شاركت المملكة للمرة الثانية في معرض إندونيسيا للكتاب في نسخته 34 إلى جانب عدد من الدول والمئات من دور النشر العالمية. وتميز الجناح السعودي بالثراء والتنوع في الإصدارات العلمية والثقافية والإهداءات من الجهات المشاركة، كما انفرد بالإبداع في ركن خصص لتمثيل التراث حيث زود بشاشة لعرض الأفلام الوثائقية عن المملكة ونهضتها، واحتوى على ركن القصص المترجمة، ومرسم وأنشطة ترويحية وترفيهية للأطفال.
وحضر افتتاح المعرض عدد من كبار الضيوف يتقدمهم رئيس مجلس الشورى الإندونيسي ذو الكفل حسن والشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس الرئيس العام للشؤون الحرمين الشريفين والسفير مصطفى بن إبراهيم المبارك سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية إندونيسيا والدكتور سالم المالك مستشار وزير التعليم العالي والمشرف العام على إدارة التعليم الدولي.
وحضر كذلك الأستاذ الدكتور زايد ين عجير الحارثي الملحق الثقافي السعودي في ماليزيا وإندونيسيا ومدير الشؤون العلاقات العامة والإعلام سعد آل حسين في الملحقية الثقافية بماليزيا ورئيس قسم الشؤون الإعلامية في السفارة السعودية بجاكرتا أحمد الحمدي والسيدة لوسيا اندم ديوي رئيسة رابطة الناشرين الإندونيسيين وحسني شاوي الأمين العام للرابطة والسيد ريمون آغوس رئيس اللجنة التنفيذية للمعرض والسيدة راسيديتي رزالينا مسؤولة شؤون المعارض في الرابطة.
وأبدى "السديس" سعادته لحضور جناح المملكة في هذا المعرض الذي من شأنه تعزيز منهج الوسطية والاعتدال بما يحويه من اصدارات، وثمّن ما يقدمه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود من رعاية واهتمام في خدمة الإسلام والمسلمين.
وقال المستشار وزير التعليم العالي سالم المالك والمشرف العام على إدارة التعليم الدولي: "المعارض أصبحت جسور تواصل بين الشعوب والتعارف والمملكة استثمرت هذا في إيصال رسالتها السامية الإيمانية من ارض الحرمين بما تملكه من مخزون ثقافي كبير".
أما السفير مصطفى بن إبراهيم المبارك سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية إندونيسيا فقد قال: "نعيش هذه الايام أسبوعا من العرس الثقافي معرض الكتاب وجناح المملكة المشارك فيه والندوة التي سبقت ذلك في الوسطية والاعتدال كل ذلك يساهم في ابراز دور المملكة وريادتها وجاء جناح المملكة الاكبر هذه المرة مما يدل على العلاقة القوية بين البلدين والمتينة".
ووصف الملحق الثقافي السعودي بماليزيا واندونيسيا الأستاذ الدكتور زايد بن عجير الحارثي المعرض بأنه ناجح لما شهد من حضور مهيب واهدى هذا النجاح لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود للجهود العظيمة التي يبذلها في خدمة العلم والعلماء.
بدوره، قال الدكتور زايد بن عجير الحارثي الملحق الثقافي السعودي بماليزيا واندونيسيا: "هناك اهتمام مشترك في المملكة العربية السعودية واندونيسيا بهذا الموضوع وهذا ما أظهر مشاركة المملكة في المعرض في ابهى حلة ثقافية، وجعلها ضيف شرف".
وأضاف: "جميع الفعاليات التي تقام في جناح المملكة ومشاركتها في هذه التظاهرة الثقافية جاءت بشكل مختلف عن سابقتها في الشكل والمضمون، والملحقية بماليزيا رحبت بالمبتعثين والطلاب السعوديين وأخذت منهم المقترحات والأفكار والآراء التي أضفت الإبداع لجناح المملكة في المعرض، ونؤكد حرص جميع اللجان العاملة في جناح المملكة على تمثيل المشرف والمشرق للمملكة للمرة الثانية في هذا المعرض على التجديد والابتكار والبعد عن التكرار".
