فسخت المحكمة العامة في أبو عريش بمنطقة جازان عقد نكاح فتاة في الثامنة عشرة من عمرها، بعد قيام والدها بتزويجها من مسن في عقده التاسع من العمر، عقب لجوء الفتاة للجهات الأمنية واتهامها والدها بتضليلها عند عقد النكاح؛ إذ عرض عليها في النظرة الشرعية شاباً، تبدو عليه الوسامة، واكتشفت بعد تحصله على مهرها أن الزوج الحقيقي من مواليد عام 1355 هجرياً. وبعدما يقارب 24 جلسة، بدأت منذ مطلع العام الميلادي، وتخللها محاولات صلح باءت جميعها بالفشل، لإصرار الفتاة على عدم الزواج من المسن الذي يسكن بمنطقة المدينةالمنورة، حضر والد الفتاة واحدة من الجلسات، واستمع القاضي لأقواله، وبمواجهته باتهام ابنته بأنه لم يعطها من مهرها شيئاً اعترف بذلك؛ فأصدر القاضي اليوم الثلاثاء الحكم بفسخ عقد النكاح، وإعادة أموال المسن إليه من والد الفتاة.
وتعود حيثيات القضية إلى مطلع العام الميلادي عندما حققت الجهات الأمنية في محافظة أبو عريش بمنطقة جازان في قضية هروب فتاة في السابعة عشرة من عمرها من منزل والدها، ولجوئها للشرطة، تطلب إنقاذها من والدها الذي تحايل عليها، وزوَّجها بمسنّ من سكان منطقة المدينةالمنورة، بعد أن وافقت على الزواج من شاب شاهدته في النظرة الشرعية، لكنها اكتشفت أن عقد النكاح يحمل اسم شخص من مواليد عام 1355ه.
وكانت الفتاة تعيش مع والدها بعد انفصاله عن والدتها قبل سنوات، وتقدَّم لها شاب في العقد الثاني من العمر، وطلب الزواج منها، وبعد إلقاء النظرة الشرعية وافقت الفتاة على الزواج، وتم الاتفاق على موعد عقد القران بعد أيام، وتم بعد ذلك إحضار مأذون شرعي وعقد نكاحها، ظناً منها أنه الشاب الذي شاهدته في النظرة الشرعية.
وبعد أن اكتشفت أن والدها ضللها بجلب شاب تبدو عليه الوسامة في النظرة الشرعية، لأخذ موافقتها، وهو في الأصل لم يكن الزوج الحقيقي، اضطرت للهروب من منزل والدها، وتسجيل شكواها لدى شرطة محافظة "أبو عريش"، التي أخذت كامل إفادتها.
وقالت مصادر ل"سبق" آنذاك: "جرى التنسيق مع الجهات المختصة لإكمال جوانب القضية، والفصل في هذا الزواج الذي يعد باطلاً؛ لما تضمن من نصب واحتيال على الفتاة".
وأشارت المصادر حينها إلى أن الفتاة قررت الهرب من منزل والدها، بعد أن علمت أنه تم قطع تذكرة سفر لها تمهيداً لسفرها لمنطقة المدينةالمنورة، حيث مقر سكن الزوج.
وذكرت المصادر ذاتها أن الفتاة قدمت تسجيلات صوتية لوالدها وهو يهددها بالذهاب لزوجها "المسن" رغماً عنها، وهو الأمر الذي تم الفصل فيه اليوم الثلاثاء بعد صدور حكم القاضي بفسخ عقد النكاح.