اعتمد مجلس أمناء مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني الخطة التنفيذية لإقامة 20 لقاءً فكرياً في مناطق السعودية الثلاث عشرة، تحت عنوان "التطرف وآثاره على الوحدة الوطنية". وفي التفاصيل، تناول الاجتماع الذي عُقد برئاسة الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد المطلق، رئيس مجلس الأمناء عضو هيئة كبار العلماء، وبحضور فيصل بن عبد الرحمن بن معمر نائب رئيس مجلس الأمناء والأمين العام للمركز وأعضاء وعضوات المجلس، في مقر المركز بمدينة الرياض يوم الثلاثاء الماضي، عدداً من المواضيع المدرجة على جدول أعمال الاجتماع.
واستعرض المجلس التصور النهائي للقاءات الفكرية التي سيعمل المركز على تنفيذها خلال العام 1436ه، وتنطلق أولى مراحلها يوم الخميس 13 محرم 1436ه في مدينة عرعر، بمشاركة نخبة من العلماء والأئمة والدعاة والمفكرين ورجال الإعلام.
وأكد الشيخ الدكتور عبد الله المطلق، رئيس مجلس الأمناء، أن الاجتماع الثاني للمجلس استكمل مناقشة المواضيع التي اعتمدها في لقائه الأول، والتي يأتي على رأسها موضوع مواجهة مشكلة الغلو والتطرف، والدور الذي سيقوم به مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني في هذا الشأن.
وقال إن المركز يضع في مقدمة أولوياته تحقيق ما يصبو إليه خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - من ترسيخ قيم الحوار ونشر ثقافته، ومكافحة ظاهرة الغلو والتطرف وعمل جميع الوسائل الوقائية لحفظ المجتمع منها، مشيراً إلى أن المركز سبق أن أعلن أنه سيخصص جميع أعماله وبرامجه خلال العام المقبل 1436ه للتوعية بمخاطر مشكلة الغلو والتطرف، من خلال حشد الطاقات الفكرية والثقافية في السعودية للمساهمة في هذا الشأن، والقيام بدورها في مواجهة هذه المشكلة.
وأشار إلى أن المركز يهدف من عقد اللقاءات الفكرية في جميع مناطق السعودية إلى استنهاض العلماء والدعاة والأئمة والمفكرين لمشاركة المركز في لقاءاته الفكرية والحوار حول قضايا الغلو والتطرف، للوصول إلى رؤية وطنية يشارك في صياغتها جميع أفراد المجتمع، للحيلولة دون تمدد وانتشار الأفكار المتطرفة والغلو بين أبناء وبنات السعودية، وتحقيق تنسيق مشاركة جميع الجهات الحكومية والأهلية في مكافحة هذه الظاهرة الدخيلة والخطرة على مجتمعنا وعلى قيم الإسلام الوسطية العادلة.
من جهته، أوضح فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، نائب رئيس مجلس الأمناء والأمين العام للمركز، أن برنامج اللقاءات الذي اعتمده المجلس للفترة القادمة لمواجهة التطرف وتعزيز قيم الوسطية والاعتدال سينطلق مع بداية العام الهجري المقبل 1436ه، وسيكون على ثلاث مراحل، تشمل إقامة عدد من اللقاءات التحضيرية واللقاءات النوعية، في جميع مناطق السعودية.
وقال إن المركز حرص على أن تشمل اللقاءات جميع المناطق والأطياف الفكرية في السعودية، من خلال برنامج شامل، يشارك فيه العلماء والدعاة وأئمة المساجد والعاملون في القطاعات التربوية والاجتماعية والثقافية، لتعزيز ونشر قيم الوسطية والاعتدال، ووضع رؤية وطنية مستقبلية حول مواجهة مشكلة الغلو والتطرف، يشارك في صياغتها المؤسسات الدينية والتعليمية والثقافية والإعلامية وجميع الأطياف الفكرية في السعودية.
وبيّن أن الاجتماع تناول أيضاً البرامج التي ستنفذها أكاديمية الحوار للتدريب واستطلاع الرأي العام خلال المرحلة المقبلة، بالتعاون مع وزارة الخدمة المدنية.
يُشار إلى أن مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني يولي موضوع مواجهة الغلو والتطرف ونشر ثقافة الحوار والوسطية والاعتدال أهمية كبيرة منذ تأسيسه انطلاقاً من الثوابت الشرعية والوطنية، والأهداف السامية التي بني عليها المركز، والتي في مقدمتها تكريس الوحدة الوطنية في إطار العقيدة الإسلامية، وتعميقها عن طريق الحوار الفكري الهادف، والإسهام في صياغة الخطاب الإسلامي الصحيح المبني على الوسطية والاعتدال من خلال الحوار.