شرعت جمعية حقوق الإنسان بالمملكة في التحقيق في أكبر قضية تلوث تشهدها المنطقة الغربية من المملكة وذلك في أكبر مناجم المملكة والشرق الأوسط بعد أن تسببت أعمال التعدين في منجم مهد الذهب بتلوث تربة محافظة مهد الذهب بالمواد الثقيلة السامة المهددة لحياة البشر والنبات والحيوان في تلك المنطقة. وتقدم عشرات المواطنين من سكان مهد الذهب يمثلون (20 ألف نسمة) إلى جمعية حقوق الإنسان عقب افتتاح فرعها الجديد بالمدينة المنورة بشكاوى عاجلة تناشد تدخل حقوق الإنسان لاحتواء أزمة تلوث تربة محافظة مهد الذهب وإنقاذ السكان من عمليات الردم الترابي والسموم التي تثيرها الرياح ليستنشقها السكان. وأوضح ل(الرياض) المشرف على جمعية حقوق الإنسان بالمدينة المنورة الدكتور محمد بن سالم العوفي أن حقوق الإنسان بدأت بالتحقيق في قضية تلوث تربة مهد الذهب واستقبلت شكاوى سكان في تلك المنطقة موضحاً أنه سيتم الاستعانة بأصحاب الخبرة للمساهمة في كشف الحقائق والاطلاع على الدراسة التي أعدتها جامعة الملك سعود بالرياض حول القضية. من جانبه تحدث ل(الرياض) الدكتور عبدالله الفراج رئيس فريق بحثي من جامعة الملك سعود بالرياض كان قد أجرى دراسة أثبتت تلوث تربة محافظة مهد الذهب عن خطورة الموقف وضرورة التدخل السريع لإنقاذ السكان قائلاً إنه وباء صامت يخرج من بين ركام الذهب يرتبط بعمليات التعدين تلوث التربة بالعناصر الثقيلة موضحا أنه دُرِسَ في هذا البحث تأثير متغيرين مستقلين هما: البعد عن المنجم ، وعمق جمع العينة، على متغير تابع (غير مستقل) وهو اختلاف تركيز العناصر الثقيلة في التربة من موقع لآخر، وما بين الطبقة السطحية وتحت السطحية. بينما المتغير الثابت هو اتجاه الريح والتربة غير منقولة؛ لذا جُمِعَ 12 عينة تربة من ستة مواقع ابتدأت بمحاذاة مرادم منجم مهد الذهب وحتى نهاية المنطقة المأهولة بالسكان من مدينة مهد الذهب، وعلى عمقين (0-5 و 15-20سم). نُخِلَت التربة ثم طُحِنَت (75 ميكرون)، وهضمت باستخدام الميكرويف كما لدى (EBA 3051)، وقُدِرَ تركيز العناصر الثقيلة في راشح مستخلص الهضم بواسطة جهاز الامتصاص الذري (AA). تلوث تربة مهد الذهب بسبب سموم المنجم وقد أظهرت نتائج البحث تلوثا كبيرا لتربة مهد الذهب بالعناصر الثقيلة، حيث زاد متوسط تركيز الزنك (398 مجم كجم-1) مقارنة بالمتوسط العالمي (50 مجم كجم-1) ثماني مرات تقريباً، وزاد الرصاص تسع مرات، والنحاس خمس مرات، بينما كان الكادميوم في مهد الذهب 28 ضعفاً مقارنة بالمتوسط العالمي. وباعتماد مقياس مدى الوفرة (EF) لقياس مدى التلوث، كانت جميع العينات ولجميع المواقع ملوثة بعنصر أو أكثر. وازداد تركيز العناصر بالقرب من مرادم المنجم، فبلغ متوسط تركيز الرصاص للموقع الأول (225 مجم كجم-1) عشرين ضعفاً لتركيزه في الموقع الأبعد (11 مجم كجم-1)، وكذلك كان الزنك في الموقع الأول خمسة أضعاف، والنحاس والكادميوم الضعفين أو أكثر مقارنة بالموقع الأخير، كما زاد متوسط تركيز العناصر في الطبقة السطحية عن تحت السطحية بمقدار الضعف أو أكثر. لذا ظهر تأثير المتغير المستقبل (البعد عن المنجم) و (عمق جمع العينة) على المتغير التابع (تركيز العناصر الثقيلة)، حيث كانت العلاقة عكسية بانه قد تجاوز تركيز العناصر الثقيلة في مهد الذهب الحدود العالمية لها. وتعتبر تربة مهد الذهب ملوثة بالعناصر الثقيلة. وعند تطبيق معامل الوفرة، وجدت تربة مهد الذهب ملوثة بعنصر أو أكثر في جميع مواقع الدراسة وعند المقارنة بالمقياس الهولندي وجدت جميع مواقع الدراسة ملوثة بعنصر أو أكثر ، واتضح عن طريق التجربة أنه كلما اقتربنا من المنجم أو كانت العينة سطحية زاد تلوث التربة بالعناصر الثقيلة، مما اثبت أن التلوث بسبب وجود مدافن منجم مهد الذهب المكشوفة. مختتماً حديثه أن هذه النتائج تعود لدراسة طلاب مهد الذهب التي فازت بالمركز الأول على مستوى المملكة وقد جاءت مطابقة للنتائج الدراسة التي قامت بها جامعة الملك سعود بالرياض. وكشف الدكتور عبدالله بن عيسى الدباغ رئيس شركة التعدين العربية السعودية "معادن" في تصريح سابق ل(الرياض) أن الشركة لا تنوي إغلاق المنجم . وأضاف الدباغ أن الشركة ماضية في أعمال التعدين لعدة سنوات قادمة بعد أن أدت الاستكشافات المكثفة التي أجرتها شركة التعدين العربية السعودية "معادن " مؤخرا ممثلة بشركة المعادن النفيسة والأساس إلى مد العمر الافتراضي لمنجم مهد الذهب الذي يعتبر من أقدم المناجم بالمملكة إلى أكثر من ست سنوات قادمة.