ما ان تبدأ أشعة الشمس بالسطوع والاشتداد، إلا ويشتد معها سوق النظارات الشمسية انتعاشاً، فما ان تظهر بوادر فصل الصيف في الظهور، إلا ويتهافت السعوديون خصوصاً الشباب منهم من الجنسين على اقتناء مختلف الأشكال والتصاميم من النظارات، التي لم تسلم هي الأخرى من محاربة المقلد لها، حتى ان مصانع مختصة في إيطاليا أقفلت لعدم قدرتها على مواجهة المد الصيني للنظارات. يقول مدير توزيع ماركة جكرسون للنظارات بيير نحاس ان ايطاليا عاصمة العالم للنظارات تعاني من إشكال كبير وتعرضت الكثير من المصانع هناك إلى الإغلاق بسبب الأزمة العالمية، وعدم استطاعتها المنافسة مع انخفاض كلفة البضاعة القادمة من الصين المنتج الآخر للنظارات والمنافس الكبير لها. وأضاف ان التزييف أفقد الشركات ارباحاً كثيرة، كما ساهم في إفقاد الكثير من الناس الشعور بالمودة التي بدأت تغيب عن البعض، مشيراً إلى تخصص بعض الشركات في تزييف الماركات العالمية. وعزا ارتفاع أسعار بعض النظارات إلى طريقة تصنيعها ببعض المعادن ذات القوة الكبيرة والخفيفة الوزن وذات المنظر الجميل والتي تكون في العادة مرتفعة التكاليف مثل ال«كالتيتانيوم» وال «الكاييوفايبر» وغيرها، لافتاً إلى إدخال بعض قطع المجوهرات في صناعة النظارات ما يرفع سعرها كثيراً. وعن تعمد رفع أسعار النظارات الأصلية في السوق، قال نحاس: «إن أرباح محال النظارات في السوق ليست بالشكل الكبير، اذ ان تغيير الموديل يؤدي الى تراكم كميات كبيرة لا تباع حتى بسعر منخفض، ناهيك عن ارتفاع أسعار الإيجارات لمحال النظارات التي تكون في أحياء راقية». وأضاف انه بحسب آخر الإحصاءات فقد بلغت مبيعات إحدى الماركات الشهيرة في السعودية أكثر من 50 ألف نظارة في السنة بمبلغ يتجاوز 37 مليون ريال، مشيراً إلى أن الأعوام الأربعة الماضية كان الطلب فيها على النظارات كبيراً وبنمو يتراوح ما بين 15 و 20 في المئة، مرجعاً ذلك إلى الاهتمام بالموضة ومواكبتها، مشيراً إلى دخول ماركات كثيرة السوق إلى أن بلغ عدد الماركات العالمية نحو 30 ماركة. من جهته، أشار البائع في محل نظارات سليم الحمصي إلى أن موسم انتعاش سوق النظارات الشمسية يبدأ من الشهر الجاري وحتى شهر تموز (يوليو) من كل عام، إضافة الى مواسم الأعياد ورمضان، في حين أن الإطارات الطبية تنتعش خلال العودة للدراسة من كل عام مع مطلع شهر أيلول (سبتمبر) منه. وأكد أن الصناعة الأوروبية خصوصاً الإيطالية هي الأفضل والأميز في السوق والتي تكون في العادة تابعة لأحد الدور العالمية المختصة بصناعة الأزياء، مشيراً إلى أن مجرد إظهار اسم الماركة على النظارة يرفع سعرها كثيراً. ولفت إلى أن الإطارات الأصلية «الفريم» يأتي بها أكثر من مصدر من الخارج منها الوكيل الحصري والموزع لها محلياً أو من خلال شركات تقوم باستيرادها ومن ثم بيعها محلياً من خلالها مباشرة وتكون بأسعار منخفضة أكثر من الوكيل. من جانبه، قدر صاحب شركة مختصة بمحال النظارات دكتور سليمان حافظ أن حجم البضاعة المستوردة سنوياً تقدر بنحو يصل إلى 550 ألف نظارة. ولفت إلى أن محال البصريات في الرياض تتجاوز 660 محلاً، يشتكي الكثير منهم من أصحاب المحال والباعة «الدخيلين على الصنعة»، الذين يبيعون النظارات المقلدة في السوبر ماركت، وأمام المساجد والأسواق، دون أي خوف من الرقابة، لافتاً إلى الضرر الذي تسببه هذه النظارات على العين، مستغلين فيها ضعف خبرة الزبون وعدم معرفته بالأصلي والمقلد. وأضاف تختلف أسعار بيع النظارات الشمسية بحسب العلامة التجارية، ومكان الصنع، والموديل، اذ يتراوح متوسط أسعارها بين 250 و1500 ريال، أما أسعار النظارات المقلدة للعلامات التجارية العالمية فتتراوح بين 20 و100 ريال. وأكد أن البعض يبحث عن النظارات المقلدة للعلامات التجارية العالمية لرخص ثمنها وارتفاع سعر العلامة التجارية الأصلي، اذ تتميز نظارات العلامات التجارية العالمية بالشكل الأنيق، ما ادى إلى انتشار النظارات المقلدة في كل محل صغير وكبير وفي بسطات الشوارع، بل إنها انتشرت في بعض محال بيع النظارات. من جانبه، أشار اختصاصي العيون الدكتور فيصل محمد إلى أن النظارات الأصلية تسهم في الحفاظ على العين لاستخدامها العدسات المصنوعة من مادة تسمى (بلورايز)، التي تحمي العين من الأشعة المضرة، وتجعل الرؤية أوضح، كما تحمي العين من الأتربة وأشعة الشمس القوية التي تسبب جفاف العين والالتهابات، وهذا ما لا يتوافر في النظارات المقلدة والرخيصة.وأضاف ان هذه الأيام تشهد انتشار أنواع كثيرة من النظارات الشمسية التي تكون مختلفة في شكلها وطرازها بحيث لا تحجب أشعة الشمس القوية عن العين بل يستخدمها الأطفال والشباب كنوع من البريستيج والمظهر والجمال وهنا تكمن الخطورة من هذه النظارات. من جهته، أشار اختصاصي بصريات سامي عبدالله إلى أن النظارات الشمسية يجب التعامل معها مثل أية قطعة إكسسوارات أخرى، بل ربما تكون أكثر أهمية لكونها تتوسط الوجه وتقوم بدور في التعريف بالشخصية. وأضاف إن النظارات ذات العدسات القاتمة والكبيرة ليست موضة فحسب، لكنها في الواقع تحمي العين أكثر مقارنة بالعدسات الصغيرة، خصوصاً مع طبيعة مناخ البلدان العربية الحارة.