وأردف "الحارثي": "هذا المعرض وسيلة من وسائل التواصل الحضاري والثقافي وهو فرصة مواتية لاطلاع الشعب الاندونيسي وجميع الدول المشاركة والزوار في هذا المحفل على ما وصلت إليه مملكتنا الحبيبة من نهضة تنموية وتقدم علمي وحضاري قام ذلك على الاهتمام ببناء الإنسان، ويحظى جناح المملكة بمشاركة عدد من الجهات الحكومية والقطاع الخاص، كما تضمن برنامجا علميا وأقسام خاصة للنساء وركن للأطفال وركن للمعروضات التراثية والمجسمات للحرمين الشريفين ولعدد من الأماكن التاريخية وحفل بمشاركة عدد من الأكاديميين والمثقفين".
وتابع: "الجناح يحوي العديد من العروض المرئية من ثمار وجهود أبنائنا المبتعثين والأفلام الوثائقية التي تحكي عن المملكة ونهضتها كما عرض عبر شاشة زود بها المعرضة قصة توحيد المملكة على يد مؤسسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود".
وامتدح "الحارثي" الطلاب السعوديون وقال إنهم قدموا مشاركة مبهرة وصورة رائعة لحسن التنظيم والتنسيق والترتيب في إدارة فعاليات المعرض حيث استقبلوا الزوار بحفاوة وتقديم القهوة العربية والتمر والهدايا والبخور الذي عطر الأجواء وتولت مجموعة أخرى من الطلبة تعريف الزوار بمحتويات المعرض من خلال شرح مفصل بلغة متمكنة وأسلوب مشوق والإجابة على جميع أسئلة الحضور واستفساراتهم فيما يتعلق بالجانب التاريخي والثقافي للمملكة ومن ضمن فعاليات المعرض تم عرض فيلم يحكي قصة تأسيس المملكة وتوحيدها كما خصص ركن لعرض المنشورات والكتيبات.
وقال: "من أهم أهداف مشاركة الطلاب في جناح المملكة هو إتاحة الفرصة لهم لتعريف المجتمع الإندونيسي بشكل خاص والزائرين جميعا بثقافة وتاريخ المملكة والنهضة الحضارية التي تشهدها في مختلف المجالات، وإبراز دور القيادة الرشيدة في بناء الإنسان والسعي في تطوير الجوانب العلمية والثقافية وغيرها، وإعطاء صورة مشرقة عن المملكة".
وأضاف: "جناح المملكة وجد تفاعلا كبيرا من الزوار فكان عبارة عن خيمة ثقافية تراثية يعبق منها الماضي الجميل وجعلت منها اللمسات الفنية، بشهادة الجميع، من أفضل الأجنحة تنظيما وتنسيقا ما انعكس بدوره في جذب انتباه حشد كبير من الزوار".
وأردف: "وزعنا العديد من المطبوعات والكتيبات عن المملكة تشمل مختلف الإنجازات في العديد من الجوانب، والجميع كانوا على قدر التطلعات والوصول إلى برنامج متنوع وجاذب يثري المعرفة والفائدة لزوار المعرض".
كما أهدى الملحق الثقافي الدكتور زايد بن عجير الحارثي كتاب العلم والتعليم في عهد خادم الحرمين الشريفين والذي ترجمته الملحقية الثقافية بماليزيا باللغة الإنجليزية والإندونيسية إلى حسن ذو الكفل رئيس مجلس الشورى الإندونيسي.
جدير بالذكر أن الكتاب أعده 25 أستاذاً من أساتذة كلية التربية في جامعة أم القرى.
وقد دشنت الملحقية الثقافية بماليزيا العدد الأول من مجلة (طلابنا في ماليزيا) والتي حررها الطلاب المبتعثون بأقلام مدادها حب الوطن والاعتزاز به والفخر بقياداته.
ويترأس تحرير المجلة الملحق الثقافي السعودي بماليزيا الأستاذ الدكتور زايد بن عجير الحارثي ونائب رئيس التحرير هو الأستاذ سعد آل حسين وأمين المجلة هو المبتعث لمرحلة الدكتوراه ورئيس لجنة التقنية في جناح المملكة في معرض إندونيسيا للكتاب 2014 محمد الزهراني.