يعاني أكثر من 15 ألف مواطن في مركز حجر التابع لمحافظة رابغ التابع لإمارة مكةالمكرمة؛ من غياب الخدمات الصحية والإسعاف وتعثر الطرق المؤدية إلى المستشفيات؛ حيث يموت المصاب قبل أن يصل إليها؛ لبعدها عنهم 100 كليو، وتتعسر ولادة نسائهن قبل أن يَجِدْنَ طبيبة ولادة، فإما أن يُكتب حظهنَّ ويَنْجَيْنَ ويَلِدْنَ في المستشفى، أو أن ينزفْنَ في طريقهن ويعُدْنَ مكفَّنات وأَجِنَّتُهُنَّ. لا وجود لسيارت الإسعاف: ولا يعرف سكان قرى المركز سوى مركباتهم التي يمتلكونها وسائلَ للإسعاف، تراهم يحفرون القبور قبل نقل زوجاتهم وأبنائهم المصابين، ورغم استغاثاتهم إلا إن حالهم لا يزال كما هو؛ فلا مستشفى يضمد جراحهم ويسعف مصابهم ، ولا إسعاف للهلال الأحمر ينقل مصابي الحوادث والحروق، ولا كليات للبنات تسهِّل عليهم قطع المسافات التي يودعن أهاليهن كل يوم يأساً من العودة بسبب حوادث الطريق، ولا صرافات، أو فروع للبنوك يستعين بها المتقاعدون، ومستفيدو الضمان على صرف مستحقاتهم بدلاً من السفر لرابغ.
فمصير سكان 24 قرية في مركز حجر يجدونه طوال 100كيلو؛ إما أن يبلغوا مطلبهم ويعودوا سالمين، أو أن يعودوا بهم محمولين إلى قبورهم؛ لسوء الطريق الذي يربط مركزهم بمحافظة رابغ؛ فمعاناتهم منذ 40 عاماً لم تشفع، ولم تشفع كذلك: مطالبهم ولا برقياتهم ، ولا موقعهم الإستراتيجي، ولا العدد السكاني الهائل لمركز حجر؛ في أن يجدوا مسؤولاً يرتب على أكتافهم ويطمئنهم بتوفير الخدمات لهم .
شبح الموت: وتشتكي تلك القرى من نقص الخدمات وغياب كثير من الاحتياجات الأساسية، وفي مقدمتها المطالبة بوقف نزيف الأرواح على طريق حجر الهجرة، والذي نفذه الأهالي على حسابهم الخاص وبتكلفة تصل إلى سبعة ملايين، قبل عشر سنوات، والذي حظي باعتماد قبل 7 سنوات، وتمت ترسيته على إحدى الشركات لتوسعة الطريق على إحدى الشركات، والتي ما زالت تعمل حتى الآن، ورغم الشكاوى إلا أن الوضع لم يتغير في ذلك المركز .
يقول صالح بركة بن شويش، ويوسف حميد الزبالي، من أهالي المركز ل"سبق": إن الأمر ازداد سوءاً مع الشركة التي فاقمت من معاناة الأهالي في توسيع الطريق، وتسبب غياب الرقابة عنها في مماطلتها في إنهاء الطريق، وأشارا إلى أن سيول الأمطار أحدثت أضراراً ببعض أجزء الطريق المنفذ في أكثر من موقع، ولازال على حاله، وطالبوا بمعالجة وضعه، وكذلك الالتفات في الطريق، وصيانتها، ووضع حلول ناجعة للتقاطعات الخطرة، والضيقة.
وتطرق الأهالي إلى المعاناة المتكررة التي يعايشها أهالي مركز الحجر؛ وهي: الحاجة الماسة لوجود مستشفى؛ حيث إن مستشفى رابغ يبعد عنهم مسافة 100كيلو وكثير من الأسر قضت نَحْبَها في ذلك الطريق ذهاباً للمستشفى، وطالب الأهالي بالمركز الهلال الأحمر لتزايد الحوادث المرورية والأمراض والإصابات.
وطالبوا بافتتاح فروع للبنوك والصرافات؛ حيث إن أقرب فرع للبنوك يبعد أكثر من 100 كيلومتر، وليس كل المواطنين يستطيعون قطع هذه المسافة؛ حيث إن هناك فقراء ومحتاجين يعانون من قطع تلك المسافة، وكذلك مستفيدو الضمان الاجتماعي؛ حيث إن هناك خدمات للضمان الاجتماعي غير المخصصات الشهرية، ولا يستفيد منها الأهالي؛ كدعم الأسر المنتجة، وبرامج تأثيث وفرش المنازل؛ لبعد المسافة .
مركز صحي متهالك: من جانبهما طالب عبدالله عويض الزبالي، وعوض بركة النجاري بدعم المركز الصحي الموجود بأكثر من سيارة إسعاف, وقالوا إنه توجد سيارتا إسعاف بالمركز لكنهما لا تفيان بالغرض؛ فإحداهما "موديل" قديم، والأخرى دائماً معطلة, وأشارا إلى كثرة الحوادث والمصابين بالمحافظة .
رحلة الموت: يؤكد الأهالي أن المركز يعجُّ بالسكان، بينما الخدمات لا تواكب هذا المد من التزايد السكاني والعمراني، وأبرز الأهالي معاناة طلاب مركز الحجر، فهم يواصلون يومياً رحلات العلم، بالذهاب والإياب لمسافة لا تقل عن 200 كم وصولاً إلى رابغ، فليست هناك أي كليات في المركز أو قريبة منهم؛ وهو ما يعرضهم لكثرة الحوادث.