أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف بالمدينةالمنورة، الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي، أن ما نراه الآن من قتل للنفس هو من أشراط الساعة، مبيناً أن للجهاد أحكاماً والإذن فيه للإمام، مشدداً على حرمة قتل النفس، ومؤكداً أنه مهما كان من أسباب فتبقى الدماء المعصومة محظورة موصونة لا يحل سفكها، مشيرًا إلى أن قتل النفس عداون على الإنسان وظلم للقاتل والمقتول وفساد كبير في الأرض ونشر للرعب والخوف. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد النبوي الشريف بالمدينةالمنورة: "اعلموا أن الله شرع الطاعات وحرم المحرمات والموبقات وبين مفاسدها وشرورها وأضرارها وجعلها درجات فأعظم المحرمات الشرك بالله تعالي وهو الذنب الذي لا يغفره الله إلا بالتوبة، ثم بعد الشرك جريمة قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق, فجريمة قتل النفس عار وخسار وخلود في النار، مستشهداً بقوله تعالي (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً).
وأوضح فضيلته أن قتل النفس عداون على الإنسان وظلم للقاتل والمقتول وفساد كبير في الأرض ونشر للرعب والخوف وخراب للعمران وندامة تتعاظم في نفس القاتل في الدنيا والآخرة, والقتل يهلك الحرث والنسل, مشيراً إلى أنه لعظم قتل النفس نهى الإسلام المزاح بالسلاح ورفعه في وجه أخيك المسلم .
واستكمل: "مهما كان من أسباب فتبقى الدماء المعصومة محظورة موصونة لا يحل سفكها لقوله تعالى (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا), مبيناً فضيلته أن للجهاد أحكاماً وأدلته المحكمة العادلة الصريحة التي لا تغير ولا تبدل والإذن فيه للإمام لأنه مسؤول عن مصالح الأمة والمعني بهذا الشأن والقادر على معرفة الأحوال وتقدير الأمور.
وحث الشيخ الحذيفي العقلاء والمخلصين في بعض بلاد المسلمين التي أصابتها الفتن وسفك فيها الدماء المحرمة ونهبت فيها الأموال وهدمت البيوت وشرد سكانها, أن يصلحوا الأمور فيها وأن يجمعوا شتات المختلفين ويحافظوا على مصالح بلدانهم ويحقنوا الدماء ويحافظوا على أموال الناس والضعفاء من الأرامل والشيوخ والأطفال ويستعينوا بالله ثم بكل من له قدر لإطفاء نار الفتنة.
وقال إمام وخطيب المسجد النبوي إن ما نراه الآن من قتل للنفس إنما هو من أشراط الساعة مستشهداً بقوله عليه الصلاة والسلام (لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج، وهو القتل القتل)، مطالباً فضيلته بالأخذ على يد من يفارق الجماعة وكف شره عن المجتمع بما يحفظ الأمن والاستقرار، ومحذرًا الشباب من اتباع دعاة الفتن فإنه لن يضر المسلمين دعاة الفتن إلا بكثر الأتباع .