سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
يا وزير الزراعة.. اكتفاؤنا فقط من "البيض".. فأين "بلدوزر" الوزارة عما يهدد المجتمع بكارثة مجاعة قادمة التساؤلات تتزايد عن قروض ال 42 ملياراً الزراعية و"مانجو" ال 150 مليون ريال
لا يكفّ الملك الصالح العادل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- في كل مناسبة يلتقي بها مسؤولي الدولة، وفي أغلب جلسات مجلس الوزراء الأسبوعية، عن حث الوزراء وكبار التنفيذيين والموظفين، على الاهتمام بالمواطنين، وتلبية رغباتهم، وتحقيق تطلعاتهم، وتحسين الخدمات المقدمة لهم من أجل توفير حياة كريمة تليق بهم في وطن الخير والنماء. وفي هذا الإطار، واتساقاً مع التوجيهات الملكية، وعلى مستوى المسؤوليات والواجبات تجاه الوطن والمواطنين، لا مجال لمجاملة كائن مَن كان، ولا يمكن السكوت عما يعانيه المواطنون من ضعف الخدمات المقدمة، والتراخي عن المسؤولية، والإهمال الإداري، والهدر المالي، والقصور في القطاعات الحكومية، والعجز عن تحقيق التطلعات؛ برغم توفر الموارد المالية.
ومن مبدأ الإفصاح والشفافية الذي تنادي به قيادتنا الرشيدة كوسيلة إيضاح بين المسؤول والمواطن، ولأهمية القطاع الزراعي في تأمين مستقبلنا الغذائي، وحتى لا نعاني من كارثة الجوع في سنوات قليلة قادمة.. نتقدم لمعالي وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم، الذي تولى مسؤوليات الوزارة قبل 11 عاماً؛ ناقلين له شكوى المواطنين من أنهم لا يرون إنجازاً، ولا يشعرون بتقدم يذكر في مسارات الوزارة المختلفة؛ فالمزارع يصرخ، والمستثمر يحتج، والمواطن يستغرب من أمر هذه الوزارة؛ فبرغم الدعم السخي الذي قدّمته الدولة في منح الأراضي، والإعانات، والقروض، وشراء الآلات، والمعدات الزراعية، وشراء المحصول، وإدخال التقنية المتقدمة في النشاط الزراعي.. لم تحقق بلادنا في هذا القطاع المهم شيئاً يُذكر سوى الاكتفاء الذاتي في "البيض" -بحسب تصريح وزير الزراعة- مما يجعلنا نتساءل: هل نحتاج فعلاً لوزارة للزراعة في بلد صحراوي قليل الأمطار والمسطحات الخضراء؟ أم أن إلغاءها أوفر وأفضل وأريح؟!
ولأن الحديث يجرّ حديثاً.. نتساءل أيضاً يا معالي الوزير عن سر تصاريحك الإعلامية التي تطلقها عبر وسائل الإعلام المحلي، المستفزة تارة، والمحرجة للوزارة تارة أخرى، والمحبطة للمواطنين في أحيان كثيرة.. مثل تصريحك "الناري" الذي قلت فيه: "سنزيل أي مزرعة ب"البلدوزر" في حال ثبت استخدامها لمياه الصرف الصحي في ري محاصيلها"؛ في حين أن العديد من العمالة الوافدة لا تزال تسرح وتمرح وتروي مزارعنا بمياه الصرف الصحي، وتحصد المحاصيل، وتبيعها في الأسواق للمستهلكين؛ فأين "بلدوز" الوزارة؟ كذلك تصريح شهير نُسِبَ لك عند لقاءك مع باعة الحطب بالرياض قبل سنتين تقريباً عندما زاروك في مكتبك من أجل منحهم مهلة حتى يبيعوا الحطب الذي تمتلئ به مستودعاتهم، وقلت لهم: "معصي أنت وياه أمدد لكم لو نصف ساعة!". وبالطبع لا يمكن أن ننسى مقطع الفيديو الشهير الذي جمعك بمزارع من نجران جاء يشكي لك عجزه على تحصين ماشيته؛ وقلت عبارتك الشهيرة "تبي الحكومة تعطيك كل شيء ببلاش.. رح اشتر طيب.. يا عمي رح اشتر".
ولا بد من الإشارة إلى أهم ما صرّحت به إعلامياً يا معالي الوزير عندما قلت: "إننا في المملكة لا تنقصنا اليوم موارد مالية؛ بل ينقصنا العمل من ذاتنا والقصور في أنفسنا".. وبالفعل نتفق معك في ذلك؛ فالقصور في أنفسنا في كثير من الأمور؛ فنحن على -اختلاف مستوياتنا الوظيفية- ينقصنا الجد والالتزام والمثابرة والاهتمام بحقوق المواطنين، وتفعيل الخدمات الحكومية، وتسهيل الإجراءات، والتواضع.. ونذكّر معاليك بتصريح قلته في عام 2006م -قبل 8 سنوات مضت تقريباً- أكدت فيه، وقلت: "بابي مفتوح لجميع المزارعين والمستثمرين"، و"أنا مجند لخدمة المزارعين".. وفي الحقيقة لا يزال أغلب المزارعين يشكي صعوبة مقابلتك، والالتقاء بك!!
