رغم مضي ثلاثة أعوام على افتتاح أمير تبوك فهد بن سلطان لمبنى المعهد الصناعي الثانوي بمحافظة حقل والذي يتسع ل800 متدرب بتكلفة إجمالية بلغت 39 مليون ريال، ويضم قاعات دراسية وصالات متعددة الأغراض وقاعات تدريب، إلا أن المعهد لا يزال خارج الخدمة كما يصفه أهالي المحافظة. "سبق" وقفت على مبنى المعهد الصناعي الثانوي بمحافظة حقل والموصدة أبوابه من الخارج، لا حراس ولا طلاب ولا حياة حتى لشجر النخل الذي كان باسقاً في أيام افتتاحه الأولى، إلى أن مات بعضه وبعضه احدودب جذعه إلى الأرض ومال إليها.
ويؤكد أهالي المحافظة ل "سبق" قائلين: "تأجيل الدراسة هو العذر الذي يبديه المسؤولون أثناء مراجعتنا لهم للسؤال عن بدء الدراسة في المعهد، إلى أن تركنا الأسئلة والمراجعات بعد أن فقدنا الثقة في الإجابات وخابت آمالنا بعد وعود متكررة ببدء الدراسة؛ فمنذ أن دشنه أمير تبوك عام 1433ه وحتى اليوم لم نستفد من المعهد الصناعي الثانوي إلا وجود مبناه، فهو خارج الخدمة تماماً".
ويروي أحد السكان المجاورين حال المعهد قائلاً: "في فجر يوم جمعة قبل عدة أشهر أبلغت شرطة حقل عن سماعي لصوت جرس الإنذار التابع للمعهد الصناعي وطلبت منهم الحضور خشية أن يكون المبنى تعرض للاعتداء".
وتابع: "حضرت الشرطة على الفور وأخذت جولة على المبنى وكانت أبوابه مغلقة وسمعوا صوت جرس الإنذار واعتذرت عن عدم الدخول لعدم وجود حارس ثم غادرت وظل صوت الجرس على حاله لمدة تزيد عن خمسة أيام حتى حضر أحد الأشخاص، ويظهر أنه موظف في المعهد، ودخل المبنى وأغلق الجرس وظل فيه ليوم واحد ولم يعد من حينها".
وأبدى الأهالي استغرابهم من صمت المسؤولين عن المعهد الصناعي الثانوي بحقل طوال الأعوام السابقة، رغم تكلفته التي بلغت 39 مليون ريال، مطالبين أمير منطقة تبوك بالتدخل وتوجيه المسؤولين عن المعهد لبدء الدراسة.
وعلمت "سبق" أن الفترة الماضية التي ظل فيها المعهد مغلقاً كانت هناك خطط أن يفتتح المعهد بتشغيل أجنبي إلا أن المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني تراجعت عن ذلك.
وتواصلت "سبق" مع عميد الكلية التقنية بمنطقة تبوك المهندس سعيد الغامدي لسؤاله عن سبب إغلاق المعهد الصناعي بحقل طوال الثلاث سنوات الماضية وعن موعد بدء الدراسة فيه؛ حيث قال: "المبنى كان في الأساس معهد تدريب ولكن رأت المؤسسة أن يكون فرعاً للكلية التقنية بحقل ليخدم الأهالي بشكل أفضل، وستبدأ الدراسة فيه خلال الفترة القادمة ككلية تقنية بتخصصين هما الحاسب آلي، والإلكترونيات، أما عن الفترة الماضية التي ظل فيها المعهد الثانوي الصناعي مغلقاً ليس لدي علم تفصيلي عن الأسباب".