في الوقت الذي انصبّ اهتمام شريحة واسعة من السعوديين لمتابعة لقاء الهلال أمام سيدني الأسترالي في نهائي أبطال آسيا، اندفع العشرات من مفسري الرؤى؛ لتحديد النتيجة النهائية للمباراة وفقاً لأحلام المشجعين التي تنوّعت حسب ميولهم الكروي حتى بدا مفسّرو أحلام نهائي أسيا وكأنهم باحثون عن الأضواء ومتناقضون في النتائج، فأحدهم أكد إغماءة الأمير عبدالرحمن بن مساعد من شدة الفرح، وآخر وصف مسجل الهدف بأقصر لاعب! فرغم قرار وزارة الثقافة والإعلام، قبل عامين بإيقاف تقديم برامج متخصصة لتفسير الرؤى والأحلام في القنوات والصحف المحلية، جراء ما يحدث من تجاوزات شرعية متنوعة، استغل عدد من مفسري الأحلام مواقع التواصل الاجتماعي؛ لنقل العديد من الرؤى، وسط تخبط كبير في التوقعات بين متوقع للفوز بنتيجة كبيرة، ومتشائم يعتقد بخسارة الفريق الهلالي بنتيجة غير منطقية.
الطريف في الأمر أن بعض مفسري الأحلام تمادوا في التفاصيل، وتحدث أحدهم عن تعرض الفريق السعودي لضغط كبير من خصمه الأسترالي، على أن يسجل في مطلع الشوط الثاني أقصر لاعب هلالي (يقصد "الشلهوب") هدفاً يجير به النتيجة لصالح فريقه، ويسهل مهمته في لقاء الإياب.
وتحدث مفسر آخر بإسهاب عن الضغط النفسي الرهيب الذي سيتعرض له الهلال خلال اللقاء وتلقي لاعبيه العديد من الكروت الصفراء قبل أن يسجلوا هدفاً في المرمى الأسترالي يتسبب في إغماءة الرئيس الهلالي الأمير عبدالرحمن بن مساعد من شدة الفرح!
المفسرون الذين اشتعلت حساباتهم خلال اليومين الماضيين، لم يتوقفوا عند هذا الحد، بل إن بعضهم فسّر رؤيا بأن الهلال سيتأهل بالتعادل في الذهاب والفوز في الإياب، ويلتقي ريال مدريد في كأس العالم ويهزمه ويتأهل إلى الأدوار المتقدمة.
الغريب أن بعض أولئك المفسرين أعلنوا ميولهم صراحة، حتى إن أحدهم طمأن جمهور فريقه المفضل في العاصمة الرياض، بأن الهلال سيخسر لا محالة، وفقاً لما تواتر إليه من رؤى، مما أثار عليه غضب جمهور الهلال في "تويتر".
لاقت تلك التفسيرات رواجاً كبيراً بين مناصري الفريق السعودي والمناوئين له من بعض الفرق المنافسة، وزاد عدد متابعي بعض المفسرين إلى عشرات الآلاف، في وقت لم يرد أحدهم على أي رؤيا بأنها حديث نفس، رغم أن ذلك ليس مستبعداً، في ظل الاهتمام الجماهيري والإعلامي الكبير بالنهائي الحلم.
كان عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، الشيخ صالح بن فوزان الفوزان قد قال في تصريحات إعلامية رداً على أحد السائلين: "كتب تفسير الأحلام غير صحيحة ولا سند لها"، محذراً من تفسير الأحلام عبر وسائل الإعلام، مؤكداً أنه لا يجوز تفسير الأحلام عبر وسائل الإعلام؛ لأن فيه فتنة وشروراً وأضراراً.
وأضاف: "كان السلف يسألون عن الأحلام والروى، لكنهم لا يسألون إلا الثقات من المعبرين عندهم إدراك ومعرفة بهذه الأمور، لكن تفسير الأحلام عبر وسائل الإعلام فيه مفاتن وشرور وأضرار، وهو عمل لا يجوز؛ لأنه يشوش على الناس ويجعلهم يعملون بالأحلام ويخافون منها".