سجل حفل الإفطار الثامن للدبلوماسيين والداعمين، الذي نظمته الندوة العالمية للشباب الإسلامي، في فندق الإنتركونتننتال مساء أمس الأحد، العديد من المفاجآت، سواء في عدد الحضور أو في الحوارات التي تمت على هامش الحفل، وكان أبرزها حضور السفير الروسي في الرياض حفل الإفطار لأول مرة منذ انطلاقته في عام 2003م, ودار حوار بين الدكتور صالح الوهيبي، الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي، والسفير الروسي, أثنى فيها الأخير على حفل الإفطار ودور الندوة العالمية، وأكد أنه سيوجه دعوة رسمية إلى الدكتور الوهيبي لحضور مؤتمر عالمي عن حوار الثقافات سيُعقد في موسكو، في الوقت الذي سجّل فيه الحفل حضوراً فاق التوقعات؛ فقد حضره 51 سفيراً و110دبلوماسيين يمثلون 82 دولة، وهو عدد لم يسبق حضوره منذ بداية تنظيم الحفل. وقد اكتظت قاعة بريدة بفندق الإنتركونتننتال بالحضور، واضطر جميع منسوبي الندوة للوقوف خارج القاعة وتناول الإفطار بعد وداع الضيوف. وغاب عن الحفل للعام الرابع على التوالي السفير الأمريكي، الذي كان له حضور بارز في حفلي الإفطار الأول والثاني، ولم يحضر أحد من السفارة الأمريكية، كما غاب سفراء ألمانيا وفرنسا وكندا، وسجّل سفراء ودبلوماسيو الدول الأسكندنافية حضوراً متميزاً، وأيضاً سفراء ودبلوماسيو الصين والهند واليابان وفيتنام والكوريتَيْن ودول بحر البلطيق، كما حضر سفير أفغانستان ووفد دبلوماسي إيراني، وغاب لأول مرة السفير المصري محمود عوف، وحضر بدلاً منه وفد دبلوماسي برئاسة المستشار الثقافي الدكتور عبدالله التطاوي، الذي يرتبط بعلاقة وثيقة مع د. الوهيبي. وقد سجّل الحضور العربي غياباً ملحوظاً؛ فقد فقط حضر سفراء الجزائر والعراق وسوريا والسودان وجيبوتي ودبلوماسيون من المغرب، كما سجّل سفراء دول الخليج العربي غياباً عن حفل إفطار الدبلوماسيين كالعادة؛ فلم يحضر سوى سفير سلطنة عمان. وكان للسفراء الأفارقة حضور متميز، وكان في مقدمة الحضور السفير الجنوب إفريقي . وقد برز إعلامياً القائم بالأعمال في السفارة البريطانية بالعاصمة السعودية الرياض رودريك دراموند، الذي أدلى بأكثر من تصريح صحفي حول العلاقات السعودية - البريطانية، التي وصفها ب"التاريخية" و"المتميزة", وكانت معظم أسئلة الإعلاميين حول التأشيرات للسعوديين، ونفى أن يكون هناك أي تعطيل. وعلمت "سبق" أن السفير البريطاني الجديد في المملكة سيباشر عمله خلال أسبوع، وهو يعرف الكثير عن المملكة ومنطقة الخليج، ويتحدث اللغة العربية بطلاقة، وهو السفير البريطاني الثالث على التوالي الذي يتقن العربية، ولكن كان أبرزهم السفير البريطاني السير شيرارد كوبر - كولز (أبو هنري) قبل الأخير الذي كان ملماً بأوضاع منطقة الخليج بشكل كبير, وكان له جولات سياحية في العطلات في صحراء الربع الخالي, ويحب شرب لبن الإبل، وكان يحب جداً مناداته بكنيته «أبو هنري» أكبر أبنائه، في ملمح جميل إلى التناغم مع البيئة العربية التي يفضل فيها الرجل العربي مناداته باسم أكبر أبنائه، بما يشير إلى كثير من الاحترام والتقدير عوضاً عن ذكر اسمه الأول . والمرأة الوحيدة "الدبلوماسية" التي حضرت حفل الإفطار كانت من السفارة الدانمركية وحرصت على الالتزام بارتداء العباءة السوداء. ومما لاقى ترحيباً من الدبلوماسيين، خاصة أن معظمهم لا يعرفون العربية، عرض تفسير مصور مصحوب بمعاني القرآن الكريم للآيات التي تلاها الشيخ عادل اليامي "صاحب الصوت الحسن والجميل", التي افتتح بها برنامج الحفل ، ونالت إعجاب الحضور، وأعد العرض مدير إدارة الشؤون التعليمية بالندوة حسن بن عبده كديش, وكذلك التلاوة في صلاة المغرب للشيخ زهير الهمداني. وحرص السفراء والدبلوماسيون الأجانب عند السلام على الأمين العام للندوة العالمية على تهنئته بالشهر بالجملة العربية "رمضان كريم.. شهر مبارك". أما عن الأحاديث التي دارت في الحفل فقد تمحورت حول الحوار مع الآخر وضرورة الاهتمام بالقيم المشتركة بين الشعوب. وأكد الدكتور صالح الوهيبي دور المنظمات الإنسانية والعمل الخيري بوصفها قطاعاً ثالثاً في التنمية بعد القطاعين الحكومي والأهلي، وكشف عن ضعف الموارد المالية والتضييق في عملية جمع التبرعات والتحويلات، مناشدا الدول والحكومات دعم الجمعيات العاملة في الحقل الإنساني. أما السفير الماليزي سيد عمر السقاف فقد هاجم بشدة من يحاولون فرض ثقافاتهم وقيمهم على الشعوب، مستغلين أدوات وقوى العولمة، وقال: علينا أن نسلم بأن هناك تنوعاً ثقافياً بين الشعوب، وأن نحترم هذا التنوع. وندد بشدة بظاهرة "الإسلام فوبيا" أو الخوف من الإسلام، وقال "إن ظاهرة الخوف من الإسلام المتزايدة وظاهرة تشويه صورة الإسلام تشكلان انتقاصاً من حق الإنسان في اختيار عقيدته". وحرص السفير النمساوي د. جوهانيس ويمير على الحديث عن شهر رمضان، وقال: "نحن مدعوون للتعرف على شهر رمضان المبارك؛ لأنه شهر التفكير والصبر والتسامح والكرم والمصالحة". مضيفا "ولعل هذا الحفل مناسبة تذكرنا بأهمية الصوم والإفطار والتفكير الداخلي وعمل الخير في تقاليدنا الخاصة، وتذكرنا كذلك بأهمية إرساء أسس مشتركة في هذا الصدد, كما تحفزنا على نبذ الخلافات خلفنا، والمساهمة الفاعلة في ممارسة وتعزيز التفاهم المتبادل".