يضرب أبناء المملكة العربية السعودية من الكشافين من وزارتي التربية والتعليم العالي والمراكز الكشفية التابعين لجمعية الكشافة العربية السعودية في المشاعر المقدسة، خلال موسم الحج، أروع صور الإنسانية للعالم الإسلامي والعالمي، في إغاثة الملهوف وسقيا الظمآن ومساعدة كبار السن والأطفال من حجاج بيت الله في تقديم الخدمات الجليلة في منظر إنساني يفوق الوصف. ويؤكد العديد من حجاج بيت الله الحرام ل "سبق" أن الكشافين والجوالة التابعين للجامعات السعودية ساهموا إسهاماً كبيراً في إيصالهم لمخيماتهم بعد أن تاهوا بالمشاعر المقدسة لساعات طويلة من ذويهم، الأمر الذي لا يستهان به في ظل كثافة الحجاج في الطرقات.
ويقول أحد الكشافين السابقين ل "سبق": "الكثير منا لم يأتوا بمقابل مادي، بل جاءوا لتمثيل الإسلام والمملكة خير تمثيل"، مضيفاً أن الكثير يتطوعون في إيصال التائهين إلى مخيماتهم حتى إن لم يكونوا في ساعات عملهم المحددة لهم من المركز الكشفي، مؤكداً أن القصص الإنسانية والتطوعية للكشافين كثيرة جداً، وما يطرح في الإعلام قليل جداً بحجم ما يقدمون لأعداد كبيرة من الحجاج التائهين.
والكشافون والجوالة في المشاعر المقدسة منذ بداية شهر ذي الحجة لممارسة ومعرفة الأماكن عن طريق "المسح" بالخرائط والأدلة الإرشادية التي تصدرها جمعية الكشافة لمخططات المشاعر المقدسة.
وتداول العديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي صور أعمال الكشافة، مؤكدين أن هؤلاء الشباب ضربوا أروع الأمثلة في الشهامة وإغاثة الملهوف وكبار السنّ والأطفال التائهين عن مخيماتهم؛ حيث ظلّوا يجوبون شوارع المشاعر المقدسة، رغم الزحام المهيب لضيوف الرحمن.
ونوه مدير الأمن العام اللواء عثمان بن ناصر المحرج، إلى جهود الكشافة والجوالة وما يقدمونه من خدمات جليلة لحجاج بيت الله الحرام وأشاد بدورهم الريادي والإيجابي في خدمة ضيف الرحمن، وأثنى على ما تحقق لجمعية الكشافة العربية السعودية من تطور ملحوظ وزيادة في عدد المنتسبين لها من طلبة الجامعات والمدارس، مشيراً إلى أن منسوبيها من الكشافة والجوالة يقدمون خدمات إنسانية رائعة يساندون فيها رجال الأمن العام والعديد من الجهات المعنية بالحج.
وأضاف أن الكشافة تتفرد بمعرفة الخرائط والأماكن، مؤكداً أن كل ما يبذله الكشافة يأتي بدافع حسهم الوطني العالي الذي أصبح يدفعهم بتلقائية إلى البذل والعطاء والتطوع في عمل الخير.