أكدت دراسة أكاديمية قدمها الدكتور عبدالله الفراج بجامعة الملك سعود بالرياض أن التربة المحيطة بالمنجم “ملوثة” بالعناصر الثقيلة وأن سبب وجود هذه العناصر في تربة مهد الذهب يأتى من جراء عمليات التعدين، التي تقوم بها إحدى الشركات، وكان الباحث قد استند في بحثه على دراسة تأثير متغيرين مستقلين هما البعد عن المنجم، وعمق جمع العينة، على متغير تابع (غير مستقل)، وهو اختلاف تركيز العناصر الثقيلة في التربة من موقع لآخر، وما بين الطبقة السطحية وتحت السطحية، بينما المتغير الثابت هو اتجاه الريح والتربة غير المنقولة، لذا جُمِعَت 12 عينة من ستة مواقع، ابتدأت بمحاذاة مرادم منجم مهد الذهب وحتى نهاية المنطقة المأهولة بالسكان من المدينة، وعلى عمقين (0-5 و15-20 سم)، حيث نُخِلَت التربة ثم طُحِنَت (75 ميكرون)، وهضمت باستخدام “الميكرويف”، كما لدى (EBA 3051)، وقُدِرَ تركيز العناصر الثقيلة في راشح مستخلص الهضم بواسطة جهاز الامتصاص الذري (AA)، وأظهرت النتائج تلوثًا كبيرًا لتربة مهد الذهب بالعناصر الثقيلة، حيث زاد متوسط تركيز الزنك (398 مجم كجم-1) مقارنة بالمتوسط العالمي (50 مجم كجم-1) أي ثماني مرات تقريبًا، وزاد الرصاص تسع مرات، والنحاس خمس مرات، بينما كان الكادميوم في مهد الذهب 28 ضعفًا مقارنة بالمتوسط العالمي، وباعتماد مقياس مدى الوفرة (EF) لقياس مدى التلوث، مشيرًا إلى ازدياد تركيز العناصر بالقرب من “مرادم” المنجم، فبلغ متوسط تركيز الرصاص للموقع الأول (225 مجم كجم-1) أي عشرين ضعفًا لتركيزه في الموقع الأبعد (11 مجم كجم-1)، وكذلك كان الزنك في الموقع الأول خمسة أضعاف، والنحاس والكادميوم الضعفين أو أكثر، مقارنة بالموقع الأخير، كما زاد متوسط تركيز العناصر في الطبقة السطحية عن تحت السطحية بمقدار الضعف أو أكثر، لذا ظهر تأثير المتغير المستقبل (البعد عن المنجم) و(عمق جمع العينة) على المتغير التابع (تركيز العناصر الثقيلة)، حيث كانت العلاقة عكسية بأنه قد تجاوز تركيز العناصر الثقيلة في مهد الذهب الحدود العالمية لها. وشددت “الدراسة” على أنه عند تطبيق معامل الوفرة، وجدت تربة مهد الذهب ملوثة بعنصر أو أكثر في جميع مواقع الدراسة، وعند المقارنة بالمقياس الهولندي وجدت جميع مواقع الدراسة ملوثة بعنصر أو أكثر، واتضح عن طريق التجربة أنه كلما اقتربنا من المنجم، أو كانت العينة سطحية، زاد تلوث التربة بالعناصر الثقيلة، مما أثبت أن التلوث بسبب وجود مدافن المنجم المكشوفة .