أظهرت دراسة حديثة قام بها الدكتور عبد الله بن سليمان الفراج الأستاذ المشارك بجامعة الملك سعود، الباحث في تلوث التربة بالعناصر الثقيلة، أن مدينة المهد بمحافظة مهد الذهب، مدينة ملوثة تلوثاً تاماً بالعناصر الثقيلة، وخرج الدكتور الفراج بهذه النتيجة أثناء إعداده لرسالة دكتوراه عن التلوث الناتج عن التعدين على تربة مهد الذهب، وقال الدكتور ضمن عمل مرئي تم نشره قبل أيام على اليوتيوب باسم "الوباء الصامت" إنه تم اكتشاف مستويات عالية وخطرة من التلوث الذي يشكل تهديداً حقيقياً لصحة وسلامة السكان في هذه المدينة التي تقع بالقرب مباشرة من مرادم النفايات التي يعاد تكريرها مرة أخرى . واستغرق العمل على رسالة الدكتوراه مدة سنتين قام خلالها الدكتور بزيارة الموقع وأخذ صور فضائية للمدينة بعد أن تم منعه والفريق الباحث من قبل الشركة صاحبة الامتياز للمنجم من أخذ عينات مباشرة من الموقع، وبعد انتهاء الدراسة التي كلفت قرابة الخمسين ألف ريال، قدم الدكتور نسخة من النتائج للشركة صاحبة الامتياز لمنجم مهد الذهب، حيث عمدت الشركة جامعة مونتريال الكندية لإعداد دراسة أخرى للتأكد من صحة النتائج، وقد خرجت الجامعة الكندية بالنتيجة نفسها، وبأضعاف تكلفة الدراسة السعودية، كما تم السماح لهم بأخذ عينات من الموقع، وتحدث في الفيلم عدد من سكان المدينة المتضررين بإصابتهم بالفشل الكلوي وأمراض أخرى ناجمة عن التلوث وعن عدم مراعاة الشركة لقواعد السلامة في المناجم، وقد أحالت الشركة بعض المتضريين للتقاعد في حين سرحت بعضهم الآخر دون أي تعويضات. وفي اتصال خاص مع "سبق" قال الإعلامي حسين الشريف منتج الفيلم إنه صدم أثناء زيارته للمدينة لإعداد العمل، حيث شاهد أكثر من 30 طفلاً بمشاكل خلقية في العيون من جراء التلوث، وعاين العديد من الحالات السرطانية التي يسببها تراكم العناصر الثقيلة، كما قال الشريف: إن مستشفى المهد يسجل شهريا 690 حالة اختناق صدر، وعن هدفه من إنتاج الفيلم قال الشريف: إنه يناشد بهذا العمل الجهات الحكومية والمسؤولين للتدخل قبل حدوث كارثة بيئية للسكان، لا سمح الله، ولم نستطع الحصول على رد رسمي من الشركة سوى أن أحد الموظفين وعدنا بإيصال العمل للرئيس التنفيذي للشركة، من جانبها أفادت مصادر مطلعة ل "سبق" أن نسبة التلوث في المهد تمثل 131 ضعفاً عن المستوى العالمي للتلوث ___