أجبرت "الإطارات" صينية الصنع، والتي تلقى رواجاً كبيراً في السوق السعودية لرخص ثمنها، الشركات الكبرى، ومنها اليابانية والأمريكية والكورية، على خفض الأسعار بنسب متفاوتة؛ هرباً من الخسائر التي قد تلحق بها في واحدة من أهم وأكبر الأسواق نمواً على مستوى الشرق الأوسط. وعزا متعاملون في سوق الإطارات أسباب انخفاض الأسعار عما كانت عليه في السابق في جميع الأنواع بشكل عام إلى إغراق السوق بالمنتج الصيني من الإطارات رخيصة الثمن؛ ما جعل المستهلك يعزف عن شراء الأنواع الأخرى.
"سبق" تجولت في عدد من منافذ بيع وتركيب الإطارات بالعاصمة الرياض، ورصدت الانخفاضات التي وصلت في بعض الأنواع إلى 40 ريالاً.
وقال مدير أحد مراكز توزيع وتركيب الإطارات صالح الزيد: "السوق تشهد خلال هذه الأيام حالة من الركود، والطلب يتزايد فقط على شراء المنتج الصيني؛ بسبب رخص أسعارها، خاصة وأن فصل الشتاء بات على المشارف، والذي ستنخفض فيه درجات الحرارة، ما يجعل الصيني هو الخيار المفضل للجميع خلال الفترة المقبلة".
ويرى فضل محسن، وهو مدير مركز توزيع أيضاً، أن "وعي المواطن السعودي في الالتزام بالأنظمة والتعليمات أثناء القيادة من تفادي السرعة وغيرها، يجعل إطارات مركبته تدوم لفترات طويلة بغض النظر عن بلد الصنع، سواء كانت صينية أو من الأنواع الأخرى الأصلية ذات الأسعار الغالية، وهو ما يزيد من نسبة الإقبال على النوع الأول لرخص أسعارها".
وأوضح أن "الكثير من المواطنين عند شراء مركبات جديدة يقومون بتغيير الإطارات بأخرى صينية لاستخدامها في المدينة نفسها والاحتفاظ بالأصلية في المنزل، وعند السفر على الطرقات الطويلة يتم تغييرها، وهو ما تسبب في حالة من الركود في بقية الأنواع الأخرى، وانخفاض أسعارها خلال الفترة الحالية ما بين 15 إلى 20 ريالاً في كل مائة ريال"، متوقعاً استمرار الانخفاض.
وتؤكد تقارير وإحصاءات عالمية أن السعودية تعد واحدة من أهم وأكبر أسواق الإطارات في الشرق الأوسط، حيث إنها تستورد سنوياً أكثر من 13 مليون إطار، بنسبة نمو 12% كل عام، وبحجم واردات تبلغ قيمتها 800 مليون دولار، ما يجعلها مقصداً للكثير من شركات الإطارات في العالم؛ للفوز بحصة من تلك العائدات الكبيرة.