل من البلد الأمين وأمنه واستقراره، وقد نتج عن المتابعة الأمنية والميدانية القبض على (135) مائة وخمسة وثلاثين متهماً، وذلك وفق الآتي:
أولاً: جميع الموقوفين من المواطنين السعوديين، ما عدا ستة وعشرين شخصاً من جنسيات أجنبية: (16) سورياً و(3) يمنيين و(1) مصري و(1) لبناني و(1) أفغاني و(1) أثيوبي و(1) بحريني و(1) عراقي و(1) من حملة البطاقات.
ثانياً: أربعون موقوفاً ألقي القبض عليهم في مناطق مختلفة من المملكة، وذلك لتورطهم في الخروج لمناطق الصراع والانضمام للتنظيمات المتطرفة وتلقي التدريب على الأسلحة والأعمال الإرهابية ومن ثم العودة إلى الوطن للقيام بأعمال مخلة بالأمن.
ثالثاً: أربعة وخمسون موقوفاً ألقي القبض عليهم في مناطق مختلفة من المملكة، حيث ثبت لدى الجهات المختصة ارتباطهم بالتنظيمات المتطرفة، وتنوعت أدوارهم في أشكال مختلفة من الدعم لتلك التنظيمات شملت التمويل والتجنيد والإفتاء ونشر الدعاية الضالة والمقاطع المحرضة وإيواء المطلوبين وتصنيع المتفجرات وغيرها.
رابعاً: سبعة عشر موقوفاً لعلاقتهم بأحداث الشغب والتجمعات الغوغائية وإطلاق النار على رجال الأمن في بلدة العوامية وحيازة السلاح وتهريبه والتخطيط لتنفيذ أعمال مخلة بالأمن وارتباطهم بولاءات خارجية.
خامساً: ثلاثة موقوفين قبض عليهم في محافظة القطيف سعوا لتجنيد عناصر بهدف إرسالهم للخارج لتدريبهم وتجهيزهم ومن ثم العودة لتنفيذ عمليات إرهابية داخل المملكة.
سادساً: واحد وعشرون موقوفاً تورطوا في محاولة الدخول إلى المملكة أو الخروج منها بطريقة غير نظامية والقيام بتهريب أسلحة.
وأضاف المتحدث الأمني: وزارة الداخلية إذ تعلن ذلك لتدعو كافة المواطنين والمقيمين إلى اليقظة والحذر مما يحيكه الأعداء للإخلال بالأمن وإثارة الفتن والمسارعة بإبلاغ الجهات الأمنية عن كل ما يثير الاشتباه، وفي الوقت ذاته تؤكد على أن أجهزة الأمن لن تتهاون في مواجهة هؤلاء وأمثالهم وضبطهم وتقديمهم للقضاء الشرعي وأن أحكام الشرع الحنيف كفيلة بردع كل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن والمواطن والمقيم.. والله الهادي إلى سواء السبيل.