تطرح الكاتبة الصحفية البتول الهاشمية في صحيفة "المدينة" سؤال ماهية ووجود، حول مصير المملكة وحياتها، عقب استهلاك آخر نقطة نفط، مشيرة إلى أن ما تعيشه السعودية الآن، من بناء ومدنية، ربما يشبه حضارة من شمع سرعان ما ستذوب عندما تشرق أول خيوط شمس الحقيقة! وفي صحيفة "الرياض" يؤكد الكاتب الصحفي عبد الرحمن عبد العزيز آل الشيخ على حقيقة يعدها غائبة عن كثير من المسؤولين في أجهزة الدولة، وهي أن المواطن في هذا العصر أصبح على قدر كبير من الوعي، يحمل فكراً متطوراً، وقدراً كبيراً من المسؤولية، وعلى اتصال بكل ما يدور من حوله، واستدل الكاتب على ذلك بالآراء والتعليقات والعبارات التي تذخر بها الصحف الإلكترونية والمواقع والمنتديات، والتي تعد حسب الكاتب إحدى وأهم صور التعبير للرأي الوطني!! التي يجب أن تحترم.
كاتبة سعودية تتساءل: ماذا سنفعل بعد أن نستهلك آخر نقطة نفط؟
تطرح الكاتبة الصحفية البتول الهاشمية في صحيفة "المدينة" سؤال ماهية ووجود، حول مصير المملكة وحياتها، عقب استهلاك آخر نقطة نفط، مشيرة إلى أن ما تعيشه السعودية الآن، من بناء ومدنية، ربما يشبه حضارة من شمع سرعان ما ستذوب عندما تشرق أول خيوط شمس الحقيقة! ففي مقالها "حضارة من شمع" تبدأ الكاتبة برفض قاطع ل "كابوس" العودة إلى حياة ما قبل النفط في السعودية، قائلة: "أنا شخصياً لا أتقبل فكرة شرب حليب النوق بدلاً من البيبسي.. ولا التنقل في هودج على ظهر البعير، كونني أفضل مقعداً لبي إم، أو حتى رانج روفر. ولا أعتقد أنك أيها القارئ تحبذ فكرة السكن في خيمة تجلدك سياط الشمس بعيداً عن بيتك المكيف حتى زاوية الحمام. الحيسة عوضاً عن الجلاكسي؟.. لا تقارن. رعي الغنم كحرفة بديلة لإدارة الشركات والمقاولات؟ لا أعتقد السهر في حلقة اجترار للشعر بدلاً من شاشة النت المتوهجة!..... مملة إلى آخر ما هنالك من كوابيس يجرها علينا عشاء عربي دسم ثقيل، يدعونا إلى هاجس وتساؤل... ماذا بعد النفط؟". وتضيف الكاتبة "مجرد التفكير بما ستؤول إليه هذه الأبراج والمعامل والشركات والمولات والفنادق بعد أن نلتهم آخر قطرة سوداء، يصيبني دوار.. مشاهد الأبنية والعمارات والفلل تلك التي أرصدها من خلف زجاج سيارتي دون أن أستطيع أن أحدد بالضبط من المتحرك ومن الساكن فينا.. ما تراها تكون؟ أهي حضارة من شمع سرعان ما ستذوب عندما تشرق أول خيوط شمس الحقيقة! إنها أضغاث أحلام سرعان ما تختفي فور أن يدق منبه الواقع!". وتنهي الكاتبة بقولها: "لا أعتقد أن سعودياً واحداً يملك جرأة كافية تمكنه من أن يجيب عن سؤال ماذا بعد النفط؟". أما الفقراء فربما يتساءلون "وهل عشنا قبله!!!".
آل الشيخ: تعليقات المواطنين على الصحف الإلكترونية تشكل رأياً عاماً يجب احترامه في صحيفة "الرياض" يؤكد الكاتب الصحفي عبد الرحمن عبد العزيز آل الشيخ على حقيقة يعدها غائبة عن كثير من المسؤولين في أجهزة الدولة، وهي أن المواطن في هذا العصر أصبح على قدر كبير من الوعي، يحمل فكراً متطوراً، وقدراً كبيراً من المسؤولية، وعلى اتصال بكل ما يدور من حوله، واستدل الكاتب على ذلك بالآراء والتعليقات والعبارات التي تذخر بها الصحف الإلكترونية والمواقع والمنتديات، والتي تعد حسب الكاتب إحدى وأهم صور التعبير للرأي الوطني!! التي يجب أن تحترم، ففي مقاله "المواطن أصبح يتكلم" يقول الكاتب: "إن المواطن في هذا العصر أصبح على قدر كبير من الوعي والفطنة ومن الدراية، ما جعله يحمل فكراً متطوراً مكنه من تمييز كل الأخبار التي تصدر.. والمقالات التي تكتب.. والتصريحات والوعود والمشاريع التي يطلقها المسؤولون"، ويضيف الكاتب: "طبعاً دلائل هذه الحقيقة لا يمكن حصرها في مجال معين.. لكن أبسطها وأقربها ما نراه في وسائل الإعلام الإلكتروني الحر، والمتمثل في ذلك الكم الكبير من الصحف الإلكترونية التي تنقل على مدار الساعة دلالات التطور الفكري للمواطن الذي نراه يومياً من خلال آراء وكلمات وتعليقات وعبارات مهما كانت درجة حدتها إلا أنه لا يمكن إهمالها أو التقليل من شأنها!! فهي إحدى وأهم صور التعبير للرأي الوطني!!"، وبعد أن يرصد الكاتب خبرين نشرتهما صحيفة "الرياض" يوم الجمعة الماضي الموافق 8/ 10/ 2010: "الخبر الأول حمل العنوان التالي: (ضبط صينيين بمشروع القطار باعا حمولة 5 تريلات حديد ب 125 ألف ريال)، والخبر الثاني حمل العنوان التالي: (ووزارة التربية والتعليم تعض أصابع الندم وتكتفي بإنذار الشركة الصينية لتأخرها في تنفيذ 200 مدرسة)"، ثم يرصد الكاتب مئات التعليقات حول الخبرين ويقول: "مثل هذه التعليقات ليست إلا صورة تعبيرية طبيعية جديدة للرأي الاجتماعي المحلي.. إذن هل أدرك المسؤولون المعنيون هذه الحقيقة الجديدة وهذه الظاهرة؟!"، ثم يعلق الكاتب بقوله: "على كل.. أياً كانت الإجابة عن هذه التساؤلات فإنها لن تكون بحجم خطر المشكلة!! لكن من الواضح بل من المؤكد أن إهمال هذه الآراء ورفض مثل هذا الشعور الاجتماعي أو المكابرة المستمرة في تجاهل مثل هذه الانطباعات الاجتماعية عن مستوى الخدمات العامة بصفة عامة، فإن ذلك قد يفرز لا قدر الله سلبيات أكثر خطراً في المستقبل.."، وينهي الكاتب بقوله: "أرجوكم قدروا شعور المواطن.. واحترموا فكره الجديد احتراماً يجب أن يتبلور في أفعال نحتاج إليها كثيراً جداً لأننا نفتقدها كماً ونوعاً!!".