رفض المسلحون الحوثيون، الذين يسيطرون على العاصمة اليمنية صنعاء، قرار الرئيس عبد ربه منصور هادي بتعيين مدير مكتبه، أحمد عوض بن مبارك، رئيساً جديداً للوزراء أمس الثلاثاء تنفيذاً لاتفاق معهم، يقضي بانسحابهم من صنعاء، وتعهدوا بمقاومة هذا القرار. وكان المقاتلون الحوثيون قد سيطروا على العاصمة الشهر الماضي دون مقاومة تُذكر بعد أن تغلبوا على قوة عسكرية تنتمي لحزب الإصلاح الإسلامي المعتدل المنافس لتصبح لهم اليد العليا في شؤون البلاد، في أعقاب اشتباكات استمرت أربعة أيام قتل خلالها أكثر من 200 شخص. وبعد أن بدا للجميع أن الأزمة في طريقها للحل بتعيين هادي رئيساً جديداً للوزراء اليوم رفض الحوثيون القرار ما يعني مزيداً من البلبلة لحالة من القلاقل السياسية استمرت بضعة أسابيع عقب استيلاء الجماعة على العاصمة التي يقطنها مليونا نسمة.
ويسعى اليمن- الذي يملك حدوداً طويلة مع السعودية - إلى التغلب على اضطرابات سياسية استمرت سنوات وتفجرت في عام 2011 عندما أجبر محتجون مؤيدون للديمقراطية الرئيس السابق علي عبد الله صالح على التنحي بعد أن ظل في منصبه فترة طويلة ليخلفه نائبه هادي.
وتعارض الجماعة التي ترتبط بعلاقات مع إيران مطالب بالانسحاب من العاصمة قائلة إن الاتفاق الذي وقعته مع الرئيس اليمني والذي ينص على مشاركتهم في إدارة دفة الحكم يمنحهم الحق في احتفاظهم بالوضع الحالي لحين تعيين رئيس جديد للحكومة.
وقال سلطان العطواني أحد مستشاري هادي إن لجنة تضم عدداً من كبار مستشاري الرئيس اجتمعت في صنعاء واختارت قائمة قصيرة تضم ثلاث شخصيات من قائمة أكبر من المرشحين وسلمتها للرئيس لاختيار شخصية لرئاسة الحكومة.
إلا أن الحوثيين الشيعة الذين يعرفون رسمياً باسم حركة الحوثيين (أنصار الله) رفضوا هذا التعيين بشدة واتهموا السفارة الأمريكية في صنعاء بالمشاركة في قرار تعيين بن مبارك.
وقال ضيف الله الشامي عضو المكتب السياسي لأنصار الله في تصريحات بثها على صفحته على فيسبوك إن مؤيدي السفارات ظهروا بعد لقاء السفير الأمريكي مع الرئيس هادي ليعلنوا انقلابهم على إرادة الشعب اليمني وإملاء بن مبارك تمشياً مع إرادة السفارات.
وأضاف -في إشارة إلى الاحتجاجات التي قام بها الحوثيون ضد الحكومة السابقة في أواخر يوليو - أن قرار تعيين بن مبارك قوبل برفض شعبي وأن الشعب اليمني يعد العدة لاستئناف التصعيد الثوري واستكمال ثورته التي لن تنتهي على حد قوله إلا بتحقيق أهدافهم.
ويسيطر الحوثيون على العاصمة وأنشؤوا لجاناً للإشراف على أداء مختلف الوزارات وأصدروا أوامرهم لوزارة المالية في الأسبوع الماضي بتعليق أي مدفوعات باستثناء صرف رواتب موظفي الحكومة.
وقال عبد الملك العجري عضو المكتب السياسي لأنصار الله إن هادي اقترح تعيين بن مبارك في هذا المنصب بعد أن أخفقت لجنة من المستشارين تضم جميع الأحزاب الرئيسية في الاتفاق على مرشح من بين خمس شخصيات طرحها الرئيس اليمني.
ولد بن مبارك -الحاصل على درجة الدكتوراه في إدارة الأعمال من جامعة بغداد- عام 1968 في عدن بجنوب اليمن. وعمل في السابق مستشاراً لشؤون المشروعات الدولية باليمن قبل أن يصبح مديراً لمكتب الرئيس.
وفي مارس من العام الماضي عمل بن مبارك أميناً عاماً للحوار الوطني اليمني الذي يضم ممثلين عن جميع الأحزاب السياسية والجماعات المدنية وهو المنبر الذي شكله هادي لإقرار الإصلاحات في البلاد.