ونتقدم لمعاليك بعدة استفسارات متطلعين إلى الإجابة عليها:
- أين دور الوزارة في تحقيق التوازن بين ندرة الموارد وتحقيق الأمن الغذائي في السعودية؟ - لماذا ترفض الوزارة التعاون مع الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد "نزاهة" في مراجعة، وتفتيش المشاريع المعتمدة، وعقود التشغيل والصيانة التي تحيطها شبهات فساد، وقصور متعمد؟ - لماذا سعيتم بشكل شخصي يا معالي الوزير، إلى إدراج "الأغذية" ضمن مسمى وزارة الزراعة، وتعديل مسماها ليكون "وزارة الزراعة والأغذية"؛ برغم ضعف هيكل الوزارة الحالي الإداري والمالي؟ - ماذا قدمت الوزارة في أجل تقليل الهدر الزراعي الذي يكلف المستهلك حالياً أعباء مالية إضافية؟ - ماذا فعلت الوزارة من أجل زيادة كفاءة إنتاج القطاع الزراعي، ومسارات التسويق، والتخزين، والاستهلاك؟ - لماذا لا تزال الوزارة تخسر القضايا المرفوعة ضدها في ديوان المظالم، والمحاكم الإدارية، دون أن نسمع من الوزارة عقوبة حاسمة حازمة على مَن زوّر من موظفيها، ومراقبيها: كقضية التعويض بأكثر من 150 مليون ريال لمجموعة من مزارعي النخيل، وإلغاء المحكمة الإدارية بمكةالمكرمة قراراً أصدرته وزارتكم بتغريم مواطن 15 ألف ريال. وقضية التلاعب في توزيع الأراضي البور، وسوء الاستعمال الإداري، والواسطة، والاختلاس؟ - ما صحة قيام العمالة الوافدة برش حمض "الكبريتيك" على التمور لتعجيل نضوحه، وبيعه في الأسواق دون أن نسمع قيام الوزارة بالتحقق من الموضوع وطمأنة المواطنين؟ - ما مدى اهتمام الوزارة بإخضاع المواشي المستوردة للكشف والتحليل، وهي في حظائر السفن قبيل دخولها للسوق المحلية للتأكد من سلامتها من الأمراض والآفات الخطيرة التي تعصف بنا؟ - أين دوركم في منع الانحصار الكبير للأراضي الزراعية في منطقة مكةالمكرمة وحدها، على سبيل المثال؟ - لماذا يطال العجز بعض الأدوية البيطرية، ونجد قلة في وظائف الأطباء البيطريين برغم تخرّج 800 طالب من المعهد البيطري سنوياً؟ - أين المختبرات لفحص الخضراوات والفواكه التي ترد إلى أسواق الخضار، لمراقبة مستوى الكيماويات بها، والتي أسهمت في تزايد حالات الإصابة بالأورام السرطانية؟ - لماذا تحجب بيانات المبيدات الكيمائية المستخدمة في مجال الزراعة؟ - ولماذا تفشل لدينا أغلب مشاريع الإنتاج النباتي، ومشاريع الإنتاج الحيواني، وصيد الأسماك؟ - أين دعم وتفعيل الجمعيات التعاونية الزراعية لتقوم بأنشطتها على الوجه المطلوب؟ - ولماذا تقف وزارة الزراعة تتفرج على جفاف وتلاشي مزارع النخيل في نجران، على سبيل المثال؟ - أين اهتمام الوزارة بإنتاج التمور، وتسويقها خارجياً، والعمل على إقامة صناعات غذائية تستخدم التمور بهدف زيادة الإقبال عليها؟ - ماذا تم بشأن مبادرة الملك عبدالله للاستثمار الزراعي في الخارج؟ - لماذا تتجاهل الوزارة -كما يتردد- صغار المستثمرين في مبادرة الاستثمار الزراعي؟ - لماذا لا تكشف الوزارة حقيقة تفاصيل إقراض صندوق التنمية الزراعية 42 مليار ريال لمشاريع مختلفة؟ وما هي النتائج؟ وما هي تفاصيل ال 150 مليون ريال التي خُصصت لدعم مزارع المانجو؟
فيا معالي الوزير.. لا تزال التحذيرات من تدهور زراعتنا، وانحسار مواردنا الغذائية الداخلية، قائمة، والتخوف والقلق يحيىط بمستقبلنا الغذائي، كما تؤكد المؤشرات المتخصصة العالمية.. ومزارعنا التي كانت منتجة فيما مضى، أصبحت تعاني حالياً من الإبادة والتلاشي والجفاف.. ومعاليك لا شك يلمس -على سبيل المثال- عجز وزارة الزراعة المستمر، وفشلها الواضح في مكافحة آفة واحدة فقط هي "سوسة النخيل"، التي انتشرت منذ أعوام بمزارع القصيم، والأحساء، والخرج وغيرها من المناطق؛ برغم وعودك أمام أمير القصيم بالقضاء على هذه الآفة، بالاستعانة ب"الكلاب" المدربة!!.. فيا معالي الوزير، إن الأمانة كبيرة، والمسؤولية جسيمة، وبلادنا تحتاج كل ذرة جهد وعرق تحميها من كارثة مجاعة قادمة، تهدد المجتمع واستقراره.. فإن لم تستطع، وأنت على رأس الوزارة منذ 11 عاماً.. فمتى يمكنك ذلك؟