على الرغم من حرص الجهات المختصة على عدم نزوح الأهالي من القرى باتجاه المدن، إلا أن واقع مركز وادي حجر 90 كم شرقي محافظة رابغ، يفرض على الأهالي النزوح، في ظل التجاهل الذي لا يعرف له الأهالي مبررا، رغم تمسكهم بالبقاء في أراضيهم ومنازلهم. وما يميز قرى حجز انتشارها على طول المسافة بين مكةالمكرمة والمدينة المنورة، لكن هذه المساحة للأسف باتت «غامضة»، فما إن تعبرها حتى تفقد أولا الاتصال وكأنك ليست في منطقة مأهولة، وهي أولى المشاكل التي يعتبرها الأهالي معاناة، حيث إن لديهم أبناء خارج المنطقة، وقطوعات الاتصال تجعلهم في عزلة تامة، وكأنهم يسكنون في منطقة غير مأهولة بالسكان. ويشير الأهالي إلى أن المؤلم أن قراهم باتت في طي النسيان، في ظل غياب الدعم والاهتمام من العديد من الجهات المختصة، حتى الكهرباء لا تصل إليهم في المنازل الجديدة، على الرغم من بناء مكتب للكهرباء منذ أربع سنوات، لكنه شاغر ومغلق بلا سبب واضح. ويستغرب محمد صالح شويش الزبالي بقاء المكتب مغلقا بلا سبب، فلماذا تم تشييده إذا كانوا لا يريدون تشغيله، وكذا الحال في مبنى البلدية الذي تم تشييده لكنه أيضا لم يتم افتتاحه، مشيرا إلى أن المؤسف أن يبقى الطريق هكذا بلا تغطية هاتفية بشبكة الاتصالات، وأعتقد أنها فرض وليست هبة من تلك الشركات التي تعمل في السوق، لأنها ارتضت بتوصيل الخدمة للأهالي، فيجب عدم فرز منطقة عن غيرها، خاصة أن الاتصالات تعد من الضروريات وليست الكماليات، في ظل الحاجة الماسة لها في حالات الطوارئ، فكيف يمكن إسعاف أحد المرضى، خاصة أن أقرب مستشفى يبعد 90 كم عن رابغ. ولا تتوقف معاناة الأهالي في حجر على اتصالات وكهرباء، لكنها تمتد إلى الكثير من الخدمات المفقودة، والتي باتت تجبرهم على النزوح من قراهم إلى المدن والمراكز الكبرى التي تتوفر فيها الخدمات، حيث يتأسف حضاض حمدان حضيض من كون المركز يعج بالسكان، فيما الخدمات لا تواكب هذا المد من الأهالي، وكأنهم يريدون أن تتحول المنطقة إلى أرض جرداء، وكلنا يسكن المدن، فهل هذا يليق بمن يجب أن يكون كل همهم تنمية المكان. ويشرح حجم المعاناة مع الطريق، وقال: قبل أكثر من عشر سنوات، نفذ الأهالي على حسابهم الخاص وبتكلفة تصل إلى سبعة ملايين ريال سفلتة الطريق الرئيس الذي يربط المركز شرقا مع طريق الهجرة، وبإمكانات محدودة، وقبل 7 أعوام تم ترسية توسعة الطريق على إحدى الشركات ما زالت تعمل، ورغم الشكاوى إلا أن الوضع لم يتغير، مشيرا إلى أن سكان المركز يتجاوزون عشرة آلاف نسمة، ولا يوجد به مستشفى، فمن أراد العلاج فعليه الذهاب إلى مستشفى رابغ لضعف إمكانات مراكز الرعاية الصحية بأدواتها المتواضعة والبسيطة، فيما لا يجد الأهالي مركز اسعاف أو الهلال الأحمر ينقذ المصابين على الطريق الممتد لمسافة 90 كم، ولا المرضى في المركز. ويتفق عضوا المجلس البلدي عطية هلال المرعشي وعبدالله عويض الزبالي على أن المنطقة تتسع في النمو السكاني، وتغيب عنها المياه المحلاة من رابغ، مشيرين إلى غياب المخطط الإقليمي للقرى، مما يجعل عملية البناء عليها لا تعتمد على أي معايير، وبالتالي تأخر الخدمات التي تصل إلى الأهالي، في ظل غياب المخططات النظامية التي توزع على الأهالي للبناء عليها، فيما من يبني حاليا لا يمكنه توصيل الكهرباء، كما أن المركز في حاجة حاليا إلى ترفيع مخفر الشرطة إلى مركز للشرطة يواكب خدمة الأهالي. وسلطا الضوء على معاناة طلاب المركز، فهم يواصلون يوميا رحلات العلم، بالذهاب والإياب لمسافة لا تقل عن 200 كم وصولا إلى رابغ، فليست هناك أي كليات في المركز أو قريبة منهم، أما نادي الصدارة للشباب، فليس سوى أرض سورها متهدم، لا يضم أي أنشطة. ويتفق كل من صالح بركة شويش، مدخل سمار الزبالي ومبروك النجاري، على أن المعاناة مستمرة، مشيرين إلى أنه لا أحد من خارج القرية يريد خدمتها وذلك لعدم توفر خدمات الاتصالات فيها فعلى طول الطريق مسافة لا تقل عن 60 كيلو مترا ليست هناك شبكة وتخوفهم من انحناءات الطريق. وينتقد العم فالح الجودي وعوض بركه حرمانهم من المياه، مبينان أن شبكة المياه موجودة منذ زمن يزيد عن 15 عاما، ولكنها للأسف لا تضخ المياه، ولا تعمل، ولم يتم توصيل المياه إلى الأهالي، ولا نعرف السبب أليس من حقنا أن نشرب مياها صافية خالية من الشوائب. وأشار إلى أن القرى تتميز بزراعة أشجار النخيل وبعض الفواكه، مبينا أن غياب المياه المحلاة يجبر الأهالي على الاستعانة بأجهزة تحلية خاصة تكلفهم الكثير من أجل قطرات المياه، ويتكبدون مصاريف الشراء والصيانة. ويشير إلى أن الأهالي يضطرون إلى قطع مسافات طويلة وصولا إلى صرافات في رابغ، بسبب التعطل المتكرر للصرافة الوحيدة في المركز، فهي لا تستطيع الصمود لساعات طويلة، ناهيك عن أيام، فيضطر الأهالي إلى توكيل أحدهم ليرحل ببطاقاتهم البنكية ويصرف لهم من حساباتهم من صرافة في رابغ ويعود، مبينا أنه يجب أن يتم توفير المزيد من صرافات البنوك الأخرى بدلا من عملية التعطل التي تجبرهم خاصة المتقاعدين على البحث عن مصدر صرف أموال فلا يستطيعون. يذكر أن قرى مركز حجر ال 24 تضم ندى، الجوبه، البيار، المازينه وهي من اكبر القرى وانشطها تجاريا، الزويراء وانشئت فيها اول مدرسة بالوادي ورابع مدرسة بالحجاز بعد مدرسة الصالوتية بمكه المكرمة والفلاح بجدة وعبدالرحمن بن صخر في رابغ، الدف وبها سوق الدف قديما، خيف العمري، السوق، ابو فليح، الزبيري، القصرية، المرخة، يسير، راين، حشيفات، الأسلمية، القويبل، عنبب، المنقاشية، المجرمة، مدسوس، بحران وبها غزوة الحادية عشرة، غزوة بحران للرسول صلى الله عليه وسلم، قرية عكاظ، الضمو، قرية النبعه، مغيسل، وادي يناعم ووادي خسلف.