أبدى مجموعة كبيرة من أولياء أمور الطلاب والطالبات بمدارس تابعة لإدارة تعليم جازان تذمرهم من تأخر تسليم الكتب المدرسية لأبنائهم وبناتهم، في الوقت الذي تسعى فيه تعليم جازان لسد العجز، فيما تؤكد جمعية حقوق الإنسان أنه من حق الطلاب والطالبات الحصول على الكتب المدرسية من أول يوم دراسي، إلا أن وضع العجز في الكتب زاد الحال سوءاً لهؤلاء من الناحية التعليمية نظراً لعدم حصولهم عليها منذ أول يوم دراسي للعام الحالي، الذي بدأ بتاريخ 5 / 11 / 1435ه حتى اليوم، أي بعد مضي شهر ونصف الشهر تقريباً، بما فيها إجازة عيد الأضحى. ويستغرب أولياء الأمور من ذهاب أولادهم إلى المدارس بدون مقررات، وأن منهم من لم يستلم أي كتاب أبداً؛ ما سيعرضهم لفقد الدروس اليومية التي بسببها سيتدنى مستواهم الدراسي.
ورصدت "سبق" من خلال مصادرها أن عدداً من مدارس البنين والبنات بتعليم جازان في مختلف المحافظات تشكو من عجز شديد بالكتب المدرسية، وتحققت من مشكلة نقصها مع مجموعة من أولياء الأمور، سواء بالنسبة للطلاب أو الطالبات، وفي مراحل تعليمية مختلفة.
وأكد بعض أولياء الأمور أن هناك طلاباً بمدرسة زبارة رشيد المتوسطة للبنين ومدارس أخرى بمحافظة أبو عريش بدون كتب.
كما عبرت مجموعة أخرى من أولياء أمور طالبات بمدارس للبنات بمحافظة العارضة عن استيائهم من تأخر صرف المقررات لبناتهم، وذكر بعضهم أن بناتهم اللاتي يدرسن بمتوسطة الخبراية للبنات لم يتسلمن كتباً بمنهج اللغة الإنجليزية بالمرحلة المتوسطة كافة، وكذلك عجز في مادتَيْ الرياضيات والعلوم للصف الثاني المتوسط.
ويشارك أولياء أمور طالبات بمدرسة دبير الابتدائية والمتوسطة للبنات جنوب العارضة في هذا الرأي، مبدين تذمرهم من عدم صرف الكتب الدراسية لبناتهم، ومنها منهج اللغة الإنجليزية للطالبات من الصف الرابع الابتدائي إلى الصف الثالث المتوسط.
وطالب هؤلاء بأن تسارع الجهة المعنية بحل مشكلة نقص المقررات المدرسية والعجز الحاصل في عدد من مدارس البنين والبنات التابعة لتعليم جازان؛ حتى يتم إنهاء معاناة هذه الفئة مع النقص الذي ربما يكون سبباً رئيساً في تدني مستواهم التعليمي، ويصل بهم إلى أقل النسب التحصيلية.. وعبروا عن استيائهم وتذمرهم الشديد من وضع أبنائهم وبناتهم، من ناحية عدم حصولهم على مناهج دراسية منذ أول يوم دراسي للعام الحالي حتى اليوم.
ورفعوا شكواهم عبر "سبق" إلى وزير التربية والتعليم، الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز، لكي يتدخل شخصياً ويتابع الوضع المتعلق بأمر العجز في المقررات المدرسية، الذي يعانيه الطلاب والطالبات، ناقلين له الضرر والمعاناة التي يمر بها أبناؤهم بشكل يومي، وأن ذلك أبقاهم في خوف مستمر من تأثر مستواهم التحصيلي والتعليمي من جراء مشكلة عجز المناهج والمقررات.
وفي المقابل، أوضح المشرف العام على فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في منطقة جازان أحمد بن يحيى البهكلي ل"سبق" أن "من حق الطلاب والطالبات الحصول على الكتب المدرسية في أول يوم من الدراسة؛ ليستطيعوا تلقي الدروس من المعلمين والمعلمات بشكل جيد، وليتمكنوا من المذاكرة وحل الواجبات أولاً بأول".
وأضاف: أما بقاؤهم من دون كتب ففيه ضرر بهم، وإخلال بالعملية التعليمية، وإرباك لخطط المدرسة والجدول الزمني لشرح الدروس؛ وذلك ينعكس سلباً على تحقق الأهداف الأساسية للتعليم، ويربك أولياء الأمور الحريصين على متابعة أبنائهم.
وقال أيضاً: أعلم أن وزارة التربية والتعليم تبذل قصارى جهدها لطبع الكتب المدرسية، ثم إيصالها إلى إدارات التعليم قبل بداية العام الدراسي بوقت كاف لتوزيعها على المدارس.
واستدرك "البهكلي" بقوله: لكنني أظن أن دخول وزارة التربية والتعليم في دوامة المراجعات الشكلية أصبح عاملاً سلبياً في تأخير وصول الكتب إلى المدارس، وإهدار جزء من المال على تعديلات شكلية، لا تسمن ولا تغني من جوع.
من جهته، صرح مدير الإعلام التربوي بتعليم جازان يحيى عطيف ل"سبق" بأن العمل جار على تأمين العجز المتعلق بالكتب المدرسية، وذلك بالتنسيق مع الجهات ذات الاختصاص.