أكد نائب رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لمعاهد البحوث، الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد آل سعود؛ أن المملكة تقود حالياً الوطنَ العربي في النشر العلمي؛ من خلال نشر 10 آلاف بحث علمي في ISI في عام 2014، لافتاً إلى أن العمل سيبدأ قريباً في صندوق رأس المال الجريء للاستثمار في البحوث العلمية، بمبلغ وقدره 500 مليون ريال. وأوضح خلال افتتاح اجتماع مدراء وحدات العلوم التقنية بالجامعات والوزارات السعودية، الذي استضافته جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، أمس الأربعاء 4 صفر 1436ه؛ أن العمل في الصندوق يتم بالتعاون مع شركة "تقنية" وشركة "رياض كابيتال"، مشيراً إلى أن عدداً من الصناديق الحكومية التزمت بالاستثمار في الصندوق.
وأعلن الأمير "د. تركي" أن الجامعات الآن أصبحت لديها الملكية الفكرية لبراءات الاختراع، بعد أن كانت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية تشارك في ملكيتها الفكرية مع الجامعات، لافتاً إلى أن حكومة المملكة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد وسمو ولي ولي العهد، أنشأت المؤسسات اللازمة لدعم البحث العلمي والاستثمار بالمنتجات التي تقدمها البحوث، على مستوى المملكة وفي جميع المجالات.
وأشار إلى أن الخطة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار هي: مشروع تشارك فيه جميع الجامعات والمؤسسات التي لها علاقة بالعلوم والتقنية، وأثنى على دور جامعة الملك فهد الريادي، في البحث العلمي وتطوير التقنية في خدمة الصناعة الوطنية، مضيفاً بقوله: "إننا نطمح إلى أن تقوم الجامعات الناشئة بمثل هذا الدور".
وأكد على أن جودة البحوث أمر مهم، منوهاً أن البحث العلمي ليس للنشر فقط إنما لبناء المعرفة بالنسبة للبحوث الأساسية وبناء التقنية وإنشاء الصناعات بالنسبة للبحوث التطبيقية، مبيناً أن المقام السامي شكل لجنة لدراسة أحقية الباحثين في إنشاء الشركات والاستفادة من البحوث، بعد الدراسة التي قامت بها المدينة عن سياسة الحاضنات، كما عملت المدينة على تعديل الأنظمة التجارية بما يسمح بإنشاء هذه الشركات.
يما أفاد مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، د. خالد بن صالح السلطان؛ بأن التعاون بين الجامعة ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بدأ منذ إطلاق برامج المدينة منحها المختلفة، لافتاً إلى أن الجامعة حافظت على نسب مشاركات عالية في برامج المدينة البحثية، وتميزت إسهاماتها بالجودة والتركيز وتجاوز جميع التوقعات.
وأكد "د. السلطان" أن الجامعة عُرف عنها التركيز والسعي الدؤوب للمساهمة في حل أعقد المشكلات، كما تسخِّر مواردها وطاقاتها للتصدي لمختلف التحديات، وصاغت بوضوح حلولاً مبتكرة ذات طابع عالمي، وتنتج في كل حين إضافات اقتصادية وعلمية رائدة. وأوضح أن الجامعة مسؤولة عن غالبية براءات الاختراع بين مؤسسات التعليم العالي في المملكة، حسب إحصائيات مكتب براءات الاختراع الأمريكي، مشيراً إلى أن الجامعة أنشأت أول وادٍ للتقنية في المملكة (وادي الظهران)، والذي أصبح يشار إليه حالياً كأكبر تجمع لشركات النفط والغاز والبتروكيماويات في العالم.
وذكر أن الجامعة ابتكرت منظومة متكاملة لدعم أبحاثها وابتكاراتها وتسويقها، حتى استطاعت أن تصل بمجموعةٍ من الأفكار والابتكارات التي استحدثت في معامل الجامعة لتصبح تقنيات تقوم عليها مجموعة من المصانع، وامتد هذا الأثر ليشكل مساهمات متميزة في قطاعات النفط والغاز، بالإضافة إلى المحفزات وتحلية المياه، معرباً عن فخر الجامعة بعرض إسهامات وإنجازات أساتذتها وباحثيها في مشاريع الخطة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار.
ومن جانبه قال عميد البحث العلمي بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، د. ناصر بن محمد العقيلي: إن الاجتماع يهدف إلى مناقشة المبادرات التي تسهل إنجاز الأبحاث وتحقيق أهداف الخطة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار، إضافة إلى مناقشة عدد كبير من الإجراءات التنظيمية المتعلقة بآليات التقديم والتقويم لمشاريع البحث العلمي.
وأوضح "د. العقيلي" أن برنامج الاجتماع يتضمن حلقات نقاش مصغرة لتبادل الخبرات والأفكار، ووضع آليات للتواصل بين مدراء وحدات العلوم والتقنية بشكل مستمر، كما سيقوم مدراء الوحدات بطرح آرائهم واستفساراتهم ومناقشة أي معوقات تواجههم.